باعتباره صانع النجوم وأهم حدث سينمائي للسينما المستقلة في العالم ،بدءا من المخرجين والممثلين المغمورين وصولا إلى كبار الفنانين وأشهر صناع الأفلام ، اجتذب مهرجان صندانس في دورته ال30 بمدينة يوتا الأمريكية الأضواء على مدى الأيام القليلة الماضية ، وحرص عدد كبير من الفنانين على المشاركة بأعمالهم وعرضها لأول مرة خلاله ، أو عقد لقاءات إعلامية وجماهيرية لكسب مزيد من النجاح والشهرة ، خاصة أن المهرجان معروف بجاذبيته للإعلام الدولي وسبق وأن عرضت به كثير من الأفلام التي نالت شهرة ونجاحا كبيرين ، بل ووصل بعضها لجوائز الأوسكار، مثل American hustel و Gravity. ويكتسب المهرجان جاذبيته كذلك لعرضه مجموعة من الأفلام لأول مرة عالميا ، وهي من إنتاج مستقل بعيدا عن سطوة شركات وستديوهات الإنتاج الكبرى التي تعود لتلهث وراء تلك الاعمال وتتصارع لشراء حقوق عرضها وتوزيعها بدور العرض ، كما ان المهرجان بسبب نجاحه وشهرته وجودة الاعمال المعروضة به أصبح هو الذي يجتذب نجوم هوليوود ويحرصون على عرض أفلامهم به. المهرجان الذي انطلق يوم 16 يناير الجاري وتنتهي فعالياته الأحد المقبل ، شهد أيضا مشاركة المخرج ستيفن سبيلبيرج ، بالعرض الاول لفيلمه Young Ones ، الذي أشاد النقاد به ، كما شارك روبرت دي نيرو بفيلمه الوثائقيRemembering the Artist, Robert De Niro, Sr الذي قدمه لتكريم والده ودوره في دفعه للعمل كممثل ومنتج. ومن الأفلام التي لفتت الأنظار فيلم الجاسوسية a most wanted man بطولة فيليب سايمور هوفمان وإخراج أنطون كوربين، وتدور احداثه حول جاسوس ألماني اسمه جونتر باكمان يتعقب مهاجرا من الشيشان لمعرفة مدى علاقته بإرهابيين مسلمين. أيضا الفيلم الوثائقي E – Team لفت الأنظار ويستعرض خلاله مخرجه رحلته في عدة دول بالشرق الأوسط منها سوريا وليبيا للوقوف على الأوضاع الإنسانية هناك في ظل الفساد وسوء الاوضاع وسقوط الانظمة الديكتاتورية ، وعن سوريا أيضا قدم المخرج طلال ديركي فيلمه الروائي أيضا عودة إلى حمص حيث يعود شابان إلى مدينتهما حمص ليتحولا إلى مقاتلين. كما افتتحت الممثلة كريستين ستيوارت فيلمها الجديد Camp X-Ray ، وطاردتها كاميرات المصورين بسبب تسريحة شعر جديدة وضفائر صغيرة طلت بها ،ومن نجمات هوليوود ايضا افتتحت آن هاثاواي فيلمها الجديد Song One الذي يشاركها فيه زوجها آدم شولمان ، ولفتت آن الأنظار بتسريحة شعرها الجديدة ، الذي بدا قصيرا للغاية. وشاركت المغنية سيلينا جوميز بحضور فعاليات المهرجان ، حيث افتتحت فيلمها Rudderless ، ولفتت الأنظار لظهورها بصحة جيدة ومتألقة بعد أنباء عن إصابتها بمرض الذئبة الحمراء ، الذي تسبب في إعلانها الحصول على إجازة لمدة 6 أشهر للبقاء وسط عائلتها ، وكانت قد حضرت من ميامي إلى يوتا في رحلة سريعة عادت بعدها إلى بيتها لتواصل إجازتها ، وأشاد النقاد بدورها في الفيلم وأثنوا على موهبتها. وحققت بعض الأفلام التي عرضت على مدى الأيام الماضية قبولا كبيرا من النقاد ، وخاصة السينما الأندونيسية التي بدت كالحصان الأسود هذا العام ، حيث أشاد النقاد بفيلم The rade 2 ، ومستواه الفني ويلعب بطولته جولي إيستيل وإكو يواس ، وهو من نوعية الأكشن والجريمة والفانتازيا. ولم تجد الممثلة الأمريكية لينزي لوهان أنسب من التواجد بالمهرجان ، لتستعيد شهرتها ، بعد فترة غياب عن الأضواء كانت تخضع خلالها للعلاج من الإدمان في إحدى المصحات العلاجية ، وعقدت مؤتمرا صحفيا أمس الأول ، استغرق 20 دقيقة فقط ، للإعلان عن مشروع فيلمها الجديد Inconceivable ، الذي ستلعب بطولته وتنتجه أيضا ، ورفضت لينزي الإجابة عن أية أسئلة تتعلق بحياتها الشخصية وعلاجها في إحدى المصحات النفسية للمرة السادسة منذ يونيو الماضي ، مؤكدة أنه الوقت المناسب للعودة لعملها ، ووصف المقربون منها لصحيفة أسوشيتد برس أنها تريد أن يكون أول ظهور لها من خلال مهرجان صندانس كبداية طازجة على حد تأكيدها لهم. ونظرا لانها دائما ضيف شبه دائم على المهرجانات السينمائية باعتبارها المتنفس الوحيد لصناعها بعيدا عن قيود حكومتها ، فإن السينما الإيرانية حظت باهتمام ومتابعة كبيرين خاصة الفيلم الوثائقي Sepideh: Reaching for the Stars للمخرجة بيريه مادسن الذي تم بيعه لموقع Apple's iTunes ، ليشاهده جمهور أمريكا الشمالية عبر الانترنت ، وقت عرضه بالمهرجان لأول مرة بالنسبة للسينما الإيرانية. وحظى المهرجان على مدى الأيام الماضية بحضور مكثف من الجمهور ، لدرجة نفاد تذاكر العرض ، مما دفع بعض الجمهور من النساء لحمل لافتات كتبن عليها مطلوب تذاكر. يذكر أن المهرجان يعقد الاحد المقبل حفل توزيع جوائزه ، في مسابقاته الأربع (اثنان منها للأفلام الروائية ، والأخريان للأفلام الوثائقية ، وكل من اثتين إحداها عالمية والاخرى أمريكية) ، وذلك بحضور مموله ومؤسسه المخرج والمنتج والممثل الأمريكي الشهير روبرت ريد فورد ، والذي كان قد أسس المهرجان لجذب شركات الإنتاج الهوليوودية للتصوير بمدينة يوتا مسقط رأسه ، لكن سرعان ماالتفتت الاستديوهات الكبرى إلى تلك الأفلام الذهبية الطازجة المعروضة به ، وقليلة التكلفة التي لن تكلفها سوى شراء حقوق توزيعها ، فباتت هي التي تجري وراء صناعها المشاركين بالمهرجان ، ففيلم مثل Little miss sunshine الذي عرض عام 2006 وحقق نجاحا مدويا ، دفع شركات الإنتاج الكبرى في هوليوود للتصارع عليه ، إلى أن استقر لدى فوكس ، التي اشترته ب10.5 مليون دولار فقط. كما تتابع شركات الإنتاج في هوليوود الأفلام القصيرة التي يقدمها شباب المخرجين ، لأنها وصناعها غالبا ما يكونون بذرة لنجاح جديد في هوليوود ، فالمخرجين جويل وإيثان كوين اللذين باتا بصمة سينمائية وعلامة تجارية مميزة في صناعة الأفلام ، وحصلا على الأوسكار عام 2007 عن فيلم No country for old men قدما إلى المهرجان وكانا مغمورين بفيلم Blood Simple ، الذي كان صرعة في صناعة الأفلام المستقلة وحقق نقلة نوعية للمهرجان وللسينما المستقلة ولهما أيضا. كذلك المخرجبول توماس أندرسون الذي قدم عددا من الاعمال الكبرى مثل There will be blood وThe master ، كانت شهرته من خلال صنع فيلم قصير كان قد أنتجه على حسابه من توفير مصروفه أثناء دراسته الجامعية ، وعرضه بالمهرجان ضمن برنامج الأفلام القصيرة ، فلفت الأنظار وحوله إلى فيلم روائي عام 1996 حمل اسم Hard Eigh ، وعرض في افتتاح مهرجان كان وقتها.