أكد مبعوث الحكومة الجزائرية وزير الاتصال الأسبق، والمدير الحالي للمكتبة الوطنية الجزائرية، عز الدين ميهوبي، أن مصر بدأت الآن تستعيد حيويتها بشكل ملحوظ، معتبرًا زيارته للقاهرة التي اختتمها الأربعاء بأنها كانت مفيدة جدًا لأنها مكنته من التواصل مع الوسط الثقافي والفكري في مصر عل كل المستويات. وأوضح «ميهوبي» في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن زيارته لمصر بدأت بالمشاركة في المؤتمر الذي نظمته مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع وزارة الخارجية أوائل الأسبوع الجاري تحت عنوان «نحو استراتيجية عربية لمواجهة التطرف». وأضاف أن النقاش أخذ بعده السياسي والاجتماعي والأمني والفكري والديني، معتبرًا أن التطرف ليس ظاهرة منغلقة إنما مفتوحة على كثير من الجوانب ودور النخب كبير في هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن معالجة هذه الظاهرة لا يقتصر على الجانب الأمني فقط لأن لها جذورها وامتداداتها وبالتالي يمكن أن تناقش وتعالج بآليات سياسية وقانونية. وتابع: «عرضت تجربة الجزائر في هذا المجال وكيف واجهت الجزائر هذه الظاهرة وحدها لعشر سنوات كاملة خلفت كثيرًا من الضحايا وكانت تتهدد أركان الدولة إلا أن تماسك المجتمع الجزائري ومؤسساته مكن من دحر هذه الظاهرة حيث استخدمت الجزائر في ذلك الآلية الأولي وهي الآلية الأمنية لأن من دور مؤسسات الدولة حماية المواطنين وممتلكاتهم». وردا على سؤال حول مدى نجاح الآلية الأمنية وحدها في القضاء على ظاهرة الإرهاب، قال «ميهوبي» إن آلية استخدام القوة لا تحول دون استخدام آلية المعالجة السياسية والقانونية والقضائية في هذا الجانب، وبالنسبة للجزائر فإن هناك قانوني الوئام المدني وميثاق السلم والمصالحة الوطنية اللذين يعتبران من القوانين المرجعية في معالجة مثل هذه الحالات فالرئيس عبدالعزيز بوتفليقة نجح في تفكيك الحالة الأمنية ومكن المجتمع الجزائري من تجنب مأساة يطول أمدها. حذر مبعوث الحكومة الجزائرية من خطورة ظهور بعض البؤر الإرهابية في عدد من الدول العربية، مضيفًا «هناك ضرورة لدعم مسعى الجزائر المتواصل من أجل تجريم دفع الفدية للإرهابيين في عمليات خطف الرهائن خاصة من جانب بعض الحكومات الغربية لأن دفع الفدية هو بمثابة تمويل لهذه الجماعات والتمديد في عمرها لهذا فالجزائر التي دفعت من دم أبنائها الكثير تخوض معركة كبيرة تقضي بضرورة تبني قوانين صارمة في مواجهة هذه الجماعات وعدم التعامل معها مهما كانت الدوافع فالجزائر قتل بعض دبلوماسييها واستهدفت بعض منشآتها لكنها لن تساوم أبدا على الوقوف بحزم ضد هذه الجماعات». وردا على سؤال حول دور المؤسسات الدينية في هذه المرحلة، أكد ميهوبي على أهمية أن تعمل المراجع الدينية للأزهر وغيرها من المراجع الدينية في كل البلدان الإسلامية على ضرورة تقريب وجهات النظر والتقريب بين المذاهب للوصول إلى أرضية مشتركة في مواجهة خطر الفكر المتطرف. وأضاف أنه «لابد أيضًا من اختراق عقل الآخر بمعني أن الدعاة في دولنا العربية الإسلامية لم يحتكوا بالآخر حتي يكونوا أكثر واقعية في التعامل وفي إصدار الفتاوي حيث من المفترض أن الدعاة في هذه البلاد يجب أن يعرفوا أن هناك خصوصيات لدى الآخر ينبغي أن تراعي عند إصدار الفتوي ويجب أن نجدد علاقتنا بالآخر ونعيد هيكلة العقل العربي والإسلامي برؤية تختلف عما كان عليه الوضع سابقًا». وحول زيارته للجامعة العربية، قال ميهوبي «جئت مبعوثًا من الحكومة الجزائرية لتسليم دعوة للدكتور نبيل العربي لحضور حفل افتتاح فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 في شهر أبريل باعتبار أن الجامعة تضم كافة الدول العربية ودورها ليس سياسيًا فقط بل اجتماعي واقتصادى وثقافي ويمثل دفاعًا عن كل ما له صلة بالمجتمع العربي كما أن الجامعة تمثل واجهة التعاون والتبادل الثقافي العربي وأن الأمين العام رحب بالدعوة ووعد بأن يكون حاضرًا». وتابع: «قدمت أيضًا دعوتين لوزير الثقافة الدكتور جابر عصفور والأستاذ محمد سلماوي الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب ووافقا على المشاركة دعما لهذه التظاهرة الثقافية في قسنطينة وتفعيلاً للعمل الثقافي العربي المشترك. وأكد مبعوث الحكومة الجزائرية ترحيبه بمشاركة مصر، وقال «نحن سعداء بحضور مصر كما كانت دائمة حاضرة في فعالياتها الثقافية المتنوعة في مجال الأدب والفن والكتاب ومختلف المجالات بأسماء مهمة تعزيزا للروابط الأخوية التي كانت ولا تزال تتأصل أكثر عبر التاريخ». وقال ميهوبي: «للأسف هناك حالة انفلات على الصعيد الإعلامي العربي بسبب الانفلات الأمني في بعض الدول وهو بذلك يتجاوز كل الخطوط الحمر ودائمًا أقول إن سقف الحرية هو المهنية وسقف المهنية هي الأخلاق ولذا فهذه المعادلة يفترض أن نأخذ بها في حياتنا وإذا كان بعض المثقفين يعتقدون أنهم يفتقدون الحرية ويخضعون للرقابة والمصادرة فهذا أمر مبالغ فيه، نحن بحاجة إلى تعزيز أكثر للمهنية والتحلي بالمسؤولية وإلا لماذا الإعلام الفرنسي كان سندا لدولته في تدخلها في منطقة الساحل الإفريقي». اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة