بتوقيع مصر اتفاقية مع الاتحاد السوفيتى لتزويد مصر بالأسلحة المتقدمة لردع إسرائيل، كان مبرر المشاركة الإسرائيلية في العدوان على مصر، أما المبرر الثاني فقد دفع باشتراك فرنسا في العدوان وهو قيام مصربدعم الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسى وإمدادها بالمساعدات العسكرية والتدريبات، ثم بقى المبرر الثالث الذي دفع بريطانيا للمشاركة في العدوان ليصير عدوانا ثلاثيا وهو قيام عبدالناصر بتأميم قناة السويس الأمر الذي يعنى حرمان إنجلترا من التربح من القناة، التي كانت تديرها قبل التأميم وبذلك اكتملت الأطراف الثلاثة للعدوان الثلاثى على مصر عام 1956 (إنجلتراوفرنسا وإسرائيل). وقد نفذت الدول الثلاث الهجوم على مصر في يوم 29 أكتوبر عام 1956، فاحتلت القوات الإنجليزيةوالفرنسيةمدينة بورسعيد،ولكنها عجزت عن التقدم نحو الإسماعيلية بسبب شدة المقاومة المصريةوقامت الحكومة المصرية بسحب قواتها من سيناء لرد العدوان عن مدن القناة، فانتهزت القوات الإسرائيلية الفرصة وتوغلت في سيناء. غير أن هذا العدوان قد باء بالفشل لجملة أسباب وهى أن المقاومة السرية المسلحة أثناء العدوان قد عملت وفق تنظيم محكم، تحت إشراف الرئيس جمال عبدالناصر،وكان من نتائج العمليات العسكرية متضافرة مع عمليات المقاومة الشعبية أن أسفرت عن أسر الضابط أنطونى مورهاوس ابن عمة الملكة إليزابيث ملكة إنجلترا واغتيال الميجور جون وليامز، رئيس مخابرات القوات البريطانية في بورسعيد «وقد قام بهذه العملية السيد عسران». إضافة إلى عملية مهاجمة معسكر الدبابات البريطانى بالصواريخ- وهى عملية مشتركة مع مجموعة الصاعقة، تولى قيادتها الملازم إبراهيم الرفاعى، وعملية مهاجمة مقر كتيبة بريطانية في مبنى مدرسة الوصفية نهارا،وكان من قادة الجيش في هذه المقاومة عبدالفتاح أبوالفضل كمال الدين حسين ومحمد كمال الدين رفعت، وكان العدوان الثلاثى قد فشل لأكثر من سبب منها فدائية واستبسال المقاومة الشعبية وتلاحم الجيش والشعب وفق خطة محددة ومحكمة، فضلا عن معارضة الولاياتالمتحدةالأمريكية للعدوان الثلاثى. وبتأييد الاتحاد السوفيتى لمصر وتهديده بالتدخل العسكرى لوقف العدوان وتنديد الأممالمتحدة بالعدوان ومطالبتها الدول المعتدية بسحب قواتها فكان انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد «زي النهاردة» في 23 ديسمبر 1956 ولذلك تحتفل محافظة بورسعيد في ذلك اليوم من كل عام بعيد جلاء قوات العدوان. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة