قالت صحيفة «الطريق السودانية المستقلة إن جهاز الأمن والمخابرات السوداني وجه تعليمات إلى الصحف السودانية المطبوعة، يحذرها فيها من نشر أي تقارير تتعلق بضعف الإقبال ونجاح دعوة المقاطعة خلال اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية السودانية التي جرت يوم الإثنين، بالمخالفة للدستور الانتقالي السوداني. وقالت الصحيفة الإلكترونية السودانية في تقريرها إن جهاز الأمن طلب من الصحف «التركيز على التغطية الإيجابية وإبرازها طوال أيام الاقتراع». وخلت الصحف المطبوعة الصادرة يوم الثلاثاء بالعاصمة السودانية الخرطوم، من أي تناول للإقبال الضعيف الذي تميز به اليوم الأول لعمليات الاقتراع، تجنبا للمصادرة من قبل الأمن. وذكرت «الطريق» في تقريرها أن هذه هي المرة الثانية التي يأمر فيها الأمن السوداني رؤساء تحرير الصحف السياسية بعدم التطرق إلى مقاطعة الانتخابات. حيث طلب جهاز الأمن السوداني من الصحف السبت الماضي، حظر أي موضوعات صحفية تنتقد الانتخابات. التي ينتظر أن يفوز فيها الرئيس السوداني عمر البشير بنسبة كبيرة ليواصل حكم السودان لخمس سنوات أخرى، ليصل مجموع سنوات حكمه للسودان إلى 35 عامًا. رغم أن الدستور الانتقالي الحاكم للسودان منذ عام 2005 يقضي بأنه لا يجوز انتخاب الشخص نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية سوى لفترتين رئاسيتين اثنتين فقط، وتعد هذه هي الولاية الثالثة للبشير منذ إقرار الدستور الانتقالي. ويفرض جهاز الأمن والمخابرات، في السودان، رقابة على الصحف ووسائل الإعلام، بجانب العديد من الانتهاكات الأخرى كمصادرة الصحف، وتوقيفها، ومنع النشر، ومنع الصحفيين من الكتابة، واعتقالهم، وملاحقتهم جنائياً بالبلاغات الكيدية، بالإضافة إلى إجبارهم على تغطية نوع معين من الأخبار، ومنعهم من تغطية أخرى. وكانت فصائل المعارضة السودانية وعلى رأسها نشطاء بالحزب الشيوعي وحزب الأمة السودانيين قد دعوا إلى مقاطعة عامة للانتخابات التي تجري بالمخالفة للدستور، واحتجاجا على إصرار البشير على الاستمرار في السلطة «رغم الرفض الشعبي لسياساته التي أدت إلى إفقار وتقسيم السودان»، بحسب بيانات تداولها نشطاء سودانيون عبر شبكتي التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر. وتشير «الطريق»، إلى أن عملية مصادرة الصحف في السودان تتم بواسطة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بدون الحصول على إذن قضائي، ودون سند قانوني. وأكدت الصحيفة أن القيود المفروضة على العمل الصحفي في السودان، واستمرار التدخل الحكومي في عمل الصحف، بجانب الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها السودان أدت إلى تراجع كبير في توزيع الصحف الورقية بالبلاد.
