البدوي: التسجيلات «حساسة جدًا» والسيسي بريء منها

نفى الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، ما تردد بشأن تسجيل مكالماته الشخصية في الآونة الأخيرة خلال عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، واصفا هذه التسجيلات بأنها «حساسة جدا وبها أجزاء تمثيل، رغم أن بعض الأصوات مأخوذ من مكالمات حقيقية»، على حد قوله.
وأوضح «البدوي» خلال مؤتمر صحفي، عقده بمقر حزب الوفد، مساء الأربعاء، أنه لم يستمع إلى تلك التسجيلات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا ينزعج منها، مشيرا إلى أنها «تمت قبل رئاسة السيسي، وبالتالي الرئيس بعيد كل البعد عنها»، مؤكدا أن حزبه يتعرض لهجمة شرسة بسبب موقفه من الجمعيات الممولة من الخارج.
وخلال المؤتمر وجه البدوي الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، على مبادرته ودعمه لحزب الوفد، بإجراء مصالحة بينه وبين جبهة فؤاد بدراوي ومجموعة الثمانية المجمدة عضويتهم مؤخرا، قائلا إن «حزب الوفد بخير».
وقال إن «الرئيس عبدالفتاح السيسى جعلنا نستجيب للمبادرة حرصا منه على وحدة الصف بالحزب، ونبذ الفتنة والخلاف بين جميع أطياف الشعب»، مُثمنا اهتمامه بحزب الوفد وسط مشاغله وهمومه، لافتا إلى أن الرئيس عبر عن انزعاجه الشديد من الهجمة الشرسة ضد الوفد، مؤكدا أنه يعمل لوحدة المصريين جميعا وليس الوفد فقط، ووصف البدوي الرئيس ب«الصادق الأمين».
وأشار إلى أن الوفد سيظل ظهيرا وسندا للدولة المصرية، مؤكدا أن الجمعة المقبلة ستشهد انتخابات الهيئة العليا، «التي ستكون شاهدا ودليلا على وحدة صف الوفديين واحتكامهم للديمقراطية».
وتابع «فوجئت في الآونة الأخيرة بضربات تأتيني يمينا ويسارا من أطراف تريد أن أسقط وأترنح، ولكن لن يسقط أبدا رئيس الوفد».
كما نفى ما نسب إليه في التسريبات عن ترشحه للرئاسة، قائلا: «لن أسعى إلى الترشح لرئاسة الجمهورية، ولو كان ذلك في نيتي لأعلنتها صراحةً فأنا لا أخشى أحدًا، وسبق أن عرضت عليّ رئاسة الحكومة مرتين ورفضتها لأنني لا أسعى إلى أي مناصب في الدولة».
وردا على سؤال عن محاربته الجمعيات الأهلية الممولة من الخارج، أكد أنه ومن سيأتي بعده سيستمر في محاربة الجمعيات التي تتلقى تمويلا أجنبيا للمحافظة على استقلال الوطن، مشيرا إلى أن الوفد تقدم ببلاغ للنائب العام في هذا الشأن وسيتصدى للمتربصين بمصر بالقانون.
وقال إنه خلال اجتماع الهيئة العليا، الأربعاء، تقدم أعضاء الحزب باقتراح لحل أزمة مجموعة الثمانية، بأن يتم فتح باب الترشح لانتخابات الهيئة العليا لمدة 24 ساعة للسماح لهم بالترشح، لكن أغلب أعضاء الحزب رفضوا هذا الاقتراح حتى استقر الأمر على أن يجري تعيين مجموعة منهم ضمن العشرة الذين يعينهم رئيس الحزب بجانب الخمسين المنتخبين، لافتا إلى أن مجموعة الثمانية وافقت على ذلك.
وكشف البدوي عن تفاصيل زيارة الرئيس المعزول محمد مرسي ورئيس حزب الحرية والعدالة لمنزله لعرض التحالف مع الوفد، قائلا «رفضنا التحالف مع الإخوان ورغبتهم في الاستئثار بغالبية مقاعد البرلمان، وتهميش الأحزاب الأخرى».
وذكر أن الإخوان عرضوا خلال الاجتماع الذي حضره عدد من قيادات الوفد، بينهم حسام الخولي، وفؤاد بدراوي، ومارجريت عازر، أن يُقسم التحالف 50% من المقاعد للإخوان و40% لصالح الوفد، و10% لباقي الأحزاب والقوى الثورية.
وتابع أن مرسي قال خلال الاجتماع إن «مقعدا واحدا لكل حزب بالبرلمان كفاية»، وهو ما تم رفضه جملة وتفصيلا من الوفد، رغبة منه في لم شمل الجماعة الوطنية لا الاستئثار بالحكم، «وهذا كله يؤكد زيف وعدم صدق ما أثير من تسريبات ملفقة هدفها النيل من رئيس الحزب».
وكشف البدوي عن تفاصيل لقائه مع الرئيس السيسي قائلا إن حديث الرئيس دار حول ضرورة الاهتمام ورعاية الفقراء بمصر، وإعانة غير القادرين، مشيرا إلى أن الرئيس يعمل على النهوض بمصر وتحقيق ثقة المصريين، وأن ما يقوله السيسي في العلن هو ما يقوله في الخفاء، مؤكدا على أن «الوفديين لا يمكن أن يخذلوا الرئيس، لأن السيسي حريص على وحدة الصف».