التقى وزير الخارجية سامح شكري، بكل من دوجلاس ألكساندر، وزير خارجية حكومة الظل التابعة لحزب العمال البريطاني المعارض، وجاريث توماس، وزير شؤون الشرق الأوسط في حكومة الظل، حيث تناول اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن ظاهرة الإرهاب في ضوء الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد. وقال الوزير سامح شكري، في تصريحات خلال اللقاء، الاثنين، إن مصر تخوض حرباً شرسة ضد قوى الإرهاب، مضيفا أن المناطق السياحية في جنوبسيناء بعيدة عن خطر الإرهاب، وأن إجراءات التأمين المتقدمة المُتخذة هناك تتسم بالفاعلية. وأوضح شكري أنه مما يزيد من صعوبة المعركة مع الجماعات الإرهابية حرص القوات المسلحة والشرطة على مراعاة طبيعة المناطق التي تنطلق منها الأعمال الإرهابية، والتي بها تجمعات سكانية، مبيناً أن الحكومة بدأت بالفعل اتخاذ عدد من الإجراءات الجديدة التي سيكون لها أثر مباشر في التعامل بفاعلية مع هذه العناصر. ومن جانبه، أعرب وزير خارجية الظل البريطاني عن خالص تعازيه لوزير الخارجية ولمصر في ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع في شمال سيناء وراح ضحيته العشرات من ضباط وجنود القوات المسلحة. وفيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية في مصر والخطوات التي اتخذتها الحكومة في إطار الرؤية المصرية للإصلاح الاقتصادي وتحقيق انطلاقة تنموية، وعلى رأسها إعادة هيكلة منظومة الدعم وإطلاق مشروع تنمية قناة السويس العملاق، أوضح شكري أن عملية الإصلاح لن تقتصر على ما تم بالفعل، وإنما ستمتد لتشمل إصلاحات تشريعية وضريبية لتهيئة البيئة المناسبة لجذب الاستثمارات، مشيراً في هذا السياق إلى أن تجاوب المواطنين المصريين، سواء بالاكتتاب في مشروع قناة السويس أو بإدراك ضرورة اتخاذ قرارات اقتصادية مؤلمة، يدل على حجم الثقة والمصداقية اللتين تتمتع بهما القيادة السياسية والحكومة في الشارع المصري. وتطرق اللقاء إلى عدد من الملفات الإقليمية، في مقدمتها مسار الجهود الدولية لمواجهة تنظيم داعش في العراقوسوريا، حيث أعرب «ألكساندر» عن اهتمامه بالتعرف على رؤية وزير الخارجية المصري في هذا الشأن، والذي أكد من جانبه أن على المجتمع الدولي مسؤولية مكافحة خطر الإرهاب من خلال رؤية شاملة تتفادى المعالجات الجزئية، وتواجه كل التنظيمات المماثلة باعتبارها مظاهر مختلفة لنفس الأيديولوجية التي توظف الدين لخدمة الأغراض والمطامع السياسية غير المشروعة، فبالرغم من تأييد مصر للتحالف الدولي لمواجهة داعش، إلا أننا نرى كذلك أهمية امتداد مواجهة المجتمع الدولي لهذا الخطر لتشمل التنظيمات المشابهة في دول المنطقة، ومن بينها ليبيا. وفيما يتعلق بالدور المصري في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في أغسطس الماضي، ثمن وزير خارجية الظل البريطاني الدور المصري المحوري في التوصل إلى وقف إطلاق النار، معرباً عن أمله في أن تسفر الجهود المصرية الحالية للتوصل إلى آلية لرفع الحصار عن غزة وإعادة إطلاق عملية تسوية سلمية بين الجانبين، وأشار شكري إلى أن مصر ترى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لدعم إعادة إعمار غزة. أما بالنسبة للوضع في سوريا، شدد وزير الخارجية على أهمية التوصل لحل سياسي للأزمة هناك بما يحفظ لسوريا وحدتها ويحقق للشعب السوري طموحاته. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة