عقدت المقارنة على مدار أسابيع، بعدما بدأها النجم المعتزل أحمد حسام ميدو حين قال إن «إمام» يفوق «تريكة» ب10 مرات، لتختلف بعدها الآراء، بين من يرى أن هذا الأفضل ومن يرى أن ذاك الأمتع، فيما رفض البعض المقارنة بينهما معللين ذلك بأن كلاهما مختلفًا عن الآخر. ولعب القدر لعبته، مباراة خيرية لصالح الأيتام تجمعهما معًا في فريق واحد بعد عقد المقارنة بأسابيع قليلة، بل ويجمعهما ملعب واحد في وقت واحد مع بداية الشوط الثاني من المباراة. كان «تريكة» قد تألق في الشوط الأول، بتمريراته الجميلة المعهودة، وبدأ الشوط الثاني ولا يزال «الماجيكو» يتبع أسلوب التمريرات البسيطة الساحرة في ذات التوقيت، أما «الثعلب الصغير» فلم يظهر كثيرًا ولم يقدم أي من لمحاته الجميلة، قبل أن يستبدل بعد دخوله بدقائق، ثم يعود مجددًا للملعب بديلًا ل«تريكة» ذاته قبل نهاية اللقاء ليتألق بشدة ويظهر مهاراته التي توجته على عرش قلوب المصريين، ويصنع هدفًا ولا أروع، ليطرح التساؤل لماذا إذا لم يظهر بنفس المستوى مع اشتراكه في بداية الشوط الثاني. السر يكمن في وجود محمد أبوتريكة في الملعب، نعم هم لاعبين ليسوا متشابهين بشكل تطابقي في أسلوب اللعب، إلا أن كلاهما يهوى اللعب في المساحة ما بين خط المنتصف وخط ال18، يتحركون يمينًا ويسارًا، يمررون بالطول وبالعرض، ولأن «تريكة» كان مخولًا له هذا الدور في بداية الشوط الثاني، حين دخل «إمام» كبديل، فكان الأخير يلعب على الجانب الأيسر، مكان ليس معتادًا ل«الثعلب الصغير»، لا يستطيع فيه أن يتحرك بحرية تجعله يظهر مهاراته العالية. ويظهر الفارق بشدة مع خروج «تريكة» ودخول «إمام» في المرة الثانية، ليلعب «إمام» في مركزه الطبيعي، فيتألق وينطلق بحرية يمينًا ويسارًا، يراوغ ويسدد ويقترب من المرمى ويصنع هدفًا من داخل منطقة الجزاء. ربما ستستمر المقارنة بين النجمين معشوقي الجماهير، إلا أن السؤال الذي كان يدور بخلد كثيرون من بدأت تلك المقارنات: «ماذا إذا ما لعب الثنائي في فريق واحد؟» لم ينتظر كثيرًا ليجد إجابته، فكان القدر كفيل بترتيب تلك المباراة ليرى محبيهما أن كل منهما أن كل منهما يستطيع أن يؤدي الدور ذاته بكفاءة قد لا تقل عن الآخر، إلا أن لعبهما معًا في آن واحد يثبت المقولة الشهيرة «ريسين على المركب تغرق».
