بعد سنوات قليلة من إنشاء محمد على مدرسة الصنائع، شهدت مصر ما لم يكن فى حسبان حاكمها العسكرى القوىّ، الذى أنشأ مدارسَ عُليا بهدف خدمة ترسانته العسكرية. ما حدث هو أن المدارس التى أنشأها خرَّجت مجموعة من الفنانين والنحاتين الذين عادوا لوصل فنٍّ شاع ثم انقطع منذ مقدم العرب إلى مصر. ومع تصاعد اهتمام طبقات وليدة بالفنون، ونزوع ورثة محمد على للتشبّه بأوروبا، بدأت القطع النحتية تظهر فى شوارع مصر وميادينها، خاصة مع تسارع الاكتشافات الأثرية التى أظهرت تاريخ النحت المترسخ فى مصر. بعد ما يزيد على قرن من تلك النهضة الفنية التى استمرت منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى ثمانينيات القرن العشرين، تشهد تلك القطع النحتية القديمة وما لحق بها من تماثيل حديثة حالة تردٍّ واضحة، بعدما فرقت البيروقراطية دمها بين الهيئات والمصالح الحكومية. فى هذا الملف ترصد «المصرى اليوم» ما وصل إليه حال تماثيل الميادين فى محافظات مصر المختلفة. خبير آثار يطالب بضرورة سنّ قانون لتجريم العبث بالتماثيل فى الميدان الصغير الواقع بين كوبرى الجلاء وامتداد شارع التحرير باتجاه الدقى، يقف تمثال يسميه محبو الفنون «تمثال القلم الرصاص» عليك أن تدقق طويلاً قبل أن تتبين أنه يمثل عميد الأدب العربى د. طه حسين. التمثال بالغ النحافة، ناله ما نال باقى التماثيل التى شاء حظها أن توضع فى ميادين وشوارع القاهرة والجيزة، حيث تراكمت الأتربة على المنحوتات واستقرت فضلات الطيور على رؤوس رموز الفكر والأدب والسياسة. بالمزيد فى المحافظات: «حمير الجر» تستظل بتماثيل الزعماء تعانى تماثيل رموز السياسة والأدب والفكر فى المحافظات من الإهمال الشديد، حتى إنها أصبحت مهددة بالانهيار بعد أن حاصرها الباعة الجائلون واستولوا على الميادين المقامة بها، مما تسبب فى تشوهها. فى الإسكندرية تعانى المجموعة النحتية التى يتوجها تمثال الزعيم سعد زغلول، الموجود بميدان محطة الرمل، من مظاهر الإهمال التى تتمثل فى عدم تنظيفه بشكل علمى متخصص، علاوة على انتشار القمامة ومخلفات الأشجار المحيطة وانتشار الباعة الجائلين. بالمزيد
