عُرفت بلاد السامبا طوال تاريخها كمنبع لا ينضب للمواهب والنجوم المهارية الكبيرة، التي تجعلك ترقص معهم السامبا، تمتعًا بما تشاهده من كرة جميلة يقدمونها على أرضية الملعب. وكانت البرازيل الأشهر دائمًا بتواجد مهاجمين قناصة سفاحين وخلفهم صناع ألعاب وأجنحة كفيلين بجعل أي مدافع يعود إلى منزله خائبًا مما فعلوه به على أرضية الملعب فكان هناك رونالدينيو، بيليه، رونالدو، روماريو، ريفالدو، زيكو، بيبيتو، سقراط، والعديد من الأسماء البرازيلية الأخرى التي لمعت في عالم كرة القدم. ولكن الأمور حاليًا ليست على ما يرام في البرازيل فبعد أن كان الفريق يعج بالنجوم القادرة على صنع الفارق أصبحت البرازيل هي «نيمار» فقط، والفارق بينه وبين زملائه في المستوى كبير ومخيف، ولكن الكارثة الحقيقية التي تعاني منها البرازيل فليس في صناعة اللعب ولكنها في قلب الهجوم. ففي أحد الأيام رفض المدير الفني للمنتخب البرازيلي سكولاري ضم المهاجم جيوفاني إلبير هداف بايرن ميونخ إلى قائمته المسافرة لكوريا واليابان للعب كأس العالم لتواجد رونالدو في القائمة وهو ما كان كافيًا لتحقيق البرازيل للقب، ولكن اليوم المدير الفني دونجا لم يجد سوى دييجو تارديلي ليقود هجوم البرازيل في كوباأمريكا ومن قبله كان فريد هو مهاجم السامبا في المونديال الأخيرفي إهانة واضحة للرقم 9. الأمور تبدو صعبة للبرازيل في مركز قلب الهجوم فبعد بيليه، روماريو،رونالدو،وبيبيتو أصبح مهاجمي البرازيل الأكثر شهرة تارديلي، فريد، لياندرو دامياو ولويز أدريانو بل إن الأمور لا تبدو في طريقها للتحسن، فمهاجمي منتخبات الشباب في البرازيل لم يلفتوا أي أنظار إليهم من الأندية الأوروبية الكبرى أو الصغرى حتى، ومازالوا في أنديتهم المحلية ولم يخرج سوى إدميلسون مهاجم منتخب البرازيل تحت 23 عاما والذي يلعب في يوكوهاما الياباني! وفي مونديال نيوزيلندا للشباب تحت 20 عاما ورغم تأهل البرازيل إلى نهائي البطولة إلا أن مهاجم الفريق الأساسي جوديفان كان أقل اللاعبين المتواجدين ولم يقدم مستوى يلفت له الأنظار فكان مجرد مهاجم عادي لمنتخب يعتمد على الأجنحة أكثر في لعبه. مشكلة المهاجم رقم 9 في البرازيل تحتاج إلى الكثير من العمل من بلاد السامبا فالبطولات لا تأتي سوى عندما يتواجد لديك المهاجم القناص القادر على خطف الهدف في أي وقت وتحت أية ظروف وهو ما ينقص منتخب برازيلي في زمن أصبح فيه مدافعينه أكثر شهرة من مهاجميه.