خيمت حالة من الحزن والأسى على أهالي نجع مخيمر بناحية فزارة الشرقية دائرة مركز المراغة بمحافظة سوهاج، واتشحت النساء بالسواد على فقدان 7 من أبناء القرية من عائلة واحدة، في حادث مقتل 7 مصريين على يد مسلحين بليبيا بمنطقة «جروسة» غرب مدينة بنغازي، الإثنين الماضي. أقامت أسر الضحايا سرادقًا كبيرًا بذات الناحية لتلقي العزاء في ضحاياهم، وتجمع المئات من أهالي القرية والقرى المجاورة لمواساتهم والوقوف بجانبهم، حيث سافر العشرات من أهالي وأقارب ضحايا إلى مطار القاهرة لتسلم جثث أبنائهم، ودفنها بمقابر العائلة بالقرية. من جانبه، قال نيافة الأنبا باخوم، أسقف مطرانية سوهاج والمنشأة والمراغة، إنه تم التنسيق مع مديرية أمن سوهاج لإقامة العزاء وقداس الجنازة بمطرانية سوهاج، ثم تشييع الجثامين إلى مثواها الأخير بمقابر المراغة. وأضاف «بخوم»: «نحتسبهم عند الله شهداء في الجنة، لأنهم خرجوا في سبيل الرزق وبحثًا عن لقمة العيش، وربنا يصبر ويعزي أسرهم». قال أهالي نجع مخيمر ل«المصري اليوم»: «عرفنا بخبر وفاتهم من خلال التليفزيون، وحينها اتصل الجميع بأبنائنا وأقاربنا العاملين بليبيا للتأكد من صحة الخبر، وعرفنا أن الخبر صحيح». دقائق عاشتها «المصري اليوم» داخل سرادق العزاء بنجع مخيمر مع أسر الضحايا، حيث تعالت أصوت الجميع شبابًا وشيوخًا بالبكاء، وارتسمت علامات الحزن على وجوههم، وارتفعت أصوات النساء بالصراخ والعويل الذي لم يتوقف. قال جرجس حبيب، والد «ندهي وهاني» من ضحايا الحادث: «مين يجبلي حق ولادي اللي راحوا هدر وهما بيدوروا على لقمة العيش، منهم لله اللي قتلهم، حرقوا قلبي عليهم». وطالب كمال قلدس، محامٍ، وابن عم الضحايا، السلطات المصرية بسرعة التحقيق في الحادث ومحاسبة المتهمين، كما طالب «قلدس» المشير عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بأن يأخذ حق ذويهم ويثأر لهم «لأنه الوحيد القادر على استرداد حقوقهم»، حسب قوله. من جانبها، أدانت «جبهة إنقاذ وتنمية الصعيد» قتل المصريين ال7 ب«دم بارد في ليبيا»، حسب وصفها، وطالب الدكتور وائل الحضري، المنسق العام للجبهة، الدولة ب«الرد العنيف على هذا الحادث الإرهابي حتى لا تستباح دماء المصريين في الخارج، خاصة أبناء الصعيد الذين يتواجدون في مناطق مختلفة في ليبيا طلبًا للرزق». وأضاف «إذا كانت الحكومة غير قادرة على حماية المصريين بالخارج فلتطالبهم بالعودة إلى بلادهم مرة أخرى حفظًا لكرامتهم»، حسب قوله.
