كشفت نتائج الدراسات الميدانية التي أعدتها الحكومة ممثلة في وزارات الموارد المائية والري والهيئة العربية للتصنيع على مصرف كوتشنر الرئيسي بمحافظتي الغربيةوكفر الشيخ، عن رصد 98 بؤرة تلوث خطرة تلقي ملوثاتها في المصرف الذي تُروى به الأراضي الزراعية بالمحافظتين، حيث وضعت الوزارة خطة لإنقاذ المحافظتين من تلوث المصرف. وأكد تقرير لوزارة الموارد المائية والري أن مصادر الملوثات تنوعت بين مصانع ومحطات صرف القرى الواقعة على المصرف الرئيسي وفروعه، حيث أوضح التقرير وجود 43 مصنعا بمحافظة كفر الشيخ و9 تجمعات صرف صناعي بمحافظة الغربية و46 محطة صرف صحي، بالإضافة إلى قرى غير مخدومة بشبكات الصرف الصحي. وكشف التقرير أن عينات سحب المياه اكدت ان المياه تحتوي على 8 عناصر ثقيلة سامة بالمصرف، ممثلة في الزرنيخ والكادميوم والكروم والنحاس والنيلك والزنك والرصاص والزئبق، تسبب 27 مرضا خطيراً للأنسان، تختلف ما بين السرطان وتليف الكبد ودماغ الأجنة والتهاب المفاصل وأمراض الكلى والربو وامراض الاوعية الدموية. كما كشف التقرير عن وجود بكتيريا وفيروسات وديديان وبروتوزوا تصل أعمارها في تربة الأراضي الزراعية إلى عام للبكتيريا، و6 أشهر للفيروسات، و10 أيام للبروتوزوا و7 أعوام للديدان، بينما تراوحت اعمارها في النباتات، ما بين 5 أيام للبروتوزوا إلى 6 أشهر للبكتيريا. فيما قدرت وزارة الموارد المائية والري التكلفة المبدئية لإنشاء محطات متنقلة للصرف الصناعي والصحي باستخدام وسائل غير تقليدية عن طريق تقنية «النانو» بتكلفة تم تقديرها ب870 مليون جنيه، يتم انشاؤها خلال عام، تقوم بمعالجة 700 ألف متر مكعب في اليوم، كما يمكنها معالجه مياه ملوثة في المستقبل ومعالجة 2 مليون و800 ألف متر مكعب في اليوم الواحد. كما وضعت الدراسة البحثية التي أعدتها هيئة الصرف المغطى بوزارة الموارد المائية والري بدائل أخرى لتأهيل المصرف تعتمد على دمج تقنية النانو«INNPT» مع المحطات بتكلفة تقديرية 760 مليون جنيه، وتوفير 90 محطة معالجة متنقلة للصرف الصحي للقرى غير المخدومة بشبكات بتكلفة تقديرية 90 مليون جنيه، وتوفير 20 محطة معالجة متنقلة للصرف الصناعي لتخدم التجمعات الصناعية بتكلفة تقديرية 36 مليون جنيه، وأوصت بتوفير 12 محطة متنقلة لمعالجة المجاري المائية المفتوحة بتكلفة تقديرية 360 مليون جنيه. وقال المهندس محمد فوزي حبيش، رئيس هيئة الصرف المغطى، إن استخدام النانو في إعادة تأهيل محطات الصرف، يحقق العديد 11 ميزه جوهرية عن الطرق التقليدية في مقدمتها الوقت، حيث يستغرق تأهيل المحطات بالطرق التقليلدية عامين بينما يمكن تأهيل المحطات بالتقنية الجديدة خلال عام فقط، ومن حيث جودة المياه فأن الطرق التقليدية تكون المعالجة ثانوية وابتدائية، بينما تقنية النانون «ثلاثية». وأضاف «حبيش» أن تكلفة معالجة المتر المكعب بالطرق التقليدية تبلغ 2.5 جنيه فيما تبلغ تكلفة المتر المكعب للنانو، «جنيه» واحد، وتصل سعة المحطة بعد التأهيل بالطرق التقليدية 100% من السعة التصميمة، بينما تصل في الطرق الحديثة «النانو» 400%. وأشار إلى أن مساحة الأراضي الزراعية التي تروى بمياه المصرف 457 ألف فدان، بطول 69 كيلو متر بمحافظتى الغربيةوكفر الشيخ، وسوف يتم القضاء على الملوثات بها خلال 20 شهراً بالتعاون بين وزارات الاسكان والبيئة والانتاج الحربي والصحة والتنمية المحلية وبأستخدام كافة الوسائل التي يجري الان دراستها سواء كانت تقليدية أو غير تقليدية. من جانبه قال المهندس إبراهيم سلمان، رئيس قطاع هيئة الصرف المغطى لمنطقة غرب الدلتا، إن تقنية النانو تعتمد على اضافة مجموعة من اكاسيد الحديد والالمونيوم والكالسيوم والمانسيوم، من مصادر محجرية موجودة بمصر بكثرة من الطفلة والبنتونايت والكاولين والحجر الجيري، وهي شحنات مغناطيسية عالية، وتتميز بسهولة الدمج مع المحطات القائمة وتزيل مسببات البكتريا والديديان وبويضاتها وكفاءة معالجة تتجاوز 90%، كما تتميز بأستهلاك اقل للكهرباء يصل إلى 45% من المحطات التقليدية، وازالة المعادن الثقيلة والصبغات والاحمال العضوية الزائدة. وأشار سلمان إلى أن احد الحلول العاجله الجاري تنفيذها لتحسين نوعية المياه تنفيذ المشروع المصري الياباني بتمويل يصل إلى 3.5 مليون جنيه كمرحلة أولي، بالاضافة إلى الخطة العاجلة لأنشاء قناة خرسانية مجاورة للمصرف وموازية له تخصص لاستقبال مخلفات الصرف الصحي للقري المتاخمة للمصرف والصناعي وتكون منفصلة عن قطاع مصرف كوتشنر، مع تحديد دقيق لمصادر التلوث على مسار المصرف من حيث الكمية والنوعية ودراسة تركيب وحدات تنقية على المصارف الفرعية التي تغذي مصرف كوتشنر لتقوم بمعالجة المياه قبل وصولها للمصرف الرئيسي من خلال تجميع مناطق بؤر التلوث وكمياته ولإعداد دراسة علمية لمنع تلوث مياه المصرف.
