يُعد الاهتمام بالمظهر العام أحد أهم الأهداف التي يسعى إليها الجميع سواء كان فرداً أم كياناً، لذلك تجد كبري الأندية العالمية حريصة كل الحرص على شكل ملابس فرقها الرياضية، وبالأخص فريق كرة القدم، حتي أصبحت هناك منافسة بين شركات الملابس لا تقل سخونة عن المنافسات التي تخوضها الأندية داخل الملعب، وقد تحول الأمر إلى صراع يشبه إلى حد كبير صراع الميركاتو أو سوق انتقالات اللاعبين، فعلي سبيل المثال، أثار تعاقد النادي الإنجليزي الأكثر تتويجًا للبطولات مانشستر يونايتد مع الشركة الألمانية للملابس الرياضية «أديداس» ضجة كبيرة لسببين؛ يرجع أولهما إلى القيمة المالية الضخمة للتعاقد التي وصلت إلى 1.3 مليار دولار في صفقة تاريخية، ويرجع السبب الثاني إلى اقتناص «أديداس» لشريك قوي من منافسها الأقوي، الشركة الأمريكية «نايكي» أما في مصر، فليست هناك حقوق للملكية الفكرية، حيث لا يحمي القانون الأندية ولا يوفر لها القدرة على منع من يستخدم شعاراتها دون إذن، فالسلع المقلدة متاحة في كل مكان، ومن السهل جداً أن تحصل على قميص فريقك المفضل بخامة جيدة وبسعر لا يصل إلى 20 % من سعر القميص الذي يُباع في متاجر الشركة صاحبة الحق في إنتاج هذا القميص وبيعه، ومن هنا بدأت الشركات الكبيرة في الانسحاب من رعاية ناديَي الأهلي والزمالك، وقد قررت بالفعل «أديداس» الألمانية عدم تجديد تعاقدها مع أي من القطبين، مما اضطر الأهلي للتعاقد مع شركة سعودية تقدم ملابس يُشتكي منها كثيرًا، أما الزمالك فلا يزال في حيرة من أمره؛ هل يتعاقد مع شركة صغيرة مقابل عقد رعاية أم يتعاقد مع شركة كبيرة مقابل دفع الأموال بدلاً من الحصول عليها، كل ذلك والدولة تشاهد إهدار أموال مؤسساتها الرياضية الكبرى ولا تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه. ملف ملابس الزمالك، في الموسم المقبل، موكل لمدير التسويق بالنادي خالد أحمد رفعت، وبدوره يبذل رفعت جهودًا كبيرة في هذا الملف، وصلت إلى السفر خارج مصر أكثر من مرة في فترة زمنية قصيرة من أجل التواصل المباشر مع شركات الملابس الرياضية العالمية لتحقيق رغبة النادي في التعاقد مع اسم كبير يليق ببطل الدوري والفريق المدجج بالنجوم، وكان آخر تلك الجولات سفر رفعت إلى تركيا للحديث مع وكيل معتمد لمجموعة من أكبر شركات الملابس الرياضية في العالم، وتواصل مع 4 شركات، أمريكية وألمانية وإيطالية وإسبانية، وقد قدّم بعض هذه الشركات عروض رعاية وطلب بعضها الآخر أن يكون التعاقد بمبدأ الشراء، بمعني أن يشتري الزمالك ما يشاء من هذه الشركات ولا تُقدَّم تلك الملابس بالمجان. كما يملك الزمالك أيضًا عروضًا من شركات أخرى لرعاية ملابس الفريق بالمجان إلى جانب دفع مبلغ مالي إضافي كعرض شركة من شركة إيطالية أخرى. وقد تواصل «رفعت»، مع عضو مجلس الإدارة، أحمد مرتضى منصور، وعرض عليه آخر ما وصل إلى النادي من عروض، وسيقوم أحمد مرتضى بتصعيد الأمر لمجلس الإدارة لاتخاذ القرار المناسب خلال الساعات القليلة المقبلة، حتي يتثنى للشركة التي سيقع عليها الاختيار أن تقدم للنادي الملابس الجديدة قبل انطلاق مسابقة الدوري للموسم الجديد . وعلمت «المصري اليوم»، أن العرض الإسباني هو الأقرب للقبول، وهو الأمر الذي قد يتم إعلانه ليلة الأربعاء، ولكن ستأخذ عملية التصنيع حوالي شهرين، فسترسل الشركة قمصان بيضاء «دون الخطين الحمر»، حتى لا يرتدي فريق الكرة قمصانا صنعتها شركة أخرى في فترة التعاقد.
