رغم كون هولندا وصيفًا لكأس العالم الماضية في 2010، إلا أن أحدًا لم يتوقع تقديم الطاحونة الهولندية لهذا الأداء رفيع المستوى، وصدم المنتخب البرتقالي العالم كله بخماسية في مرمى إسبانيا، بطل العالم السابق، في افتتاح مباريات المجموعة الثانية، وواصل مسيرته الناجحة بالفوز على أستراليا «3-2» ثم بهدفين نظيفين في شباك منتخب تشيلي الوصيف، ليحصد العلامة الكاملة في المجموعة ب9 نقاط وبأقوى خطوط الهجوم حتى الآن في البطولة «10 أهداف»، واهتزت شباكه فقط بثلاثة أهداف ليصل إلى فارق إيجابى هو الأعلى حتى الآن «+7» متربعًا على قمة مجموعته ومرسلًا برسالة قوية لمنافسيه القادمين، ويبدو أن هولندا تنوي تحقيق ما فشلت فيه في جنوب أفريقيا قبل أربعة أعوام. رغم أهدافه الغزيرة، إلا أن منتخب فان جال، القدير، لم يلعب بشكل هجومي مغامر أو مندفع، بل تنوعت تكتيكاته بشكل يدل على خبرة مديره الفني وقدرته على فهم طبيعة وإمكانيات لاعبيه بكل اقتدار، فلعب الهولنديون «3/4/3» و«3/5/2» و«3/4/2/1» و«5/3/2» حسب المطلوب من المباراة وظروفها ونتيجتها في براعة تحسب للاعبين وقبلهم مديرهم الفنى الخبير. سجل منتخب هولندا 10 أهداف حتى الآن، نصيب روبن منها 3 وفان بيرسي مثله والمهاجم ديباى 2، وصنع الأول هدفًا والأخير مثله، وسجل منتخب هولندا في كل فترات مبارياته عدا أول ربع ساعة، وكان الفترة الأغزر هى آخر نصف ساعة من المباريات، حيث سجل 3 أهداف في كل ربع ساعة منها، وكان الهجوم من العمق هو الأفضل «5 أهداف» ثم الجبهة اليسرى «3» واليمنى «2» في تنوع رائع يعكس قدرة المنتخب العالية على استخدام جبهاته الهجومية كلها ببراعة وتوازن. أهداف المنتخب البرتقالى 90% منها كانت من داخل منطقة الجزاء ومن ألعاب متحركة، استخدم فيها اللاعبون رؤوسهم 3 مرات وأقدامهم اليمنى مرتين واليسرى خمسة بالطبع، في ظل وجود الساحرين فان بيرسى وآريين روبن، وأحرز منتخب الطواحين هدفًا كل 27 دقيقة لعب وعبر كل 4 محاولات فقط على المرمى في معدل ممتاز وثبات ودقة يحسد الهولنديون عليها. وارتفاع معدل اللياقة البدنية يبرز بقوة في أداء المنتخب الهولندى، الذي جرى لاعبوه 328.3 كم في المباريات الثلاث «109.4 كم في المباراة الواحدة»، وسدد لاعبوه 41 كرة على المرمى منها 33 بين القائمين والعارضة بدقة عالية للغاية «80%»، كما نفذوا 15 مراوغة داخل مناطق الجزاء في سهولة ويسر كأنها نزهة داخل أخطر أماكن الملعب بالنسبة للمنافسين، واعتمد منتخب هولندا على التمريرات القصيرة والسريعة مع سرعة لاعبيه القصوى في الوصول إلى مناطق المنافس الدفاعية، ولهذا لم تكن الكرات العرضية هدفًا كبيرًا له «27 عرضية فقط بدقة 22%». الأداء الدفاعي للمنتخب الهولندى أيضًا كان جيدًا جدًا، وكما ذكرنا بسبب توازن خطة وطرق لعبه في كل المباريات، حيث استخلص واستعاد 120 كرة منفذًا 48 عرقلة وتشتيت 38 كرة، بالإضافة إلى تصدى حارسه كيليسين إلى 6 محاولات خطيرة من المنافسين، والملاحظ في مباريات هولندا حتى الآن هو أنهم تركوا الاستحواذ والتمرير الغزير للمنافس، معتمدًا على امتصاص الهجمات وتلقى الضربات بعيدًا عن المناطق المؤثرة، مع شن هجمات مرتدة سريعة للغاية أسقط بها جميع منافسيه، ويبرز ذلك من خلال تمريره ل899 كرة بشكل صحيح وبدقة 73%، لكنها أدت الغرض منها تمامًا رغم قلتها مقارنة بكثير من المنتخبات الأخرى. بلغت دقة محاولات آريين روبن على المرمى 90.9%، وفان بيرسى 87.5%، مما يدل على كفاءة عالية جدًا في إنهاء الهجمات من جانب هذا الثنائى الخطير، وكان الظهير الأيمن لفينورد، داريل يانمات، هو الأغزر عدوًا في الفريق ب 32.8 كم، تلاه روبن صاحب السبرنتات الهائلة ب31.4 كم.
