معلش ، انا هتكلم .............. مع كل احترامى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يكن له كل أفراد الشعب المصرى بكافة طوائفه كل الاحترام و التقدير. لاحظت فى الاونة الاخيرة أن معظم المتحاورين (فيما يسمى بالحوار المجتمعى) يتحاشون الحديث عن الجيش (على قدر استطاعتهم) فيما يخص أية انتقادات أو فى حديثهم عما يجب عمله وتفعيله ، وعلى ذلك بدأت كلامى بعبارة "أنا هتكلم.." وهنا أود أن أؤكد على بضعة نقاط أساسية كمدخل لكلامى: 1- للجيش كل الاحترام و التقدير للدور الذى يلعبه فى الوقت الحالى والذى أوكل ايه اضطراريا ولكن أود أن اناقش بعض الأمور هنا لأردها لأصلها (فى مفهومى البسيط): - أن هذا الدور الذى يلعبه الجيش هو تكليف (واختلفت الأراء هنا عن كونه تكليف من الرئيس السابق أو من الثورة) و لكن على كل الأحوال فان هذا التكليف قد حظى بمباركة كل طوائف الشعب. - وعلى ذلك فهنا التأكيد على أن الجيش جاء هنا لحماية الثورة وتنفيذ مطالبها والا كانت المظاهرات سوف تستمر ، وهذا مفهوم هام جدا ، وقد تم اعلان ذلك من الجيش فى العديد من البيانات الرسمية. - كلمة تكليف هنا تحمل مفهوم الواجب (فلا هو مَن و لا تكليف يمكن رفضه) ، صحيح أن الدور الذى يلعبه الجيش فى الوقت الحالى ليس من صميم اختصاصه ، ولكن من وجهة النظر الوطنية (الواجب الوطنى) فانه يتحتم على الجيش (كجزأ من نظام الدولة) أن يكون فى الموضع المطلوب من جماهير الشعب والتى تمثل البلاد ككل (والجيش من صميم عمله حماية البلاد) ، اٍذا فهو تكليف لا يمكن رفضه. - جملة "كتر خيرهم" -التى نسمعها كثيرا مؤخرا على دور الجيش- على قدر موافقتى على مضمونها الشاكر للجيش ولكنها لا تعنى قبول المتاح أو أفضل المتاح أو "هوه احنا كنا فين و بقينا فين" او "هوه كده". 2- انطلاقا من المفاهيم المذكورة عاليه ، فانه ليس من المناسب أن يعامل الجيش الشعب -ودعنى استخدم هنا عبارة عامية- "على قديمه" ، يعنى المنظر كده من هنا ورايح ان "هوه كده" و المفروض ان يكون مفهوم طبعا ان من حق الشعب (اعتمادا على ما تم شرحه سابقا) ان يحاور و يتاقش و يقبل او يرفض ، والا ايه ؟ ، بالامس سمعت برنامج حوارى تداخل فيه اللواء الفاضل شاهين تليفونيا لمناقشة قانون الاحزاب ، على الرغم من احترامى للرجل ، وبغض النظر عن الاراء و تفاصيل المناقشة ، فقد كنت مصدوم من الطريقة التى تكلم بها سيادة اللواء والتى تنم عن ضيق الصدر و اشياء من قبيل ما معناه " والله انتوا حيرتونا معاكوا" و "مش هوه ده اللى كنتوا عاوزينه" وحاجات كده يعنى ، وسبب صدمتى اننى –ولا أعلم السبب ، ولن احلل- تذكرت كيف كان النظام القديم يتحدث مع الشعب ..... ، يا سيادة اللواء مع كل التقدير و الاحترام ، قام الشعب بثورة فقد فيها ابناءه أساسا للحصول على حق المناقشة والمشاركة فى اتخاذ القرار ، وبعدين نحن لا نشكك فى النية لمحتوى القانون ، ولكن جل من لا يسهو ، وممكن تكون فيه اقتراحات بالتحسين ، وايضا هنا لن انتقد القانون لأنى اعلم ان كثير من التعليقات سوف تنشر ، ولكنى اتكلم عن لب الموضوع ، وهو منظور المجلس الأعلى للحوارات المجتمعية و مطالب الشعب و الية الاستجابة لها و اسلوب التعامل ، يعنى استحملونا شوية (ده انتو كنتو معانا خلال ال30 سنة اللى فاتت وعارفين اد ايه الشعب اتظلم). 3- دلوقتى قانون البلطجة اللى هيصدر (او صدر فعلا): - اولا ايه حكاية ان القرارات و القوانين من هنا و رايح اللى يصدرها مجلس الوزراء ؟ هل ده علشان الجيش يخللى مسؤوليته فى حال ان القرارات او القوانين لم تلقى ترحيب من الشعب و بالتالى القاء المسؤولية على مجلس الوزراء ؟ (ده برده حاجة كده على قديمه يعنى). - ثانيا ، طبعا القانون ده صادر علشان المظاهرات الفئوية و البلطجة ، لكن الم تروا ما راه كافة الناس أن هذا القانون ممكن ان يتم استغلاله فى الموقف الخاطئ (يعنى احنا كده بصريح العبارة موقفنا ايه بأه من مظاهرات التحرير لو اتكررت ؟ ، لاحظوا ان مش انتوا اللى بتطبقوا القانون فى أغلب الوقت !!) ، وازاى نحكم ان المظاهرات سلمية ، ما هى لازم المظاهرات تعطل شوية حتى لو سلمية ، وبعدين ايه حكاية "من دعا و حرض وروج" دى ، هنطلع مظاهرة سلمية ازاى من غير الدعوة ليها يعنى تحريض و دعوة و ترويج !!! يعنى اللى انا باكتبه ده تحريض والا ترويج !!؟؟ - لا أقول ان القانون غير مطلوب ، حيث اتفق الجميع على عدم الموافقة على هذه المطالبات الفئوية ، لكن يا سادة كان يجب عمل الية واضحة لتقديم الشكاوى و المطالب ، وممكن جهة معينة تتابع هذه المطالب ، ايا كان ، تكون الية للمتابعة علشان الناس تهدأ وتعرف ان حقها مش هيروح ، وممكن اعطاء مجلس الوزراء فترة شهور مثلا لتنفيذ المطالب و اعلان ما تم فيها اولا بأول علشان الناس تفهم. - ومثال لأول تطبيق لهذا القانون هو ما حدث فى الجامعات يوم الأربعاء وكيفية فض الاعتصامات (هى الاعتصامات دى كانت سلمية والا مش !!؟؟) وهل هوه ده المقصود من القانون؟. 4- كمان من الملاحظ ان التعليق على الاخبار و الاحداث يكون نادرا من قبل الجيش و دى حاجة علق عليها الكثيرين ، اعتقد ان من الواضح انه فى حالة وجود اية شكوك او حتى اشاعات ، فان اسلم الطرق هى الخروج على الشعب فورا لشرح الحقائق وفى الحال حتى لا يثار اللغط و المبالغات (اللى تهنا فيها). 5- نزلنا الاستفتاء و الجدل على اخره ، "نعم" والا "لا" ، وفى الاخر اتضح ان "نعم" زى "لا" .... كان ايه لازمته ؟ لو من الأول الجيش وضح الاختلافات و طمئن الناس (طبعا باصدار تعديلات او بيانات رسمية مش بمداخلات تليفونية) كان الكل قال "نعم" او ما كانش يبقى فيه استفتاء من أصله وما نضيعش وقت. 6- أيضا كما سمعتم من قبل ، ايه حكاية الناس التابعة للنظام القديم (ومن رؤوسه ومن غير اسماء) والتى ما زالت تنشط بطريقة او بأخرى ، (هى دى مش ثورة على الناس دول والا ايه !؟) ، صحيح مش عاوزين نظلم حد وكله بالقانون لكن ما فيش ما يمنع من أخذ الحيطة ومنع نشاط هؤلاء و مراقبة تحركاتهم الى ان يثبت براءتهم ، كل المطلوب منعهم اطلاقا من النشاطات و الاتصالات التى لها علاقة بالسياسة ، وطبعا ينضم لهؤلاء جميع رؤساء مجالس الصحف القومية التى كانت موالية بغير منطق للنظام السابق –وما زالت- وايضا الاعلاميين وكلا من هؤلاء ما زالوا يستفزون الشعب بصفة يومية ، اضف اليهم المحافظين المكروهين و المحليات التى تمتلئ بالفساد و تهدد اية مجهودات لارساء ديموقراطية حقيقية ، ايه المشكلة لما كل دول يتغيروا و يتمنعوا –ولو بصفة مؤقتة- من الممارسة السياسية ، مصر ولادة زى ما بيقولوا وفيه لكل مكان 100 بديل ممكن. يعنى حلو كده لما السيد/جمال مبارك و السيد زكريا عزمى يشوفوهم بيتفسحوا فى نادى رجال الأعمال ، هوه ده بالذمة مش استفزاز ...... وكمان لقاءات صحفية مع السيد فتحى سرور و السيد صفوت الشريف .. الخ الخ ....... ثورة ايه دى !!!!! يعنى الكلام بين افراد الشعب دلوقتى ان كل ما يحدث مرتب و مدبر سواء كان بالنسبة لمشكلة الكنيسة اللى اتهدت و الفتنة اللى حصلت و كمان المطالبات الفئوية و الحرائق و الاعتداء على السيد البرادعى .. الخ الخ ، طيب لو الكلام ده انتوا متأكدين انه مش مدبر ، ما تقولوا حاجة كلموا الناس ، حققوا. يعنى سمعنا كتير فى الاستفتاء اشاعات عن ان السيد محمد ابو العينين شجع الناس على اختيار "نعم" طب ليه ، وصح والا غلط؟. وكمان فيه سؤال كده مكرر ، انتوا عندكوا شك ان الانتخابات الجاية دى ما فيش حد جاهز فيها غير الاخوان و اعضاء الحزب الوطنى ؟ والا احنا عاوزين كده والا "طب و هنعمل ايه" ...... يعنى ايه التفسير ان كل ما المجلس (سواء العسكرى او الوزراء) يطلع قانون او قرار او اى حاجة ، تجد استماتة من الاخوان فى الدفاع عنها و الاقتناع و الاقناع به !! حاجة غريبة والله ........ 7- وليه ما نستعجلش فى مخاطبة العالم كله رسميا او باحكام لتجميد اصول و حسابات الرئيس السابق و اقرباءه و رؤوس النظام السابق وكل من عليه شبهة ، يا سيدى اللى يطلع برئ نعتذر له و نرجع له حقه ، علشان الناس تهدا بس (حتى لو مش ده الصح 100%). 8- وموضوع الشرطة ده زاد عن حده جدا ، ايه المشكلة !؟ عاوزين انتشار الشرطة فى الشارع بكثافة اكثر من الوضع العادى علشان الامن يرجع (مش ده كلامنا كلنا) هم دول مش موظفين فى البلد برده والا ايه ؟ يعنى يقوموا بدورهم ووظيفتهم ولو ما كانوش عاوزين ، اكيد فيه حلول تانية ، بصراحة الحكاية زادت عن الحد ، ولو بيتقال ان الشرطة نزلت ، انا اسف ، كلام مش مظبوط ، لا مرور و لا امن مظبوط فى الشارع لغاية دلوقتى وكلنا شايفين. 9- وبنسمع ان فيه حوارات بين الحكومة والجيش وممثلى الثورة ، انا بس عاوز اقول ان الثورة ما بقتش شباب بس ، ده شعب مصر كله متشعلق فيها ، ولو كان صحيح فيه حوارات و تنسيق ليه ما حدش بيعلن عن ده علشان الناس تهدا ؟ مطلوب شفافية وما فيش اسرار على الاطلاق ، ده حقنا .... شعب مصر. 10- يا جيشنا ، كلم الناس ، كلم الناس ، كلم الناس واستجيب ، وخليك فاكر الثورة و مطالبها ومش عاوزين نرجع على قديمه و النبى ، نعلم ان رجالك اشراف ، لكن كما قلت ، ليس الجيش دائما من يطبق القوانين ، وتذكر انه فى حالة نجاح الثورة فى اقرار نظام ديموقراطى امن و عادل فى مصر ، سوف يكتب التاؤيخ اسماءكم بحروف من الذهب لا تمحى ....... ولو ان فيه كلام كتير تانى ، لكن كده كلامى خلص ........ مع الشكر والعرفان بالجميل ، والاختلاف لا يفسد للود قضية. ملحوظة هامة جدأ: أرجو ورجاء خاص جدا ، اعتبار انى كتبت هذه الرسالة قبل صدور قانون التظاهر والتحريض او البلطجة او ايا كان اسمه ،،، انا مواطن غلبان والله .................