بيل وراموس وأنشيلوتي.. وكيف يفوز ريال مدريد؟

تبدأ المرحلة قبل الأخيرة من بطولة دوري أبطال أوروبا، مساء الثلاثاء، بمباراة الذهاب بين اليوفي وريال مدريد في إيطاليا، ثم برشلونة وبايرن ميونيخ في إسبانيا، الأربعاء، ولكن ماذا سيجعل هذه النسخة من دوري أبطال أوروبا مميزه عن سابقها؟.
العام الماضي كانت هناك مباراة «قوة بدنية» بين أتلتيكو وتشيلسي في قبل النهائي، وكان على الجانب الآخر بايرن وريال مدريد، فريقين يعتمدان على الأسلوب الهجومي، والعام قبل الماضي وصل دورتموند وبايرن للنهائي بعد أداء دفاعي رائع أمام برشلونة وريال مدريد، ولكن هذا الموسم لا يوجد فريق يشبه الأخر في المربع الذهبي.
فالأسئلة التي تدور حاليًا بين أطراف المربع الذهبي عديدة، ولا يوجد لها إجابة واحدة، هل يستطيع برشلونة الدفاع واستخدام الهجمات المرتدة ضد بايرن؟ هل يستطيع بايرن الاحتفاظ على استحواذ أكثر من برشلونة؟، هل يمكن لريال مدريد الاعتماد على الكرة الهجومية مرة أخر؟، وهل يمكن ليوفنتوس النجاة لمباراة واحدة دون لاعب الوسط الذي قهر منافسيه حتى إصابته؟.
ريال مدريد ومرونة الفريق:
حتى وقت قريب لم يستطع ريال مدريد بقيادة كارلو أنشيلوتي أن يظهر قدرته على تغيير طريقة اللعب، حتى ضربت الإصابات فريقه لتجبره على تغيير طريقة اللعب.
وقام فلورنتينو بيريز في بداية الموسم بتسليم أنشيلوتي فريق مكون من مجموعة لاعبين «بدماغ مهاجمين»، ولم يملك الفريق الحل الدفاعي في الوسط، إلا من خلال لاعب وحيد وهو لوكا مودريتش، وكان هذا هو دوره الثانوي في المعتاد.
ويحسب لأنشيلوتي بأنه نجح في إيجاد 6 لاعبين بالتحديد يقودوا الفريق هجوميًا بشكل قوي، مما جعل عملية الدفاع أسهل كثيرًا خلال فترة وجودهم، وهم كريستيانو وبيل وبنزيمة وجيمس ومودريتش وتوني كروس، وفي بعض الأحيان مارسيلو.
ولأنه لم يستطع أن يكوّن فريقًا دفاعيًا بسبب نوعية اللاعبين الذين يملكهم، قرر أن يكون هدفه الأساسي هو «الهجوم ثم الهجوم»، وأن تكون الأمواج الهجومية التي يقوم بها فريقه هي خط الدفاع الأول له، فبجانب ال6 اللاعبين الذين سبق ذكرهم، فهو يمتلك أيضًا مدافع أيسر وأيمن يفضلون الهجوم هما كاربخال ومارسيلو.
كريستيانو أصبح مهاجم ثاني أو جناح حر على الجانب الأيسر، وبيل تحول لجناح هجومي ودفاعي على الجانب الأيمن، وتحول جيمس من لاعب مهاجم ثاني إلى لاعب خط وسط على الجانب الأيسر والأيمن.
ولكن كل هذا لم يصبح ذو فائدة بعد أن ضربت الإصابات فريقه، فأنشيلوتي لا يملك البدلاء الذين يستطيعون الحفاظ على هذا الشكل الهجومي للفريق، فإياراميندي لن يصبح بديل مودريتش.
وتبعت إصابة مودريتش إصابة بيل ثم بنزيمة، ما أجبر أنشيلوتي على تغيير طريقة اللعب بشكل كامل، وجاءت مباراة أتليتكو هي أول نقاط التحول الواضحة لأسلوب ريال مدريد، فأنشيلوتي قرر التخلي عن الأسلوب الهجومي، وعن جمالية اللعب وسعى وراء خطة «أقبح» تضمن له الفوز.
راموس تحول للاعب وسط مدافع بجوار كروس، وتشيشتاريتو مهاجم تقليدي وخلفه ثلاث لاعبين إيسكو وجيمس ورونالدو، لتصبح طريقة 4/2/3/1 هي التي أوصلت الفريق للمربع الذهبي.
المدرب الإيطالي لريال مدريد قام باستخدام الخطة ذاتها أمام إشبيلية في مباراة صعبه أمام فريق شبيه للغاية باليوفي، ونجح في الحصول على فوز صعب من أمامها بنتيجة 3/2.
يوفنتوس- ريال مدريد:
ولكن كيف يؤثر ذلك على مباراة اليوفنتوس؟، ماذا يعني هذا التحول في طريقة لعب ريال مدريد؟، هل أصبح الفريق صلب دفاعيًا وتحول الفريق الهجومي «في بداية الموسم» إلى فريق دفاعي؟.
الإجابة لن تكون قاطعة بنعم أو لا، فريال مدريد مازال يملك رونالدو وجيمس وإيسكو وبيل «أو تشيتشاريتو»، ولكن أصبحت الأدوار أكثر واقعية، فراموس عليه الدفاع كوسط مدافع وكروس بجانبه، وجيمس أمامه فرصه للتقدم والإبداع بدل من مهامه الدفاعية البحتة سابقًا.
ريال مدريد أمام يوفنتوس لا يستطيع استخدام إيسكو على سبيل المثال بديلًا لمودريتش في خط الوسط، فخط وسط اليوفي يعتبر قوتهم الأولى، ولذلك إعادة استخدام راموس في وسط الملعب تبدو أكثر واقعية من أجل توازي المعركة البدنية في خط الوسط.
وفي الهجوم وعن توقعات أن بيل سيكون بديل تيشتاريتو، قد يكون ذلك حلًا مناسبًا لكشف قدرات بيرلو الدفاعية، فبيل ليس مهاجم معتاد أو تقليدي، فلن يتمسك بوجوده داخل منقطة جزاء اليوفي وسيسعى لاستغلال أي مساحات تخلق له بين بيرلو أو خط وسط اليوفي وخط دفاعه، وإن كان إستخدام تشيشتاريتو «المزعج» سيكون له تأثير مشابه بسبب كثرة حركة اللاعب وسعيه لإثبات مستواه لريال مدريد.