ترميم خاطئ.. وخدوش في الوجه.. وثقوب في الرقبة.. كانت وراء الكشف عن تشويه القناع «الأصلى» للملك توت عنخ آمون الموجود في المتحف المصرى بالتحرير. تعود وقائع تشويه القناع إلى العام الماضى حينما تم سقوط اللحية من رأس القناع، فقرر المسؤولون في وزارة الآثار إنقاذ الموقف، فقامت بزيادة «الطين بلة»، فما كان عليها إلا الاستعانة بأشخاص غير متخصصين في الترميم، فقاموا بلصق اللحية بمواد أضرت بالأثر، وأدت إلى تشوية القناع بالكامل، فأثارت الفضيحة ضجة عالمية وكانت محل حديث كل وسائل الإعلام الأجنبية متصدرة الصفحة الأولى، «المصرى اليوم» نجحت في اختراق قاعة مقتنيات توت عنخ آمون بالمتحف المصرى بالتحرير واستطاعت تصوير القناع وتأكدنا من مظهر التشويه الذي نفاه وزير الآثار، وفى هذا الملف نكشف عن تفاصيل ومستندات جديدة تثبت تشويه قناع توت عنخ آمون، في المقابل فاجأ الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار الإعلاميين، خلال المؤتمر الصحفى، الذي عقده أمس بالمتحف المصرى، أن جميع الصور المنتشرة في وسائل الإعلام عن الترميم المشوه لقناع الملك «فوتوشوب» لافتاً إلى أن القناع سليم، وأنه لو ثبت أن المادة المستخدمة في الترميم مضرة ستتم إحالة المسؤولين عن الترميم للتحقيق. «المصري اليوم» داخل غرفة الفرعون الذهبي: القناع تم تشويهه عرض قناع الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري بعد انتهاء عملية ترميمه، 24 يناير 2015. قامت «المصرى اليوم» بجولة، أمس، داخل قاعة كنوز الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصرى في التحرير، وكشفت الجولة عن وجود مادة لاصقة تربط لحية الملك بالقناع بشكل لفت أنظار الزوار والسائحين، الذين ذهب الكثير منهم للتأكد من الواقعة، بعدما تناولتها وكالات الأنباء العالمية. بدأت «المصرى اليوم» جولتها بالحصول على تذكرة دخول، ثم دخلت قاعة مقتنيات كنوز الملك توت عنخ آمون بالدور الثانى، واستطاعت تصوير القناع من داخل غرفة المقتنيات بالمتحف المصرى، على الرغم من منع التصوير داخل المتحف، وأظهرت الصور التي حصلت عليها «المصرى اليوم» تشوها في القناع المصنوع من الذهب المطروق، والذى يزن 11 كيلوجراما.المزيد باحثة في علم الآثار: المادة اللاصقة «غريبة» ولا تستخدم في الترميم الدكتورة مونيكا حنا الباحثة في علم الاثار المصرية قالت الدكتورة مونيكا حنا، الباحثة في علم الآثار المصرية، إن لحية قناع الملك توت عنخ آمون يتم تركيبها بطريقة «عاشق ومعشوق»، وواقعة لصقها «جريمة أثرية لا يمكن السكوت عليها، خاصة أن اللصق تم بمادة أجنبية غريبة عن مواد ترميم الآثار». أضافت في تصريحات ل«المصرى اليوم»: «هذه المادة ستتسبب في صعوبة فك اللحية من القناع، إلا باستخدام الليزر أو محاليل معينة يتم تحضيرها بطريقة خاصة، فضلاً عن تسببها في مظهر مشوه للقناع يستطيع أي شخص غير متخصص أن يميزه». وتابعت: «الحل للخروج من هذه الأزمة هو تشكيل لجنة من الخبراء الألمان للقيام بفك اللحية بشكل علمى صحيح، وإعادة تركيبها من جديد على يد مرممين أثريين متخصصين في هذا المجال».المزيد أثريون يكشفون المهزلة: الترميم تم بطريقة خاطئة لا تتوافق مع المعايير المهنية أكد أثريون أن ترميم قناع الملك توت عنخ آمون نُفذ بطريقة خاطئة، لا تتوافق والمعايير المهنية لترميم الآثار، وأن غير متخصصين تولوا ترميم القناع، ما أدى إلى إصابته بخدوش واضحة بالعين المجردة، من خلال ترميم القناع بمادة تستخدم في ترميم المعادن، دون غيرها، وأن الواقعة تكشف عن مهزلة، مطالبين الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتدخل، لإنقاذ الآثار من التدمير. وكشف الأثرى أمير جمال، ل«المصرى اليوم»، عن قصة ترميم ذقن الملك توت عنخ آمون، مؤكدا تنفيذ الترميم على يدى موظفة، غير متخصصة في الآثار أو الترميم، (خريجة الفنون الجميلة)، تدعى إلهام عبدالرحمن، وأنها نفذت الترميم، بمشاركة زوجها، حاتم عبداللطيف، (خريج الآثار الإسلامية، جامعة سوهاج)، ولم يدرس الترميم.المزيد مستند رسمي يؤكد تشويه قناع توت عنخ آمون كشف مستند رسمى، حصلت «المصرى اليوم» على نسخة منه، ثبوت واقعة تشويه قناع الملك توت عنخ آمون، الموجود في المتحف المصرى. وتكشف مذكرة رسمية رفعها أعضاء لجنة المرور على الآثار المعروضة داخل المتحف المصرى، خلال شهر أكتوبر 2014، ومضمونها: «السيد مدير عام المتحف المصرى، نحيط سيادتكم علماً بأنه أثناء مرورنا بالنوبتجية،المزيد مدير المتحف يرد: لم يحدث ترميم للقناع الدكتور محمود الحلوجي مدير المتحف المصري أكد الدكتور محمود الحلوجى، مدير المتحف المصرى، أن قناع الملك توت عنخ آمون لم يتعرض للترميم، ولم يخرج من مصر، منذ سافر إلى أمريكا وإنجلترا وألمانيا، نهاية السبعينيات من القرن الماضى، وأنه منذ ذلك الوقت، صدرت تعليمات بمنع سفر القناع والقطع الفريدة إلى الخارج.المزيد
