يواصل «المصري اليوم الرياضي» نشر سلسلة «بطل من نهائي»، قبل نهائي الأبطال، يوم السبت المقبل. لقراءة الحلقة الأولى، اضغط هنا، أما للحلقة الثانية، اضغط هنا في 15 مايو 2002، التقى فريق ريال مدريد الإسباني مع فريق باير ليفركوزن الألماني، خلال نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2001-2002، في مباراة من الصعب أن ينساها مشجعو ريال مدريد على مر العصور. وبالنظر لمستوى كلا الفريقين في ذلك الموسم، سوف نجد أن الريال وليفركوزن دخلا تلك المباراة وهما ينافسان على اللقب الوحيد المتبقى لهما خلال هذا الموسم، حيث احتل ريال مدريد المركز الثالث في الدوري، بينما كان وصيفا لبطولة كأس الملك، بعد الخسارة في النهائي من نادي ديبورتيفو لاكرونيا بنتيجة «2-1». ولم يكن ليفركوزن أفضل حالًا، حيث احتل وصافة الدوري الألماني خلف بروسيا دورتموند، حامل اللقب، كما كان وصيفًا لكأس ألمانيا، بعد الخسارة من شالكه في النهائي بنتيجة «4-2». ولكن مستوى ليفركوزن خلال هذا الموسم كان إعجازيًا، على الرغم من عدم الفوز بأي لقب، حيث تمكن من الوصول لنهائي دوري الأبطال، بعد التعادل بنتيجة «3-3» مع مانشستر يونايتد في نصف النهائي، ولكن ليفركوزن صعد للنهائي، للمرة الأولى والوحيدة في تاريخه، من خلال قاعدة الهدف خارج الأرض بهدفين. وعلى الرغم من المستوى الكبير لليفركوزن في دوري الأبطال، بفضل عدد كبير من النجوم الذين امتلكهم وقتها مثل: الألمانيين مايكل بالاك وبيرند شنايدر، والبرازيليين زي روبرتو ولوسيو، إلا أن معظم الترشيحات ذهبت للنادي الملكي، خاصة أن الريال كان يمتلك نخبة من أفضل لاعبي العالم مثل الفرنسيين زين الدين زيدان، بطل تلك المباراة وفقًا لترشيحات الجمهور، وكلود ماكيليلي، بالإضافة إلى المهاجم الإسباني العملاق راؤول، والظهير الأيسر البرازيلي روبرتو كارلوس، البطل الثاني لهذه المباراة. ويعتبر مستوى «كارلوس» خلال ذلك الموسم رائعًا من كل النواحي، حيث كان البرازيلي ركيزة أساسية لل«ميرنجي»، مشاركًا في 52 مباراة، سجل خلالها 5 أهداف وصنع 5 أخرى لزملائه. بدأت المباراة، وتمكن النادي الملكي من تسجيل الهدف الأول بشكل مبكر، في الدقيقة 8 من اللقاء، حيث مرر «كارلوس» كرة رائعة من رمية التماس إلى الإسباني «راؤول»، الذي لم يتردد في إيداعها في المرمى معلنًا عن تقدم النادي الملكي. لم ينتظر ليفركوزن طويلًا، حيث سجل المدافع البرازيلي «لوسيو» هدف التعادل في الدقيقة 14، معلنًا عن عودة المباراة إلى نقطة الصفر. بعد ذلك الهدف، استمر تبادل الهجمات بين كلا الفريقين، حتى قام «زيدان» بتحويل كرة عرضية سيئة من روبرتو كارلوس إلى واحد من أجمل أهداف دوري الأبطال، حيث سددها «على الطائر» بطريقة رائعة، معلنًا عن تقدم الملكي مجددًا في الدقيقة 41 من المباراة. على الرغم من جمالية الهدف، ومن أنه كان السبب في فوز الملكي باللقب التاسع له في دوري الأبطال، حيث انتهت المباراة بنفس النتيجة «2-1»، إلا أن الدور الكبير الذي قام به «كارلوس» في المباراة، وقيامه بصناعة هدفي فريقه جعلاه يتشارك بطولة تلك المباراة مع «زيدان». وقد تحدث «زيدان»، في تصريحات لجريدة «آس» الإسبانية، في وقت سابق من هذا العام، عن هدفه في مرمى باير ليفركوزن الألماني قائلًا: «مثل هذه الأهداف لا تتكرر كثيرًا مع اللاعبين، فقط مرة واحدة في الحياة». وتابع «زيدان»، متحدثًا عن عرضية «كارلوس» التي أحرز منها الهدف: «كانت عرضية (كارلوس) مرتفعة للغاية، لم نعتد على مثل هذه العرضيات منه، كان يجب أن أتخذ قرارًا سريعًا». تابع «زيدان»: «عندما كانت الكرة في الهواء، كل ما قلته لنفسي هو أن على أن أضع جسدي وراء الكرة جيداً، يجب أن أتصرف سريعاً، هذه الفرص لا تتكرر كثيرًا في مثل هذه المباريات، وهذا ما فعلته». وتزامل «زيدان» و«كارلوس» في ريال مدريد ل5 مواسم، أحرزا فيها سويًا 6 ألقاب للريال. ويعتبر «كارلوس»، الفائز بكأس العالم مع منتخب البرازيل، واحدًا من أفضل اللاعبين الذين لعبوا بقميص ريال مدريد، حيث استمر مع النادي الملكي لأكثر من 11 موسما، من 1996 حتى 2007، شارك خلالها في 523 مباراة في جميع المسابقات، سجل 69 هدفًا وصنع 41 لزملائه، ليساهم في فوز الفريق ب13 لقب، منها 4 ألقاب في الدوري الإسباني، كما تم اختياره كأفضل ظهير أيسر في تاريخ كرة القدم. وقد تحدث «كارلوس»، في مقابلة مع قناة ريال مدريد، فبراير 2012، عن مسيرته مع النادي الملكي، قائلًا: «من الأسهل أن ترى الأمور عندما لا تكون منخرطًا فيها، فعندما كنت في ريال مدريد كنت أرتبط بعقد مع النادي وبالتالي فقد كنت أرى الأمور من زاوية أخرى، ولكن بعد رحيلي إلى تركيا، لنادي فنربخشة، تحولت إلى مشجع، وبالتالي أصبحت أرى الأمور من زاوية أخرى، فعندما أرى الكرة تصل إلى (بنزيمة) مثلًا، أصرخ قائلًا: سددها، ولكنه قد لا يفعل ذلك لأنه قد يفكر في أمور أخرى وقت لعب الكرة». وتابع، متحدثًا عن أسعد لحظة له مع النادي الملكي: «كل أيامي مع ريال مدريد كانت جيدة، بداية من التنقل في جميع أنحاء إسبانيا والعالم، وصولًا إلى المباريات التحضيرية التي تسبق الموسم، كل أيامي كلاعب كرة قدم كانت مهمة وسعيدة بالنسبة إلي». وبالإضافة إلى عرضياته الرائعة، اشتهر «كارلوس» بقدمه الصاروخية، والتي استطاع منها أن يحرز العديد من الأهداف الرائعة، منها هدفه الأسطوري في مرمى منتخب فرنسا، في البطولة الفرنسية الودية عام 1997.
