قال الدكتور صفوت عبد الغني، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، عضو ما يسمى «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، إن «ما ذكره محمود حسان، شقيق الداعية، محمد حسان، بشأن تفاوض العلماء مع التحالف والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أظهر الأمور على غير حقيقتها». وأضاف «عبد الغني»، في صفحته على «فيس بوك» أن «المشير عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، أظهر عداءً واضحًا للمشروع الإسلامي، في اجتماعه مع العلماء». كان محمود حسان، قال، في حوار لقناة «سي بي سي»، الجمعة الماضي، إن «قيادات بالتحالف خالفوا تعهداتهم مع أخي بعد اتفاقهم معه على عدد من المطالب لعرضها على المشير، قبل فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة». وأضاف «عبد الغني»: «حضرت الاجتماع، يوم 22 رمضان الماضي، مع (حسان)، وعدد من العلماء، إضافة لقيادات التحالف: صلاح سلطان، المحبوس على ذمة التحقيق في عدد من القضايا، وعبد الرحمن البر، مفتي جماعة الإخوان، وإيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة». وتابع: «فى بداية الاجتماع دار نقاش طويل عن الأزمة وأسبابها وملابساتها، ثم ناقش المجتمعون كيفية الخروج منها، وهنا أكد ممثلو التحالف أنه لا مطالب لهم إلا عودة الشرعية، المتمثلة في الرئيس السابق، محمد مرسي، والدستور، ومجلس الشورى المنتخب». ولفت إلى أن «حسان أبدى تفهمه مطالب أعضاء التحالف، لكنه تخوف من عدم رضاء المؤسسة العسكرية بالمطالب، وحاول جاهدًا، على مدار أكثر من 3 ساعات، البحث عن أي حلول أخرى لحل الأزمة، دون جدوى». وقال: «كان من المنتظر أن يجتمع وفد العلماء مع المؤسسة العسكرية، عقب اجتماعهم مع التحالف، لكن الاجتماع انتهى دون توصل لأي حلول، وخروجًا من الإعلان عن فشل الاجتماع وتجنبا لإغلاق الباب أمام أي حلول سياسية طرح بعض الحضور حلًا وسطًا مفاده أن يطرح العلماء في لقائهم المرتقب مع المؤسسة العسكرية مسألة تهيئة الأجواء، لحين إيجاد حل عادل للأزمة، وتمثلت التهيئة في الإعلان عن عدم فض الاعتصامات بالقوة، والإفراج عن المعتقلين بعد 30 يونيو وإسقاط القضايا ضدهم». وأشار «عبد الغني»، إلى أن «لقاء عقد بين وفد العلماء والسيسي، ومعه بعض قيادات المجلس العسكري، وعرضوا عليهم مسألة تهيئة الأجواء، فاشترط المجلس لعدم فض الاعتصامات، عدم خروج مسيرات من الاعتصام، وتواجد المعتصمين على الرصيف فقط، وفتح الطرق بشكل كامل أمام حركة السيارات، والسماح بالتواجد الأمني داخل الاعتصام، ورفضوا نهائيًا مسألة الإفراج عن المعتقلين، أو إسقاط التهم عنهم، بدعوى أن الأمر بيد القضاء». وأضاف: «الأمر الأهم، الذي أغفل الحديث عنه، محمد حسان وشقيقه أن السيسي شرح لوفد العلماء باستفاضة أنه ليس هناك ما يسمى المشروع الإسلامي، لأنه مشروع فاشل، وأنه شخصيًا لن يسمح نهائيًا لأصحاب هذا المشروع بأن يتولوا السلطة في مصر، ثم عرض على الشيخ حسان عودة قناة الرحمة الخاصة به فقط، دون القنوات الدينية الأخرى، لأنها تحريضية». وتابع: «طلب وفد العلماء لقاء ممثلي التحالف بعد لقائهم السيسي، وشرحوا لهم ما تم في اللقاء، فلم يقبل أحد من ممثلي التحالف شروط المجلس الإذعانية، واعتبروها مصادرة على المطالب، ورفضًا قاطعًا لعودة الشرعية، وعداء واضحًا وصريحًا للمشروع الإسلامي، حتى إن أتت به الإرادة الشعبية، واعتبروا شروط عدم فض الاعتصام بالقوة في حقيقتها فض صريح للاعتصام». وقال «عبد الغني»: «عاتب ممثلو التحالف (حسان) على حديثه المبهم في مسجد الحصري، الذي أوهم الناس على غير الحقيقة، بأن المجلس العسكري استجاب لمطالب وفد العلماء بتهيئة الأجواء، وعدم فض الاعتصام بالقوة، ما أثار استياء بعض قيادات التحالف، حيث اعتلى بعضهم مثل الدكتور صلاح سلطان، وصفوت حجازي، منصة رابعة العدوية، وأنكروا على (حسان) ما قاله، وأكدوا تمسك التحالف بعودة الشرعية كاملة». وشدد على أنه «كان على (حسان) ومن معه من وفد العلماء، أن ينكروا على المجلس العسكري، موقفهم العدائي للمشروع الإسلامي، وانقلابهم على الشرعية والإرادة الشعبية، وعدم استجابتهم لمطالب الإفراج عن المعتقلين». وقال إن «قيادات التحالف لم تغدر يومًا أو تنقض عهدًا، أو تخالف اتفاقًا، ومسألة تهيئة الأجواء، فضلًا عن كونها مطلبًا خاصًا لوفد العلماء، حسب الاتفاق، فإنها لم تلق قبولًا أو استجابة من المجلس العسكري، ومن حق التحالف أن يرفض ما يعرض عليه من المجلس، ما دام لا يتوافق مع أهدافه أو مطالبه».
