اتهم السيناتور الأمريكى، ليندسى جراهام، الرئيس باراك أوباما ب«تقويض جهود» نظيره المصرى، الرئيس عبدالفتاح السيسى، للإصلاح والقضاء على الإسلام المتطرف فى العالم العربى، وذلك من خلال رفضه وصف جهود مكافحة الإرهاب بأنها «حرب دينية»، على حد قوله. وقال جراهام، فى مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، الخميس، إن رد فعل أوباما «الفاتر» على الهجوم على صحيفة «شارلى إيبدو»، فى باريس، الأربعاء الماضى، يضعف ويقوض جهود الرئيس المصرى، مضيفاً أن العالم الآن بات فى «حرب دينية». وتابع، متحدثاً عن مرتكبى الهجوم فى باريس، «هؤلاء ليسوا إرهابيين، ولكنهم زُمرة من الإسلاميين المتطرفين الذين يحاولون استبدال نمط حياتنا بنمطهم». ورأى جراهام أن رئيس الولاياتالمتحدة يتحمل مسؤولية التهديدات التى يواجهها غير المسلمين فى العالم، مرجعاً ذلك إلى «تقليله، دون سبب، للناحية الدينية للحرب على الإرهاب»، معتبراً أنه «يتظاهر فقط بأنه يرغب فى تدمير تنظيم داعش». ومضى يقول: «الأشخاص الذين يهاجموننا ويهاجمون فرنسا، بدافع من بعض التعاليم الدينية، التى تقول إنه ليس هناك مكان على هذا الكوكب لمن يختلف معهم، هم مجرد أقلية داخل العالم الإسلامى». وأكد أن السيسى تناول هذه الفكرة قبل بضعة أيام، حينما طالب بثورة دينية على بعض النصوص الخاطئة المترسخة فى ذهن بعض المسلمين، قائلاً: «ولكن أوباما يحجم هذه التصريحات، وذلك لأنه لا يريد أن يكون جريئاً، بسبب خوفه من الإساءة إلى البعض إلا أن القول بأن هؤلاء المتعصبون لا يمثلون الدين الإسلامى أمر غير مسىء على الإطلاق، وعلينا مشاركة الغالبية العظمى فى العالم الإسلامى، والتى ترفض هذه المفاهيم الخاطئة». كان المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، قد أكد فى تصريحات، الأربعاء، أن الإدارة الأمريكية «تعمل بشكل وثيق للغاية مع بعض القادة فى المجتمع الإسلامى، سواء فى الداخل أو فى جميع أنحاء العالم، لمواجهة الرسائل المتطرفة العنيفة التى تنشرها التنظيمات المتطرفة». وفى سياق متصل، رأت صحيفة «واشنطن تايمز»، الأمريكية، أن مصر ستعلم الولاياتالمتحدة كيفية الفوز فى معركة مكافحة التطرف الإسلامى، قائلة: إن القصة الصحفية الأهم، خلال الأسبوع الماضى، كانت فى مصر، ولكن للأسف لم تتم تغطيتها بشكل مناسب فى وسائل الإعلام الدولية. وأضافت الصحيفة، فى تقرير نشرته، الجمعة، أنه مع بداية هذا العام، بدأ السيسى حملة لإصلاح الإسلام من الداخل، فخطابه أمام رجال الدين فى جامعة الأزهر، يوم 1 يناير، كان بمثابة تطور مذهل يستحق الحديث عنه والاهتمام به بكل جدارة. وتابعت: كما أنه من خلال ظهوره العلنى فى قداس عيد الميلاد فى الكاتدرائية المرقسية، الأسبوع الماضى، أصبح أول رئيس فى تاريخ مصر الحديث يحضر مثل هذه المناسبة. ومضت تقول: «فيما لم يستطع أوباما وفريق سياسته الخارجية الفاسد أن يدركوا ضرورة محو مصطلح الجهاد الإسلامى المتطرف بشكل كامل من المعجم الحديث، ولفهم ذلك يجب على الغرب مراقبة الأحداث فى مصر». ورأت الصحيفة أنه «فى ظل التدخل العسكرى الأمريكى، بلا هوادة، خارج حدودها، حيث لا يحق لها التدخل بشكل رسمى، فإنه لن يستطيع أوباما سلب المتطرفين المسلمين من حقهم فى تحقيق العدالة، من وجهة نظرهم، داخل الأراضى الأمريكية أو الدول المتحالفة معها». وأكدت الصحيفة أن التاريخ سيثبت للولايات المتحدة أنها على خطأ، مشيرة إلى أنه إذا كانت أمريكا وحلفاؤها جادين فى تحقيق تقدم فى الحرب على الإرهاب، فإنه يجب عليهم فهم ما يدور فى عقل أعدائهم، ومن ثم العمل مع الأصدقاء الأوفياء لهزيمتهم، فعلى عكس أوباما، فإنه أمام رئيس مصر الآن الفرصة لتحقيق العظمة، ولذا نحن بحاجة للانضمام له. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة