تشرفت بصداقة نافديب سورى، سفير الهند فى مصر، منذ أكثر من ربع قرن عندما كان ملحقاً ثقافياً فى السفارة الهندية، وعندما عاد سفيراً توقعت أن يهتم بتنمية العلاقات الثقافية بين مصر والهند، ولكنى لم أتوقع أن يصل اهتمامه إلى حد إقامة مهرجان سنوى بعنوان «الهند على ضفاف النيل»، الذى عقد دورته الأولى العام الماضى، ويبدأ اليوم دورته الثانية حتى 19 إبريل، ولا يقام المهرجان فى القاهرة فقط، وإنما فى الإسكندرية أيضاً. إنه عمل نموذجى لسفير نموذجى بالمفهوم الأصلى للسفير، والمفهوم الأصلى للثقافة، فالمهرجان لا يقتصر على الفنون والآداب، وإنما يتضمن أيضاً العلوم الاجتماعية والأزياء والمأكولات وكل أبعاد «الثقافة» الهندية، يحضر المهرجان رافى فينكاتيسان، مؤلف كتاب «قهر الفوضى: النجاح فى الهند، النجاح فى كل مكان»، ويشترك فى مناقشته ماجد عثمان وحازم حسنى وصبرى الشبراوى، وتحضره الممثلة الهندية الكبيرة شبانة عزمى، حيث يتم عرض مختارات من أفلامها، وقد عرفتها عن قرب عندما كانت ترأس لجنة تحكيم مهرجان أبوظبى منذ عامين، وكنت عضواً فى اللجنة، ويسعدنى المشاركة فى الترحيب بها فى القاهرة. وعن الأدب حوار يقدمه ويديره محمد سلماوى، رئيس اتحاد كتاب مصر، بين الكاتبة الهندية أورفاش بوتاليا والكاتبة المصرية سحر الموجى، وعن الفنون التشكيلية حوار بين الرسام الهندى سودهير تايلانج والرسام المصرى جورج البهجورى، وعن الموسيقى محاضرة جافير أفتر «الأغنية فى السينما الهندية»، وعرض لفرقة راجستان جوش للموسيقى الفلكلورية، وعرض لفرقة مارامى ميهدى لرقص «الكاتاك»، وعرض «بوليوود: قصة حب» عن السينما الهندية التى تعرف باسم «بوليوود» على غرار «هوليوود»، وهو من أشهر العروض التى طافت حول العالم فى السنوات الأخيرة. وهذا التنوع والثراء هو ما يدفعنا إلى وصف المهرجان بالعمل ال«نموذجى» فى تنمية العلاقات بين بلدين كبيرين على شتى المستويات، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون بينهما، وكان العام الماضى قد شهد أيضاً بداية جديدة لتوزيع الأفلام الهندية فى مصر، ولعل العام الحالى يشهد أيضاً بداية جديدة لتوزيع الأفلام المصرية فى الهند. [email protected]