أخصص اليوم لبعض التعليقات. وصلنى تعليق على خواطرى عن د. كمال الجنزورى. وصلنى ثلاثة عن المرشح حمدين صباحى. قد يكون عنوان خواطرى اليوم مضللًا. تجد فى نهاية التعليق الثالث عن حمدين انتقادات للمرشح عبدالفتاح السيسى كذلك. أبدأ برسالة تلقيتها من الأستاذ نبيل عمر. استهلاله لطيف ومجامل. يقول: صباح الفل عليك وعلى قلمك الرصين القائم على التفكير العلمى المنظم. شكرا له. يقول فى رسالته: كمال الجنزورى رجل خدم كثيرا، ولكن لو جرت مراجعة حقيقية لفترة توليه رئاسة الوزارة لاكتشفنا أشياء مذهلة، لا أودّ الخوض فى أن هشام قنديل صدر ضده حكم بالحبس فى قضية تمت فى عصر الجنزورى. التاريخ فى مصر يُكتب على الهوى والمزاج، فالعقل معطوب والزلل عادة. لك كل التحية والتقدير من متابع نشط يزن لك كل كلمة، حتى لو كنا نختلف أحيانا أو كثيرا، لكن أحترم ما تكتب لأنه يستند إلى منطق وتفكير وعلم. دوام التوفيق والسير ضد التيار الغيبى السائد. الرسالة الثانية من الأستاذ صلاح حافظ، تتعلق بالانتخابات الرئاسية. يقول: أطلق الأستاذ حمدين صباحى تصريحا بأنه سيعطى كل شاب 10 آلاف جنيه وفدانا، مصر بها 40 مليون شاب، إذاً بحسبة بسيطة وضرب الرقمين ببعض يستطيع تلميذ فى الابتدائى أن يقوم بها فإن الأستاذ حمدين عليه تدبير فور توليه الرئاسة 400 مليار جنيه، كما أن عليه توفير حوالى 200 مليار متر مكعب لرى 40 مليون فدان، أى 4 أضعاف إيراد النيل من المياه. هل هناك تهريج أكثر من هذا؟ السؤال الآن: ماذا سيحدث لاقتصاد مصر ولمصر ولفقراء مصر لو أن أحد هؤلاء حكم مصر؟ حفظ الله مصر من جهل وسذاجة أبنائها قبل شر أعدائها. التعليق الثالث من الدكتور مدحت بكرى. قال: لم أكن دقيقا عندما كتبت أن «الأخ حمدين صباحى ممن قال فيهم الرسول الكريم: (رَحِمَ اللهُ امرأ عرِفَ قدْرَ نفسه). رجل حالم حلو الكلام، طموح على غير أساس، ليست له خبرة تنفيذية أو تخطيطية يعتد بها، لم يحقق فى حياته إنجازا، ولا يملك خبرة واحدة تبشر بأن فى استطاعته تحقيق أى شىء لمصر فى هذه المرحلة الحرجة شديدة التعقيد من تاريخ الوطن». خرج الأخ حمدين صباحى علينا بالأمس فى مقابلته مع ليليان داوود فى «الصورة الكاملة» بما يضفى عليه صفة إضافية لم أكن أعرفها عنه هى «المكيافيلية»، فأطلق وعدا للشباب بمنحة «فدان فى الصحراء وعشرة آلاف جنيه نقدا» لكل شاب، تدار تعاونياً بين كل ألف شاب. ولا بأس، بالطبع، على السيد حمدين فوعود الليل مدهونة بالزبدة، كما أن الشباب لن يسأله: «من أين البنية التحتية لمليون أو عشرة ملايين فدان فى الصحراء، ومن أين المياه؟ ومن أين عشرة آلاف جنيه لكل شاب من ملايين الشباب الذين تحدث عنهم السيد الصباحى». هذا يا سادة استغفال للناس، فمصر 2014 ليست مصر 1952، والظرف التاريخى حاسم، وهذه رشاوى انتخابية من نوع جديد، ليست كرشاوى الإخوان العينية والخدمية للمضطر، وهى تذكرنا بمن قالوا له: اكذب، فقال: جالك الفرج، ونسى أن الشباب المصرى لم يعد غافلا وسيحاسبه هو وحملته. الرسالة الرابعة من الدكتور يحيى نور الدين طراف. يقول: حددت اللجنة العليا للانتخابات فترة ثلاثة أسابيع للدعاية الانتخابية لكل مرشح، تنتهى بيومين من الصمت الانتخابى، ثم تجرى الانتخابات يومى 26 و27 مايو. ومنعت اللجنة مزاولة أى دعاية انتخابية قبل ذلك، ومصداقاً لكلامها أمرت منذ عدة أيام برفع جميع اللافتات التى كان بعض المرشحين المحتملين قد رفعوها فى الشوارع قبل بدء فترة السماح التى حددتها، لكننا رأينا حمدين صباحى يلتقى أعضاء حزب النور، وبعد ذلك أعضاء حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، والسيسى يلتقى وفداً من الرياضيين المصريين، على هامش ترشحهما للرئاسة، وذلك قبل بدء فترة الدعاية الانتخابية. أفلا يعد ذلك انتهاكاً للقواعد التى وضعتها اللجنة العليا ولخريطتها الزمنية، أم أن الدعاية الانتخابية فى نظر اللجنة تقتصر فقط على إعلان فى الشارع أو كليب فى التليفزيون؟ سوف أطرق الموضوع من باب آخر، هل يجوز للمرشحين خلال فترة الصمت الانتخابى التى تسبق التصويت مباشرة عقد مثل هذا اللقاءات؟ لو كانت الإجابة ب«لا»، فكذلك لا يجوز عقد مثل هذه اللقاءات قبل بدء فترة السماح الانتخابى التى حددتها اللجنة العليا. كما جاء بالصحف أن المشير السيسى تناول موضوع الأولتراس خلال لقائه وفد الرياضيين، «فطالبهم بالجلوس مع روابط الأولتراس والتقرب منهم لتفهم أفكارهم والتوصل لنقاط اتفاق بدلاً من تبادل الاتهامات، حفاظاً على الوسط الرياضى من التعصب والفتن»! (الأهرام 4/27). مثل هذا التصريح من رجل عقدت عليه الأمة الآمال الكبار فى حقن أوردة الدولة بمصل القوة والهيبة والرجولة، يعد محبطاً بعض الشىء. فالسيسى يعلم أن الأولتراس هم سبب خواء المدرجات من الجمهور، وهم الذين أحرقوا مبنى اتحاد الكرة ونادى الشرطة، ولهم يد سبقت فى زعزعة الاستقرار فى الشارع، لذا كنا نود أن نسمع تصريحاً تتفجر من جوانبه أصداء القوة والحزم والعزم. العبارة التى وردت على لسان السيسى تصلح كذلك بحذافيرها لعلاج الشأن الإخوانى بعد إجراء التعديل اللازم، «فيطالب السياسيين بالجلوس مع الإخوان والتقرب منهم لتفهم أفكارهم والتوصل لنقاط اتفاق بدلاً من تبادل الاتهامات، حفاظاً على الوسط السياسى (أو البلاد) من التعصب والفتن». لَكَم أتمنى ألا يكون ذلك هو الحال، فمصر تحتاج اليوم لرئيس قوى لا يخشى فى الحق أحداً ولا شيئاً، ينتصر لهيبة الدولة ولسلطانها، ويُعْلِم أعداءها أن سلطان الدولة لا يهابهم مهما كثروا أو ظنوا بأنفسهم قوةً أو بأساً. [email protected]