سلط موقع «آل مونيتور» الأمريكي الضوء على حملة أحد ضباط الشرطة لسداد ديون الغارمين والغارمات، وهم الأشخاص الذين لا يستطيعون تسديد الديون المستحقة عليهم، واصفا الفكرة بأنها حملة من قبل الشرطة لتحسين صورتها لدى الشعب، مضيفة أن قيام ضباط الشرطة بهذا العمل الإنساني هو خطوه تاريخية في سجل الشرطة المصرية. ووصف التقرير، الذي نشره الموقع الثلاثاء، مبادرة النقيب محمد جمال، التي نجح خلالها في جمع الأموال لمساعدة 41 من الغارمين والغارمات في سداد ديونهم وخروجهم من السجن وقضاء عيد الفطر مع ذويهم، بأنها «حولت الشرطة المصرية من وسيلة للقبض علي المتهمين لأداة للإفراج عنهم»، مضيفا أن الأمر غير كاف حتى لا تعود مشاعر الكراهية ضد الداخلية في النمو من قبل المواطنين. وأشار التقرير إلى بيان وزارة الداخلية بعد إطلاق مبادرة النقيب وجاء فيه: «وزير الداخلية مجدي عبد الغفار وافق على تلك المبادرة الإنسانية والمجتمعية التي طرحها النقيب جمال التي تؤكد تلاحم رجال الشرطة والمواطنين وتدعم العلاقات في ما بينهم، ووجه إدارة العلاقات الإنسانية في وزارة الداخلية للتنسيق بين قطاع مصلحة السجون ورجال الشرطة لتنفيذ تلك المبادرة حتى يتسنى تفعيلها قبل عيد الفطر». ونقل التقرير عن مساعد وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للشرطة السابق اللواء ماهر حافظ قوله إن المبادرة من جانب ضباط الشرطة هي «إنسانية بحتة وبعيدة كل البعد عن الحسابات السياسية»، موضحا أنها فكرة فردية لأحد الضباط يعمل في العلاقات الإنسانية داخل أحد الأقسام، وشاهد امرأة تبلغ من العمر 54 عاماً مديونة لشاب بمبلغ 2000 جنيه بقية قسط ثلاجة، رغم أنها سددت كل الديون المستحقة عليها لهذا الشاب، ولم يبق إلا قسط الثلاجة، وأضاف: «بعد فشل الضابط في حل المشكلة بشكل ودي بين الطرفين، جاءت إليه الفكرة ونالت استحسان كل القيادات، بمن فيهم وزير الداخلية والرئيس عبد الفتاح السيسي». ولفت إلى أن الفكرة لن تقتصر على شهر رمضان، بل ستمتد طول العام، مشيرا إلى أن هناك دفعات أخرى سيتم الإفراج عنها تباعاً. وحذر حافظ من محاولات استخدام بعض الحالات الفردية لتجاوز بعض أفراد الشرطة (مثل أن يقوم أحد الضباط بالاعتداء علي مدنيين) للوقيعة بين الشعب والشرطة مرة أخرى، مشدداً على أهمية وحدة الصف المصري في مواجهة الإرهاب. فيما قال أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، أحمد كريمة، إنه لا يجوز استخدام زكاة عيد الفطر للغارمين والغارمات، إلا إذا اعتبرناهم فقراء ومساكين، لأن هناك حالات للغارمين والغارمات من الطبقة المتوسطة، وزكاة الفطر خصصت للفقراء، إنما يعتبر فك كرب الغارمين والغارمات من زكاة الأموال، وإنّ الآية 60 من سورة التّوبة في القرآن حددت مستحقي زكاة الأموال، وهم ثمانية، وجاء فيها: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فريضة من الله والله عليم حكيم». ومن جهته، قال رئيس لجنة الفتوى الأسبق في الأزهر الشريف الدّكتور جمال قطب: «يجوز إخراج زكاة الفطر للغارمين والغارمات، لأنهم إذا لم يكونوا فقراء، فكيف لم يستطيعوا سداد الديون المستحقة عليهم؟».