(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ) صدق الله العظيم. .......... دائما ما يتهمون شريعتنا بالقسوة، ويصفون أحكامها بالعنف. يقولون: «لقد تجاوز الزمان أحكام القتل والجلد والقطع. ينبغى أن تخجلوا من قرآنكم أو تبحثوا عن صيغة أخرى تناسب العصر». وندافع عن ديننا فى خجل، أو نسكت ونُطأطئ الرأس. ثم تأتى قارعة من قوارع الزمان تعيد لنا الثقة فى ديننا وقرآننا وعدالة شريعتنا. تجعلنا نفهم أن هناك حُثالة من البشر لا يصلح معهم إلا السيف. اسمعوا هذه الحكاية أولاً وبعدها احكموا بأنفسكم. ■ ■ ■ هى ابنة خالتى، دكتوراة فى الهندسة، رقيقة، هشّة، مثقفة، فنانة تعزف على الجيتار وتُجيد الرسم. رغم ذلك انتُزعت من عالمها المخملى بقسوة، وحدث لها ما يلى. ركنت سيارتها عند المنزل، أطفأت المحرك، خرجت من باب السيارة الأمامى، ثم استدارت لتجمع أغراضها من المقعد الخلفى. وكانت ابنتها الصغيرة فى الجانب الآخر تفعل نفس الشىء. وفجأة شعرت بشيء ثقيل معدنى بارد ينغرس فى لحم بطنها، ورجل يهمس فى أذنها بخطورة: «لا تنطقى بحرف، المسدس مغروس فى بطنك، كلمة واحدة وسأطلق الرصاص». ■ ■ ■ كان الشارع يموج بالناس دون أن ينتبهوا إلى ما يحدث. فكرت أن تستغيث لكن المعدن البارد الغائص فى لحمها أجبرها على الصمت. قال بصوت آمر: «هاتى المفتاح». السيارة كانت موديلا حديثا يعمل ببطاقة تشبه بطاقة الصراف الآلى. اشتعل الغضب فى عينيه وقال بصوت مخيف: «قلت هاتى المفتاح». أقسمت فى ذعر أن هذه البطاقة هى المفتاح. أمرها أن تُدير المحرك ففعلت. وقتها لاحظت ابنتها ما يحدث. ورغم مرور رجل جوارها فقد أخرسها الرعب. قفز اللص إلى المقعد الأمامى، حاولت أن تلتقط أوراقا خاصة بالعمل، لكنه كان قد انطلق بسرعة، تاركا إياها ترمق الأضواء الخلفية لسيارة تبتعد. ■ ■ ■ قسم الشرطة. صور المجرمين. بموهبة الفنانة التى تجيد رسم الوجوه تعرّفت عليه. مسجل خطر، يستخدم السلاح بلا تردد، أنت محظوظة كونك على قيد الحياة، فهذا المجرم لا يتردد فى إطلاق الرصاص. المفاجأة أنه أحد المساجين الخطرين الذين فُتحت لهم أبواب السجون وقِيل لهم تفضلوا!. فخرج ينثر الذعر والرعب والموت. أقل خسائر هذه السيدة الرقيقة هى السيارة التى فقدتها إلى الأبد. المشكلة الحقيقية فى الخبرة المُروّعة التى لن تُمحى حتى الموت. والأسوأ ابنتها الصغيرة التى انكسر إحساسها بالأمان إلى الأبد. وإذا سألتنى: من المجرم الحقيقى؟ قلت: هو من أصدر الأمر بفتح السجون. وسواء كان مبارك أو العادلى أو حسن عبدالرحمن فما فعله له اسم واحد: «المفسدون فى الأرض». والآن أما زلتم تتهمون الشريعة بالقسوة حين تقول إن جزاء هؤلاء هو (َأنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ)؟! [email protected]