قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الثلاثاء، إن «الأمة العربية تواجه محنة كبرى من خلال فتاوى وفوضى التشدد، لمن كان يتم الظن أنهم تخلصوا من أفكارهم الشاذة في تسعينات القرن الماضي غير أن أفة التكفير موجودة في إفريقيا وأسيا حيث يتم قتل الآمنين وإرتكاب الجرائم باسم الإسلام والجهاد والذي استغله الإعلام الغربي أن الإسلام دين دموي يسفك الدماء». وأضاف الطيب في كلمته، في افتتاح فعاليات المؤتمر الإسلامي الدولي ال23 بالقاهرة تحت عنوان «خطورة الفكر التكفيري والفتوى بدون علم على المصالح الوطنية» أن أفة التشدد وإراقة الدماء ليست جديدة على المسلمين فقد بدأت مع الخوارج كأول موجات التشدد والتي تشبثت ببعض الظواهر وتركت الأصول. وتابع: المجتمعات العربية لم تكن تعلم بجماعة تقول بتكفير المجتمع في السبعينات والتي ظهرت في السجون بسبب العنف ضدهم، حيث أصبحت في ذمة التاريخ، ثم عادت على أيدي شباب لتعبر عن سطحية لفكرهم كرد فعل على الاضطهاد. وأشار إلى أن التكفيريين لجأوا إلى تراث الغلو والتشدد والذي يعود إلى تراث الخوارج حيث أن الخلاف بين التراث التكفيري وتراث الفقهاء أن مذهب أهل السنة والجماعة هو الإيمان بالله والتصديق والعمل به. وأضاف أن السجون ليست السبيل الوحيد لمواجهة التكفير، ولكن بالدعوة إلى مذهب أهل السنة والجماعة وهو المذهب الذي يضيق على التكفير لأن المذهب السني خاصة الأشعري أكثر المذاهب التي تحرم سفك الدماء. ولفت إلى أن الأزهر لن يكون عامل فرقة بين علماء الأمة، لأن سبيله هو جمع كلمة المسلمين وهو يرفع راية جمع الكلمة بين المسلمين ولا يدخر جهداً في مقاومة الانحراف الفكري الضال ويسعى لجمع كلمة المسلمين.
