هو صمويل فينلي بريز مورس، ونعرفه اختصارا باسم «مورس» وكان رساما ومخترعا وينسب إليه اختراع التلغراف والشفرة التي عرفت باسمه وهي شفرة مورس، وهو مولود في 27 أبريل 1791 في شارلستون بولاية بوسطن ودرس في أكاديمية فيليبس في أندوفر بولاية ماساتشوستس. التحق بكلية ييل ليدرس الفلسفة الدينية والرياضيات،حيث تخرج بتفوق في 1810 ومارس الرسم لتدبير نفقات دراسته وظل يعمل رساما لفترة طويلة لكنه لم يلق التقدير الذي يستحقه فعانى الفقر في أول حياته، ثم أنشأ الأكاديمية الوطنية للتصميم، وقد صنع أول نموذج عملي التلغراف سنة 1835 فأحدث ثورة في مجال الاتصالات. كانت مدينة نيويورك في 1825 كلفته برسم صورة زيتية لجلبيردو موتييه (ماركيز لافاييت) في واشنطن مقابل 509 دولار، وأثناء قيامه بالرسم، جاءه رجل بريد من راكبي الخيول برسالة من أبيه من سطر واحد نصها «زوجتك العزيزة في مرحلة نقاهة»، فغادر مورس واشنطن على الفور، دون أن يكمل اللوحة، متوجها إلى موطنه «نيو هافن» ليكتشف أن زوجته قد ماتت ودفنت وتحت تأثير صدمته, وبعد أن ظل لأيام لا يعلم شيئا عن مرض زوجته ثم وفاتها بعيدا عنه. ترك مورس الرسم وأخذ يبحث عن طريقة للتواصل عبر المسافات الطويلة وأثناء رحلة بحرية قام بها مورس في 1832، التقى شخصا من بوسطن يدعى تشارلز جاكسون، كان قد درس الكهرومغناطيسية، وشاهد العديد من تجاربه على المغناطيس الكهربي وعقب تلك المشاهدات، طور مورس مفهوم التلغراف ذي السلك الواحد وسرعان ما صارت شفرة مورس اللغة الأولى للتواصل التلغرافي في العالم. واجه مورس في البداية صعوبة تمثلت في عدم قدرته على توصيل الإشارة التلغرافية إلى مسافة تزيد عن ياردات قليلة من السلك، ولكن مساعدة البروفيسور ليونارد جيل (أستاذ الكيمياء بجامعة نيويورك) مكنته من إرسال الرسائل التلغرافية لمسافة 10 أميال (16 كيلومترًا) من السلك. وفي 1838 فشل مورس في الحصول على دعم الحكومة المركزية في واشنطن لتوصيل خط تلغرافي، فسافر إلى أوروبا باحثا عن رعاة وعن براءات لاختراعه أيضًا، ولكنه اكتشف في لندن أن كلا من وليام كوك وتشارلز ويتسون سبقاه إلى تنفيذ الفكرة في بريطانيا. وفي ديسمبر 1842 سافر مورس للمرة الأخيرة إلى واشنطن محاولا إقناع الحكومة الفيدرالية، فقام بتوصيل «أسلاك بين غرفتين في الكابيتول (مبنى الكونجرس) وأخذ يرسل الرسائل بين الغرفتين بالتبادل»، ليوضح لرجال الدولة طبيعة اختراعه فخصص الكونجرس 30 ألف دولار في 1843 لإنشاء خط تجريبي طوله 38 ميلاً (61 كيلومتراً) بين واشنطن وبالتيمور. و«زي النهاردة» في 24 مايو 1844 افتتح الخط، وجرت أول تجربة رسمية له، أرسل فيها مورس عبارته الشهيرة «ما فعل الله» وهي عبارة اختارتها آني إلسورث، ابنة هنري إلسورث مفوض براءات الاختراع، من الكتاب المقدس. وكان هنري إلسورث قد تبنى اختراع مورس وساعد في توفير الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذه وفي مايو 1845 أنشئت شركة ماجنيتيك تلغراف لتوصيل خطوط التلغراف من مدينة نيويورك إلى فيلادلفيا وبوسطن وبافالو ومنطقة المسيسيبي. وحصل مورس على براءة لاختراع التلغراف في 1847 في قصر بيلربيه القديم في إسطنبول من السلطان العثماني عبد المجيد الأول، الذي قام بتجربة الاختراع الجديد بنفسه، وفي خمسينيات القرن التاسع عشر سافر مورس إلى كوبنهاجن وزار متحف ثورفالدسنس، وقابله الملك فردريك السابع ليقلده وسام دانيبروج. وفي 1851 تبنت أوروبا رسميا جهاز مورس ليكون الجهاز المعتمد في الاتصالات التلغرافية في أوروبا، غير أن المملكة المتحدة، ومستعمراتها الشاسعة، احتفظت بجهاز كوك وويتسون. وتوفي «مورس» 2 أبريل 1872 عن عمر يناهز الثمانين عاما.