لم يكن يخطر ببال «صيصة أبودوح النمر» أن تقف وجها لوجه أمام رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، في مقر الرئاسة، ظهر الأحد، بعدما تم اختيارها من وزارة التضامن الاجتماعي لتكريمها كأم مثالية عن محافظة الأقصر. «صيصة» تنكرت في لباس رجل لما يقرب من 43 عاماً، بعد وفاة زوجها، حتى تتمكن من تربية ابنتها الوحيدة التي لم تكن قد خرجت للدنيا، وتكفيها شر العوز والاحتياج، بعد هجر الأهل والأقارب لها، لتشق طريقها في الأعمال الشاقة التي اعتاد الرجال العمل بها، فجابت الشوارع ب«صندوق ورنيش»، وحملت على كتفيها طوبا لبناء المقابر والبيوت في بلدتها. وقالت «صيصة»، في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، الأحد: «جئت أنا وابنتى (هدى) من الأقصر للقاهرة عن طريق الأتوبيس، ووصلت إلى مقر وزارة التضامن الاجتماعى، الساعة التاسعة صباحاً، ثم نادت الوزارة أسماء الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية، وتحركت الأمهات في أتوبيس خاص بالوزارة لنقلهم إلى مقر الرئاسة، في حين تُرك من تبقى من أسرهم داخل وزارة التضامن». وأضافت «صيصة»: «لما شفت السيسى عيطت، وكنت مبسوطة، وهو دمه خفيف»، حيث سألها الرئيس عن طلباتها، فردت: «كفاية اني شفتك»، ليلتقط معها الصور الفوتوغرافية، ويترك لهن حرية الاختيار بين تسلم 50 ألف جنيه أو الذهاب للحج، وقالت هدى، الابنة الوحيدة ل«صيصة»: «أمي جاية تعبانة من عند السيسي، ما أكلتش حاجة من الصبح». وتابعت «صيصة» أنها «عندما ستعود للأقصر، ستحكى لجيرانها أنها قابلت السيسى، وستضع الصورة الفوتوغرافية التي جمعتهما على جدران بيتها المتهالك، وستحكى لهم أن القدر شاء لها أن يعرف القاصى والدانى قصة كفاحها لسنوات، قبل أن يوارى جسدها القبر». اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
