هذا وقت لوقفة من علماء الأمة المسلمة. يقترن الإرهاب بدين الإسلام. لم تعد فى العالم- تقريبًا- تنظيمات إرهابية غير منتمية للدين الإسلامى. قليل منها هنا وهناك. أقل تأثيراً. أضعف دورًا. كل مناطق العالم المتوترة تقريبا توجد بها تنظيمات إرهابية متأسلمة: مصر- العراق- سوريا-ليبيا -لبنان-اليمن -الصومال - أفغانستان- باكستان- إلى آخر ذلك. يحتاج هذا إلى وقفة معلنة وصريحة. غير خائفة. تقول كلمة لا جدال فيها حول الإسلام والإرهاب. لا يكفى تصريح هنا. أو تصريح هناك. حشد من العلماء والمؤسسات الدينية يجب أن يجلسوا معنا. يتدارسوا. يعلنوا كلمة واحدة للعالم كله. للمسلمين قبل العالم. يدافعوا عن الدين الإسلامى. العقيدة السمحة. النبيلة. التى تقبل بالآخر. يضعوا حدا فاصلا بين الإسلام والإرهاب، ينفوا عنه الارتباط بالدم. أن يمحوا هذه العلاقة المفتعلة بينه وبين الجرائم التى ترتكب باسمه. فى كل يوم تصل رسالة للعالم بأن القنبلة التى تنفجر لابد أن يكون لها علاقة بجماعة دينية. أرسل شيخ الأزهر وفدا دعويا إلى المنصورة. بعد جريمة مديرية الأمن، خطب إمام أزهرى فى مسجد النصر رافضا الإرهاب. زار الوفد عددا من المصابين فى المستشفيات. هذا عمل يجب تقديره. لكن المطلوب أهم وأبعد. علماء السعودية ومصر وآسيا وتركيا يجلسون معا فى مؤتمر دولى. حشد كبير. يتفقون فيه على رسالة محددة. يخلعون عن أنفسهم أردية الخوف. يتخلون عن الحسابات. يقولون للمسلمين والعالم إن الدين براء من كل هذا. براء من جريمة المنصورة. من جريمة مدينة نصر. من جريمة بيروت. من جريمة بغداد. يضعون حدا فاصلا. يقولون إن الدول فقط هى التى يكون بيدها اتخاذ قرار العنف القانونى. أى عنف غير ذلك يكون إرهابا وجريمة. أسئلة كثيرة يحتاج العلماء للإجابة عنها. قبل أن يجيبوا عنها يتفقون. يتناقشون. لا يتركون ثغرة بينهم. يردون على كل الدفوع الدينية التى يقدمها الإرهابيون. يردون على من يجيز قتل الحاكم. يبيح قتل الضابط. يعتبر تفجير المواطن فعل خير. من يضع نفسه وصيا على البشرية. من يرى أن فى يده كل مفاتيح العلم. يمر كل هؤلاء الإرهابيون من خلافات العلماء. أيضا من خوف بعضهم. ممن يعرفون الحق ويسكتون عنه. بعض المنتسبين للعلماء لا ينطقون. يكتمون الشهادة. أو يتواطأون مع الإرهابيين. يخفون النصيحة. تأخر ذلك كثيرا. ظهر من بين العلماء الدكتور عمر عبدالرحمن. ظهر من بينهم يوسف القرضاوى. من على هذا النمط يحبذ بعض الإرهاب. لا يدينه. يفتى بجوازه. يقبل به. مؤسسات الدين يجب أن تدافع عن سمعته. تقول كلمتها. لا يمكن أن يتبعثر الرأى الذى يؤكد سماحة الدين بهذه الصورة. كم عالما علق على الإرهاب فى المنصورة؟. كم عالما سوف يدين جريمة اغتيال الوزير اللبنانى محمد شطح؟. كم عالما سوف يجد تبريرا لفعل هذا أو ذاك؟. كم شخصا ملتحيا سوف يسرق من العلماء مسؤوليتهم؟. هذا واجبهم. واجب الوقت. يستوجب وقفة الآن. [email protected]