الحب (4) مَنَّ الله سبحانه علينا باللغة العربية.. فهى أغنى اللغات بلا جدال.. إمكانياتها بلا حدود، نطاق تعبيرها عن الأحاسيس والمشاعر شديد الاتساع، وتتميز اللغة بالموسيقية، وللكلمات العربية جسم وروح، ولها نسب فتلتقى مع مثيلاتها فى مادتها ومعناها مثل: كتب - كاتب - مكتوب - كتابة - كتاب، وهى الأقدر على التعبير وتمييز الأنواع المتباينة والأحوال المختلفة، سواء كانت حسية أو معنوية، فعندما نتحدث عن المشى مثلاً سنجد له أنواعاً عديدة مثل: حبا - خطا - دلف - اختال - تبختر - هرول - تهادى... إلخ، ومادمنا نتحدث عن «الحب» فلن نجد لغة فى العالم مثل اللغة العربية فى التعبير عن مشاعر الحب!! ■ يحزننى أن أجد تراجعاً فى حرصنا على اللغة العربية الفصحى، فنلاحظ عدم إجادة كثير من المسؤولين والعلماء ورجال الإعلام التحدث بها، نلاحظ انتشار استخدام العامية، وإسقاط الإعراب فى الكتابة والنطق، ودس العديد من الألفاظ الأجنبية فى لغتنا الجميلة، ولا جدال أن انتشار الأمية فى بلادنا ساعد على تقلص استخدام العربية الفصحى، أصبح معظم ما يحتويه الإعلام من برامج ومسلسلات ومسرحيات وأغان باللغة العامية، فمتى نعمل على النهوض باللغة العربية؟ ■ للحب أسماء عديدة، منها: المحبة والهوى والصبوة والشغف والوجد والعشق والنجوى والشوق والوصب والاستكانة والود والغرام والهيام وغيرها، وأكثرها متعلق بالحب بين الرجل والمرأة، وسأتعرض غداً لشرح تلك الأسماء. ■ أنواع الحب عديدة، منها: الحب العذرى - الحب الأفلاطونى - الحب الرومانسى - الحب الأخوى - الحب المادى - الحب العفيف - الحب الجنسى - الحب من طرف واحد - الحب الإلهى، وهو أسمى وأعلى درجات الحب.. هو حب لا يعبر عنه باللسان، ويذكرنى بقول الشاعر (تعصى الإله وأنت تظهر حبه.. هذا لعمرى فى القياس بديع/ لو كان حبا صادقا لأطعته.. إن المحب لمن يحب مطيع)!! ونستكمل غداً. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
