كانت تجربة مهاتير محمد في ماليزيا من التجارب غير المسبوقة في النهوض بماليزيا تنمويا، حيث قفز بها من حد الحاجة إلى حد الاكتفاء والتصدير، وتحولت من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة. وبلغت نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من إجمالى الصادرات، وأصبحت تنتج 80% من السيارات التي تسير في الشوارع الماليزية فانخفضت نسبة من هم تحت خط الفقر من 52% في 1970 إلى 5% فقط في 2002، وارتفع متوسط دخل المواطن من 1247 دولارا في 1970 إلى 8862 دولاراً في 2002 أي سبعة أمثال. وحين جاء مهاتير محمد رئيسا للوزراء كان أول رئيس وزراء في البلاد ينتمي لأسرة فقيرة، حيث كان رؤساء الوزارات الثلاثة الأول أعضاء في الأسرة الملكية أو من عائلات النخبة وقضي قضى مهاتير 22 عامًا في المنصب، إلى أن تقاعد واستقال برغبته من منصب رئيس الوزراء «زي النهاردة» في 31 أكتوبر 2003 مما جعل منه واحدًا من أطول فترات الحكم في آسيا حصل على لقب «تون»، وهو أعلى تكريم لشخصية مدنية في ماليزيا. ورغم أنه جاء رئيسا لوزراء ماليزيا في الفترة من 1981 إلى 2003 فإن مسيرته السياسية امتدت لما يقرب من 40 عاما منذ الانتخابات البرلمانية في 1964 حين انتخب عضوًا في البرلمان ثم استقال من عضوية حزبه في 26 سبتمبر. وفى 7 مارس 1972 انضم إلى حزب المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، وفى 1973 عيّن سيناتوراً، وفى 1974 تخلى عن منصب السيناتور ليخوض الانتخابات العامة وأعيد انتخابه بالتزكية في دائرة كوبانج باسو، ثم عيّن وزيرًا للتعليم ثم نائبًا لرئيس الوزراء فوزيرًا للتجارة والصناعة، وفى 16 يوليو 1981 أصبح رئيسًا لوزراء ماليزيا. وهو مولود في 20 يونيو 1925 في ألور سيتار بولاية قدح، وكان خلال الحرب العالمية الثانية والاحتلال اليابانى لماليزيا يبيع فطائر الموز والوجبات الخفيفة لتوفير دخل لأسرته، والتحق بالمدارس العامة والتحق بكلية السلطان عبدالحميد في ألور سيتار ثم تخرج في جامعة سنغافورة الوطنية. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة