تسبب الغياب المفاجئ لأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني عن الساحة الإعلامية، والسياسية، الكثير من الشائعات حول السبب والمصير، واختلفت السيناريوهات التي رجحّها المراقبون حول أسباب الاختفاء فهناك من توقع وفاته أو أنه تم الانقلاب عليه من جانب نائبه الأمير عبدالله بن حمد، أو أنه مريض. وبدأت البلبلة والتساؤلات عن أسباب اختفاء الأمير، لغياب أخباره وصوره من وكالة الأنباء الرسمية «قنا»، إضافة للصحف القطرية الأربع «الراية والوطن والشرق والعرب» منذ أيام عدة، حيث كان أخر ظهور رسمي له في قمة كامب ديفيد مع زعماء الخليج والرئيس الأمريكي باراك أوباما، منتصف الشهر الجاري. ولم تغب أخبار تميم بن حمد فقط، عن الوكالة الرسمية أو الصحف بالدوحة، بل أنه لم يمارس أي نشاط سياسي رسمي له، منذ حوالي أسبوع، حيث حلّ كلٌ من شقيقه ونائبه الأمير عبدالله بن حمد، ووالدته الشيخ موزة، وزوجته جواهر بنت حمد بنت سحيم، ورئيس الوزراء، عبدالله بن ناصر، مكانه في المناسبات العامة، التي من المقرر أن يحضرها، أو في اللقاءات السياسية مع قادة الدول. وكان آخرها سفر والدته، الشيخ موزة، للقاء رئيسة كوريا الجنوبية، الأربعاء الماضي، إضافة لغيابه عن اجتماعات مجلس الوزراء، والتي قام بترأسها رئيس الوزراء، عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، كما استقبل «بن ناصر»، رئيس نيجيريا الأسبق الخميس. كما لم يحضر تميم لأي احتفالات، كان من العرف أن يحضرها من يتولى الحكم، مثل حفلة تكريم خريجي جامعة قطر، والتي حضرها نيابة عنه نائب الأمير، عبدالله بن حمد آل ثاني، والذي يعد أخيه، إضافة لزوجة تميم، الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. كما حل الأمير عبدالله بن حمد، مكان شقيقه في لقاء رؤساء المحاكم العليا والتمييز لدول التعاون الخليجي، الأربعاء الماضي. وردًا على سيناريو الانقلاب على تميم نشرت وكالة الأنباء القطرية، مساء الجمعة، خبرًا صادرا عن تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بحسب صياغتها، لتضع حدا لما تردد على بعض المواقع حول انقلاب شقيقه الأصغر عليه، حيث أكدت أنه بعث ببرقية تهنئة إلى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده. كما سخّر عبدالله العذبة، رئيس تحرير «العرب» القطرية، والمقربة من الأسرة الحاكمة، من شائعات الانقلاب على تميم قائلًا: «سحيح.. سحيح»، مستنكرًا تلك الشائعات، إضافة إلى نشر صور لدى الوكالة الرسمية، تظهر أن وضع صورة الأمير، بجانب والده كما ساد العرف المتبع في مؤسسات الدولة القطرية. وفي سياق نفي الانقلاب وترجيّح إمكانية مرضه، علّق الكاتب الصحفي والإعلامي مصطفي بكري، على تداول بعض الأخبار التي تفيد بحدوث انقلاب على أمير قطر تميم بن حمد من قِبل شقيقه عبدالله بن حمد، نظرًا لاختفائه المفاجئ وتجنب وسائل الإعلام القطرية والوكالة الرسمية «قنا»، نشر أي صور له، أو أخبار عن فعالياته أو زياراته أو أي أنشطة يقوم بها منذ أسبوع. وقال بكري، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «صوت الناس» على فضائية «المحور»، اليوم الجمعة، «لا أحد يستطيع أن يذكر أسباب ما حدث، حيث هناك أنباء عن مرض أمير قطر أو أنه يُفضل الصمت أمام هذه الأخبار». وتابع بكري، «لو حدث انقلاب داخل القوى السياسية والأسرة الحاكمة في قطر، سيكون هناك إعلان فوري عن الأمر». ومما يثير الدهشة عدم إصدار الديوان الأميري لقطر حتى الآن، أي تصريحات بشأن الشائعات التي تدور حول مصير تميم.
