ثلاث سنوات مرت على رحيل شيخ المدربين العرب، و«جنرال»الكرة المصرية، هداف الأهلي ومنتخب مصر في فترة الخمسينيات والستينيات، أفضل مدير فني في تاريخ الكرة المصرية، وراسم البسمة على شفاه جماهيرها، الكابتن محمود الجوهري، والذي رحل عن عالمنا في الخامس من سبتمبر لعام 2012، عن عمر يناهز 74 عامًا. محمود الجوهري هو علامة بارزة في تاريخ الكرة المصرية، سواء كلاعب أو مدير فني، فيمتلك سجلاً ناصع البياض وتاريخا من ذهب سطره على مدار تاريخه الكروي وأخلاق رفيعة المستوى، وضعته ضمن عظماء الكرة المصرية على مدار تاريخها. «المصري اليوم الرياضي» يستعرض أبرز إنجازات «جنرال» الكرة المصرية محمود الجوهري من خلال التقرير التالي: 1 – التتويج بأول نسختين لبطولة أمم أفريقيا قاد محمود الجوهري، منتخب مصر الأول للتتويج بأول نسختين من بطولة أمم أفريقيا 1957 و1959، بالسودان ومصر على الترتيب، حيث لعب دوراً بارزاً في حصد الفراعنة لأولى ألقاب العرس القاري بمساعدة نجوم المنتخب القومي وقتها الديبة ورأفت عطية، وساهمت أهدافه الثلاثة في النسخة الثانية من حفاظ المصريين على اللقب وهو هدافًا للمسابقة. 2 – قيادة الأهلي لأول تتويج قاري كان الأهلي قاب قوسين أو أدنى من إحراز بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1981، للمرة الأولى في تاريخه، إلا أن اغتيال الرئيس محمد أنور السادات حال دون ذلك، بانسحاب من الدور قبل النهائي، لكن محمود الجوهري، المدير الفني للأهلي وقتها رفض ألا يكون للمارد الأحمر لقبًا قاريًا، فرسم خطته وحشد قواه ليصول ويجول أصحاب الرداء الأحمر بأدغال القارة السمراء ويحرزون أولى ألقابهم الأفريقية في عام 1982 على حساب أشانتي كوتوكو الغاني الرهيب وسط أنصاره بملعب كوماسي، ليحقق الأهلي لقب بطولة أفريقيا للأندية الأبطال تحت قيادة الجنرال. 3 – الجنرال يقود المصريين لبلوغ المونديال الإنجاز الأكبر في المشوار الكروي للجوهري، والعلامة الفارقة في سجله التدريبي، والفرحة الكبرى لجماهير الكرة في مصر، ببلوغ منتخب بلادها لمونديال 1990 بإيطاليا، للمرة الأولى في العصرالحديث، قبل تأهله والأول من نوعه لمنتخبات الكرة العربية والأفريقية بإيطاليا أيضًا عام 1934، حيث وضع الجنرال جميع خبراته التدريبية في مشوار أبناء النيل بالتصفيات، وقاد سفينة المصريين لتمثيل البلاد في العرس العالمي. ويقدم المصريون أداء مشرفا بمونديال 1990،عقب الوقوع في مجموعة صعبة تضم هولندا بطل أوروبا وقتها، والمنتخبين الإنجليزي والأيرلندي، فيحقق أبناء الجوهري تعادلان أمام هولندا وإنجلترا، منهما واحداً بطعم الفوز أمام الطواحين في ظل أداء مبهر، وخسارة وحيدة أمام الإنجليز. 4– منتخب الفراعنة يعتلي عرش الكرة العربية نجاح جديد للجنرال محمود الجوهري مع المنتخب المصري الأول، في قيادته لحصد الذهب بالبطولة العربية عام 1992، والتي استضافتها الملاعب السورية، عقب فوز تاريخي على المنتخب السعودي بثلاثة أهداف مقابل هدفين في المباراة النهائية، ليعتلي الفراعنة عرش الكرة العربية، ويواصل الجنرال ملحمة الإنجازات بمشواره التدريبي. 5– الجوهري يصنع تاريخًا من ذهب للزمالك في أدغال أفريقيا وكأن فريق أشانتي كوتوكو الغاني، بات هو الضحية الدائمة للجنرال محمود الجوهري، ببطولات الأندية الأفريقية، فعقب قيادته للأهلي في التتويج على حسابه ببطولة الأندية الأبطال عام 1982، عاد جنرال الكرة المصرية مجدداً لقهر العملاق الغاني ولكن هذه المرة في فيادة فريق نادي الزمالك، والذي انتزع اللقب القاري الثالث في تاريخ ميت عقبة على حسابه عام 1993 من خلال ركلات الترجيح، تحت قيادة أكثرمن رائعة من خارج الخطوط للجوهري. 6–الزمالك بطلًا لسوبر أفريقيا على حساب الأهلي في لقاء تاريخي سيظل عالقاً بأذهان جماهير الكرة المصرية، يحسم الزمالك لقاء السوبر الأفريقي، في قمة مصرية خالصة جمعته بالمنافس الأولي، فريق النادي الأهلي، بجوهانسبورج عام 1994، حيث نجح أيمن منصور في تسجيل الهدف الأشهر في تاريخه بمشواره مع أبناء ميت عقبة، لينجح الجوهري في تحقيق اللقب القاري الثاني له مع الزمالك والثالث له على مستوى بطولات أندية أفريقيا. 7 – المصريون ملوك أفريقيا ذهب المنتخب المصري لخوض بطولة أمم أفريقيا نسخة 1998 ببوركينا فاسو، متوقعًا له خبراء اللعبة العودة سريعًا في أقرب طائرة لمصر، ووداع منافسات العرس القاري من الدور الأول، ولكن بقيادة محنكة من محمود الجوهري، يعود الفراعنة بأغلى الألقاب ويلقون منتخبات القارة درسًا قاسيًا في فنون اللعبة، ويتنزعون اللقب من حامله، منتخب جنوب أفريقيا في المباراة النهائية، حيث أبهر الجنرال القارة السمراء خلال المباراة النهائية بجملة تكتيكية «ماركة مسجلة» نفذها لاعبو المنتخب بنجاح وسجلوا من خلالها هدف التعزيز وضمان الصعود على منصات التتويج. 8 – الجوهري صورة مشرفة للمصريين في الأردن لم تكن انجازات محمود الجوهري كقائداً فنياً لمنتخب مصر الأول، هو الوحيدة له على مستوى تدريب المنتخبات، ولكن حدث ولاحرج عن مواصلة الجنرال إبداعاته التدريبية مع منتخب الأردن، والذي دفع العاهل الأرني لتكريمه تكريمًا ملكيًا ومنحه وسام العطاء والتميز عام 2004، فساهم الجوهري في حصد «النشامى» لبرونزية كأس العرب بالكويت وفضية دورة غرب آسيا، فضلاً عن الصعود للمرة الأولى في تاريخ البلاد لنهائيات أمم آسيا نسخة 2004 بالصين، والوصول لربع النهائي.
