دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الإثنين، دول المنطقة إلى مواجهة ظاهرة الإرهاب والتكفير، بمساع مشتركة، آملا ولادة حكومة لبنانية جديدة تعيد الأمن والاستقرار إلى البلاد. وقال «ظريف» خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني عدنان منصور في مقر وزارة الخارجية اللبنانية بالعاصمة بيروت: «نعتقد بكل جدية أن ظاهرة الإرهاب والتكفير والتطرف تستهدف الجميع في هذه المنطقة وبالتالي نعتقد أن هذا التحدي المشترك لا يمكن أن نواجهه إلا من خلال مساع مشتركة». وأضاف: «هناك تحديات مشتركة تواجه إيرانولبنان وكل دول المنطقة، الأمر الذي يستدعي منا جميعا كشعوب وحكومات أن نوحد مساعينا لمواجهة أخطر ظاهرة مشؤومة تهدد هذه المنطقة بمستقبلها ومصيرها، ألا وهي ظاهرة الإرهاب والتكفير والتطرف». ومضى: «سياسة إيران الخارجية تتمثل في السعي إلى إقامة أفضل علاقات التعاون والأخوة والمودة بين إيران وكل دول المنطقة، ودول الجوار والسعودية تأتي في مقدمة هذه البلدان المهمة». وأضاف أن إيران والسعودية بإمكانهما أن «تلعبا دورا بارزا في استتباب الأمن والهدوء والاستقرار في ربوع هذه المنطقة». وقال «ظريف» إن زيارته إلى لبنان اليوم ترافقت مع مبادرات سياسية جديدة «فتحت آفاقا رحبة من أجل المزيد من التلاقي والوحدة بين الفرقاء السياسيين في لبنان». وبشأن الأزمة السورية، قال «ظريف» إن إيران لا تضع وترفض أي شروط مسبقة لحضور مؤتمر جنيف 2 (المقرر يوم 22 من الشهر الجاري)، مبديا استعدادها للمشاركة في حال وجهت إليها دعوة رسمية. وقال إن حضور إيران في المؤتمر «يمكن أن يلعب دورا لبلوغ حل سياسي للأزمة السورية»، وإن «الأطراف التي تضغط من أجل عدم إشراك طهران في المؤتمر، ستندم في المستقبل». وعن العلاقات الثنائية بين لبنانوإيران، قال «ظريف»: «نأمل أن نضع في المستقبل القريب كل مذكرات التفاهم التي وقعت في السابق في شتى المجالات حيز التنفيذ». من جهته قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور إن زيارة «ظريف» للبنان تكتسب أهمية كبيرة نظرا لما تشهده المنطقة من أحداث وما يربط إيرانبلبنان من علاقات مميزة. وتابع أن مباحثاته مع «ظريف» تناولت القضايا المهمة في المنطقة، وعلى رأسها ما يجري حاليا في سوريا، واعتبر أن الأزمة السورية تلقي بظلالها على لبنان والمنطقة والعالم، ومسألة الإرهاب اليوم هي «نتيجة لما يحدث في سوريا». ومضى: «لبنان تتوافق مع إيران بأن الحل في سوريا لا يمكن أن يكون إلا سياسيا وعبر الحوار، ولبنان يتطلع إلى مؤتمر جنيف 2 من أجل حل الأزمة السورية».