أكد خبراء علي صعوبة التنبؤ باحتمالات تعرض الشواطئ المصرية إلي موجات طوفان بحر«تسونامي»، وقالوا إن الاحتمالات الحالية طبقا للدراسات لا تتجاوز 5%، موضحين أن مصر تعرضت تاريخيا ل 3 موجات، كان آخرها منذ 700 عام. وقالوا إن منطقة البحر المتوسط تأتي في المرتبة الثالثة من حيث وقوع الزلازل التي يعقبها «تسونامي» بعد المحيطين الهادي و الهندي، وتعد جزيرة كريت المنطقة الأساسية لبداية الزلازل . وقال الدكتور هاني حسن، باحث بالمركز القومي للبحوث الجيوفيزيائية، إن شرق المتوسط هو المؤثر الأخطر علي مصر في حدوث الزلازل، والتي يعقبها موجات «تسونامي». وأشار خلال ورشة عمل نظمها مركز معلومات مجلس الوزراء برئاسة الدكتور شريف بدر إلي أنه تم إعداد سيناريوهات عن الوضع في حالة التعرض ل«تسونامي»، مشيرا إلي أنه ثبت أن الخطر يتزايد في حالة وقوع زلازل تتجاوز قوتها 6.5 ريختر في جزيرة كريت، وهي المصدر الأساسي في حدوث الزلازل في البحر المتوسط. وأشار إلي أنه طبقا للسيناريو الأسوأ ستكون الأسكندرية أول المتعرضين لموجات الطوفان البحري، وستترواح ارتفاعات الأمواج بين 3 و 5 أمتار طبقا لمصدر الزلازل. وأوضح أن وصول الموجات إلي الشواطي المصرية بعد وقوع الزلازل، سيكون في زمن يتراوح بين 51 دقيقة و 66 دقيقة . وقال الدكتور حاتم عودة، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية و الجيوفيزيقية، إن هناك خطة لتحويل المركز من شبكة قومية لرصد الزلازل إلي شبكة للإنذار المبكر، موضحا أن التنبؤ بالزلازل صعب و أن هناك خطة حاليا للاستعداد الي موجات «التسونامي» في حالة التعرض لها بالتنسيق مع كافة أجهزة الدولة. وأكد الدكتور عاصم مصطفي طه، باحث بالمركز، أن هناك شواهد ظاهرية لتعرض مصر ل«تسونامي» في السنوات الماضية أبرزها وجود كتل صخرية علي السواحل المصرية في رأس الحكمة و علم الروم، وتواجدها يعطي علامة استفهام حيث تم تسجيلها في فرنسا و اليونان و جنوبإيطاليا والجزائر و تونس، و الشواهد الأخري وجود سلسلة من الكثبان الرملية وتحجز جزء من المياه علي هيئة المستنقعات وهي موجودة علي طول السواحل المصرية، فضلا عن الشواهد الرسوبية حيث يوجد 15 بصمة تدل علي وجود طوفان بحري قديم و يتم تحديد عمره بالكربون المشع. من جانبه أكد الدكتور أحمد بدوي، رئيس الشبكة القومية للزلازل، أن الفارق بين الدول النامية والمتقدمة في الاستعداد للزلازل و ليس الرصد، وأوضح أن مصر في المرتبة الثانية بعد الصين علي مستوي العالم في وجود سجل للزلازل، حيث تمتد المعلومات المتاحة لدينا لنحو 5 آلاف سنة ماضية، ما يساهم في إجراء الدراسات و قياس التوقعات . وقال إن المحيط الهادي مصدر نحو 85 % من الزلازل، وأن منطقة البحر المتوسط الثالث علي مستوي العالم في التعرض ل«تسونامي»، لكن مع الفارق خاصة أن «المتوسط» بحر مغلق . وأشار إلي أن منظومة الإنذار المبكر اكتملت في المحيط الهادي بعد 2004، لكن مازال «الأطلنطي» في حاجة إلي منطومة للإنذار المبكر، ومصر بدأت فيها بالفعل. وأوضح أن جزيرة كريت المصدر الأساسي للزلازل، ومجرد وقوع زلازل بقوة 6.75 ريختر، سيعقبه «تسونامي»، وهو ما دفع الحكومة للتحرك و الاستعداد لها. وأشار إلي نتائج دراسة إيطالية، والتي أثبتت أن متوسط وصول الموجات يصل لنحو 40 دقيقة تصل للشواطئ وارتفاع الموجات من 3 إلي 4 متر، هو يتناسب مع الدراسات المصرية. وأشار إلي أن جامعة الأسكندرية، قامت بإعداد حواجز غاطسة لمواجهة النوات، ويمكن الاستفادة بها في مواجهة «تسونامي» لتساهم في تقليل المخاطر و ليس منعها.