توصل الفلسطينيون وإسرائيل، الاثنين، إلى اتفاق يقضي بتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 24 ساعة إضافية لاستكمال مباحثات غير مباشرة ترمي إلى التوصل لهدنة دائمة، بينما قتل أكثر من ألفي فلسطيني في الحرب الإسرائيلية. وشعر سكان غزة بخيبة الأمل بعد الإعلان عن تمديد وقف إطلاق النار في القطاع، حيث قتل أكثر من 2016 فلسطيني منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في 8 يوليو الماضي، بينما دمرت آلاف المنازل ونزح عشرات الآلاف من منازلهم. وتوقف القتال في 11 أغسطس بعد تهدئة مؤقتة بينما يواصل المفاوضون مجددا مباحثاتهم غير المباشرة في القاهرة. واعلن بيان رسمي مصري مساء الاثنين اتفاق«الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على تمديد وقف اطلاق النار مدة 24 ساعة لإستكمال المفاوضات الجارية حاليا»، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط. وقال مسؤول فلسطيني إن المباحثات ستستأنف في منتصف نهار الثلاثاء، حيث يقوم المصريون في مقر المخابرات المصرية بجولات مكوكية بين الوفدين وقفا دائما لإطلاق النار وتنظيم مفاوضات جديدة بعد شهر. من جهته، أكد المتحدث باسم حركة حماس سامي أبوزهري أن «هناك تعثر مستمر في مفاوضات القاهرة بسبب استمرار المماطلة الإسرائيلية وعدم توفر أي إرادة إسرائيلية للتوصل إلى اتفاق حقيقي». وأضاف «نحذر الاحتلال من ممارسة لعب الوقت ونؤكد جاهزيتنا للتعامل مع كافة الاحتمالات»، مؤكدا أن اللقاءات مستمرة. وبحسب مصدر قريب من المفاوضات الجارية في القاهرة فإن «فشل المفاوضات الاثنين جاء لرفض إسرائيل شمل قضيتي المطار والميناء في الاتفاق». وأضاف «اقترح الجانب المصري صيغة لتأجيل كافة القضايا المطروحة من الطرفين إلى شهر بعد وقف إطلاق النار، ولكن الاحتلال الإسرائيلي رفض هذا، وخوفا من إعلان الفشل اقترحت مصر مد الهدنة ل24 ساعة لمواصلة المفاوضات». ومن القضايا المهمة التي يتم البحث فيها في القاهرة في حال التوصل إلى وقف إطلاق نار فتح المعابر الحدودية مع إسرائيل بشكل واسع أمام الأشخاص والسلع وإعادة فتح معبر رفح مع مصر ودور السلطة الفلسطينية ووضع رقابة دولية على الحدود وتوسيع مساحات الصيد البحري وتقليص المنطقة العازلة على الحدود مع إسرائيل وإجراءات تحويل الأموال التي تجمعها إسرائيل للسلطة الفلسطينية. إلى ذلك تشمل القضايا الشائكة فتح مطار وميناء في غزة، الأمر الذي تعارضه إسرائيل وإعادة جثتي جنديين إسرائيليين مقابل الافراج عن أسرى فلسطينيين. وفي غزة، لم يخف الغزيون شعورهم بالاحباط من تمديد التهدئة. وقالت منال أبوعابد (40 عاما) «الإسرائيليون مرتاحون ونحن نعاني.. بيتي مدمر في حي الشجاعية وأنا الآن مع أولادي وزوجي في مدرسة (تابعة للاونروا)». وتابعت بسخط «ليقتلونا أو يجعلونا نعيش حياة محترمة». وأكد احمد طعيمة (37 عاما)، الأب لستة أطفال، أنه لم يعد يتحمل رحلات الذهاب إلى منزله المدمر جزئيا في كل تهدئة والعودة بعدها إلى مدرسة الأونروا التي لجأ اليها، بينما أشار عبدالله حمودة إلى أنه «لم ينم كل الليل في ترقب التهدئة النهائية». ويطالب الفلسطينيون برفع الحصار عن قطاع غزة المنهك على كافة الأصعدة، فيما يريد الإسرائيليون نزع سلاح القطاع بالكامل. وبالرغم من توقف المعارك منذ 11 أغسطس إلا أن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية بارتفاع، إذ أن الفلسطينيين يواصلون انتشال جثث ضحاياهم من تحت الأنقاض، بالإضافة إلى وفاة العديد متأثرين بجروح أصيبوا بها في مستشفيات الضفة الغربية وقطاع غزة ومصر. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الاثنين، أن 2016 فلسطينيا قتلوا في العملية العسكرية بينهم 541 طفلا و250 سيدة و95 رجلا مسنا، بينما اصيب عشرة آلاف و196 فلسطينيا آخرين بجروح. وفي المقابل سقط من الجانب الإسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين. وتشارك حماس في المفاوضات ضمن وفد يضم ممثلين عن حركتي فتح والجهاد الإسلامي. وتعرض قطاع غزة لدمار كبير بعد أسابيع من القصف الإسرائيلي الذي ألحق أضرارا بمليارات الدولارات في قطاع اقتصاده الذي يعاني أصلا. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة