أقام الدكتور محمد بدر الدين زايد، سفير مصر لدى لبنان، حفل عشاء، الأحد، تكريمًا لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، الذي يزور لبنان حاليًا، وذلك بحضور نخبة من قيادات المجتمع اللبناني. وألقى «زايد» كلمة خلال حفل العشاء، أكد فيها على طبيعة مصر الخاصة التي تقوم على التعايش بين جميع الأديان ونجاحها في الحفاظ على تلك الطبيعة رغم التحديات، مشيرًا إلى أن ثورة الثلاثين من يونيو أزاحت قوة ظلامية ظنت أنها قادرة على تغيير وجه مصر فأعادت الدولة المصرية لطبيعتها. وأشاد «زايد» بمواقف البابا تواضروس الثاني الوطنية في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى مقولته الشهيرة بأن وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن، معربًا عن ثقته في انتصار مصر على الإرهاب، لافتًا إلى أن نقطة الانطلاق لتحقيق هذا الهدف تكمن في وحدة الأمة المصرية والعربية في مواجهة تلك الظاهرة وإدراك أن الإرهاب ليس موجهًا ضد أحد مكونات الشعوب العربية، وإنما ضدها جميعًا بمسلميها ومسيحييها. وأكد «زايد» أهمية مشاركة لبنان بمسيحييه ومسلميه في النهضة العربية، مشيرًا إلى أن الحضارة الإسلامية حضارة تنوع. ومن جانبه، ألقى البابا تواضروس الثاني كلمة، أكد فيها أولوية إعلاء العقل والإعتدال والتنوع والعمل والعدالة، متمنيًا للبنان تجاوز التحديات الراهنة والمضي نحو المزيد من الازدهار، مشيدًا بتأثير لبنان الثقافي والحضاري في المجتمعات المصرية والعربية. حضر الحفل كل من: الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، الشيخ عبداللطيف دريان، مفتي لبنان، ورئيس كتلة المستقبل، رئيس وزراء لبنان الأسبق، فؤاد السنيورة، رئيس وزير المالية اللبناني، على حسن خليل، ممثلاً لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وزير العمل اللبناني، سجعان قزي، ممثلاً لرئيس حزب الكتائب اللبنانية، وزير الزراعة، أكرم شهيب، ممثلاً للنائب وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب جوزيف المعلوف، عضو كتلة القوات اللبنانية النيابية ممثلاً لسمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية. وحضر أيضًا المطران بولس مطر، رئيس أساقفة إبراشية بيروت للموارنة ممثلاً للبطريرك الماروني اللبناني، بشارة بطرس الراعي، حبيب أفرام، أمين عام اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية، ورئيس الرابطة السريانية، إضافة إلى أعضاء السفارة المصرية في بيروت والكنيسة القبطية الأرثوذكسية والوفد المرافق لقداسة البابا تواضروس الثاني. وجاء حفل العشاء ضمن فعاليات زيارة البابا تواضروس الثاني إلى لبنان خلال الفترة من 17 إلى 20 يوليو الجاري، وذلك لحضور عدد من الفعاليات المهمة، وعلى رأسها افتتاح متحف عن التاريخ الأرمني في جبيل بدعوة من الكاثوليكوس البطريق، آرام الأول كشيشيان، بطريرك الأرمن في المنطقة. وشملت الزيارة أيضًا قيام قداسته بتبريك منشأة دير الأنبا أنطونيوس في منطقة البربارة، والمشاركة في تبريك الميرون لدى الأرمن، وإقامة صلاة شكر في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إضافة لحضور القداس الميرون والصلاة المسكونية لدى الأرمن في أنطلياس. وشهدت المناقشات خلال حفل العشاء استعراضًا للأوضاع في مصر ولبنان والمنطقة العربية، واتفق الحضور على أهمية الالتفاف حول المشروع العربي كخطوة رئيسية لمواجهة تنامي ظاهرة الإرهاب والمشروعات الإقليمية التي تعمل على تفتيت المنطقة.
