قبل انطلاق نهائيات كأس العالم الحالية، توقع كثيرون اشتعال تلك المجموعة بالمنافسة بين الثلاثي إسبانيا وهولندا و تشيلي على الترتيب، إلا أن أحدًا لم يتخيل أن تتأهل تشيلي وصيفة لهولندا بهذه السهولة التي بدت عليها مباريات الجولتين الأولى والثانية من الدور الأول، فإذا كان من الطبيعي فوز «لا روخا» على أستراليا في البداية بثلاثة هدف مقابل هدف واحد، فلم يكن متوقعًا فوز تشيلي أيضًا على بطل العالم بهدفين نظيفين وبلا أي مقاومة من الأخير، وفي مباراة قوية حسمتها قوة دفاعات هولندا وسرعة ارتداد الهجوم، نجح بطل المجموعة في الفوز بهدفين نظيفين على الوصيف، الذي حصد 6 نقاط وأحرز 5 أهداف وسكن شباكه 3 بفارق تهديفي إيجابي « +2». بالطبع لن تكون مواجهة سهلة أبدًا بين منتخبي أمريكيا اللاتينية، تشيلي والسامبا البرازيلية وسط جماهيرها الغفيرة، إلا أن قوة أداء الأول قد تمنى نفوس التشيليين بتحقيق مفاجأة كبرى بإقصاء منظم البطولة، ولعبت تشيلي بخطة متوازنة دوما بدأتها ب« 3/4/3» ثم «5/3/2» و«5/4/1» و «3/6/1» حسب ما تقتضيه المباريات، واعتمد تشيلي دومًا على تأمين خطي الوسط والدفاع مع قدرة على شن هجمات سريعة نجحت في منح الفريق ما يبتغى في تلك المرحلة . 4 أهداف سجلها لاروخا مبكرًا في الشوط الأول عاكسًا قدرته على حسم الأمور من البداية وترك المعاناة كلها لمنافسيه، عدا مباراة هولندا بالطبع، ويبدو الهجوم من العمق هو الأبرز بين جبهاته الهجومية الثلاث، وسجل الفريق أهدافه بأقدام لاعبيه فقط «4 باليمنى وهدفًا بالقدم اليسرى» في تقليص لدور العرضيات والهجمات عبر الأجنحة أو عدم استغلالها بشكل كبير، وسجل الفريق أهدافه كلها من ألعاب متحركة. تعرض مرمى تشيلي لثلاث إصابات، كلها عبر الأجنحة ومنها رأسيتين مما يثير القلق في صفوف المنتخب اللاتينى حول قدرته على إيقاف منتخبات تجيد استخدام أجنحتها في اللعب، وهو ربما لن يؤثر في مباراة البرازيل التي لا تعتمد على كرات عرضية دقيقة وأغلب أهدافها بعيدة عن استخدام رؤوس لاعبيها، وسجلت الأهداف العكسية في الشوط الثانى مما يدل على فقدان التركيز إلى حد ما في تلك الفترات. تشيلي سجلت هدفًا كل 54 دقيقة لعب وعبر كل 5 محاولات، سدد لاعبوها على المرمى بدقة 14 كرة فقط «فاعلية 35%»، ويظهر معدل لياقة هائل لهذا الفريق يجهد أى منافس له، حيث جرى لاعبوه 335.4 كم ( 111.8 كم في المباراة الواحدة )، لهذا كان قادرا مع الطاحونة الهولندية على المرور من تلك المجوعة بسلاسة، وكان الفريق قد سجل أهدافه كلها من داخل منطقة جزاء المنافس . الملاحظ أن محاولات تشيلي على المرمى لم تكن غزيرة إلا أن كفاءتها إيجابية بشدة، وأرسل الفريق 15 كرة عرضية صحيحة فقط وقام بتسع مراوغات داخل منطقة جزاء المنافسين و تمريرتين داخلها ، وفي المقابل، استعاد الكرة 130 مرة وتصدى حارسه، كلاوديو برافو، إلى 12 محاولة من الخصوم وتنظيف منطقة دفاعاته 41 مرة مع 35 عرقلة لإبعاد واستخلاص الكرة، وكلها أرقام تعكس أمرا أوضحناه بخطط لعب الفريق، قوة الدفاع وخط الوسط والضغط المستمر على لاعبى المنافس مع شن هجمات سريعة، قليلة العدد، عالية الكفاءة. استحوذ منتخب تشيلي على الكرة بنسبة جيدة في المباريات الثلاث، ومرر لاعبوه 1426 كرة بشكل صحيح بدقة 79% وهو ثانى أغزر منتخبات البطولة تمريرًا واستحواذًا بعد المنتخب الإسبانى، وكان أليكسيس سانشيز هو الأغزر محاولة على المرمى «5» بينما كان لاعب الوسط المدافع، جارى ميديل، هو الأغزر تمريرًا «233 تمريرة بدقة 92%» ضمن أفضل خمسة لاعبين في البطولة حتي الآن، ولاعب الوسط مارسيلو دياز هو أكثر لاعبى البطولة عدوا بإجمالى 36.7 كم .
