نشرت صحيفة «ديلي تيلجراف» البريطانية على موقعها الإلكتروني، لقطات مهربة تكشف الأوضاع المزرية داخل أحد السجون المصرية المشددة الحراسة، ما يكشف الظروف المروعة التي يعاني منها الآلاف من الناس الذين سجنوا من قبل النظام الحالي بعد عزل محمد مرسي، الرئيس السابق. وأوضحت الصحيفة أنه تم تصوير هذه الفيديوهات عن طريق أحد نزلاء السجن، بارزة الظروف القاتمة، التي تظهر آلاف المسجونين وهم محشورين داخل زنزانة، بينما متعلقاتهم الشخصية مسمرة على الجدران. وقالت إن الزنزانة التي تم تصويرها تستخدم لعدد من النزلاء، بينما هي في الأساس مخصصة للحبس الانفرادي، حيث يتم وضع 3 نزلاء في كل زنزانة، فضلا عن قذارة هذه الزنازين، وعدم توافر الطعام، وإستحالة النوم وسط الحشرات المتفشية ومياه الصرف الصحي. ويتضمن الفيديو أيضا لقطات لرسومات توضح تعذيب آلاف المسجونين، الذين قبض عليهم بعد عزل مرسي، حسبما جاء في الصحيفة. ورصد الفيديو حالة الزنازين التي لا يزيد طولها عن 6 أقدام، وعرضها عن 4.5 قدم، ومن المفترض أن ينام بها ثلاثة أشخاص، كما يشير إلى كيفية أن أكياس الملابس وزجاجات المياه والبطانيات والأمتعة الشخصية الأخرى كلها إما معلقة أو مسمرة على الجدران، لضيق المساحة المتاحة، وعدم وجود مراحيض، سوى زاوية صغيرة قذرة. ونقل شهادة أحد السجناء، الذي يصف تعرضه للتعذيب والصعق بالكهرياء لمدة 4 أيام، في محاولة لإجباره على الاعتراف ببعض التهم الملفقة والمتعلقة بالإرهاب. وأوضحت الصحيفة أنه يجري حاليا تقديم مذكرة لمنظمة العفو الدولية، إستنادا إلى حالات عديدة تم توثيقها بشأن تعرض أنصار جماعة الإخوان المسلمين لسوء المعاملة. ونقلت الصحيفة عن محمد المسيرى، الباحث بمنظمة العفو الدولية فى مصر قوله إننا مازلنا نحقق فى هذه الشهادات، لكنها على ما يبدو متفقة مع حوادث تعذيب أخرى داخل السجون المصرية تعرض لها كل من النشطاء الليبراليين وأنصار جماعة الإخوان، ونحن ندعو السلطات المصرية إلى التحقيق فى هذه المزاعم. وقالت الصحيفة، إن هذا الفيديو هو جزء من ملف يجرى إعداده من قبل مكتب محاماة، فى لندن، يعمل لحساب محمد مرسي وحزب الحرية والعدالة، على أن يتم تمرير المعلومات إلى كل من المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى وإلى شرطة لندن «سكوتلانديارد»، على أمل أن تساعد فى إصدار مذكرات توقيف دولية ضد مسئولين يعتقد أنهم متورطين أو متواطئين فى التعذيب. وصرح الطيب على، أحد المحامين بمكتب «إيرفن ثانفى ناتاش»، إنه يتضح من الفيديو، أن المعايير في السجن هي أقل بشكل واضح أي شيء يمكن أن يوصف بأنه مقبول، ولكن نموذج ظروف التي يضع فيها النظام السجناء السياسيين، مضيفا أنهم يمتلكون أدلة قاطعة وملموسة لأعمال تعذيب يجرى تنفيذها للحصول على اعترافات. واعترف بعض المسئولين المصريين، حسبما جاء في الصحيفة، بأن مستوى السجون هى وصمة عار لمصر. من جانبها أكدت سهير يونس، المتحدثة الإعلامية باسم السفارة المصرية فى لندن، عدم وجود مساحة كافية لجميع المحتجزين داخل السجون، ولكننا لا نعذب السجناء، مضيفة أن هناك الكثير من الأموال التى تنفق من قبل بعض الحكومات لمحاولة تشويه صورة مصر.