رغم افتخار الرياضة دائمًا باستقلاليتها التامة عن السياسة، نجحت قضايا حقوق الإنسان في النهاية في أن تطغى على أبرز الأحداث الرياضية التي حدثت عام 2013، والتي كان أبرزها تتويج المنتخب البرازيلي ببطولة كأس القارات بالبرازيل. وتُوج المنتخب البرازيلي باللقب وسط احتجاجات شعبية ملأت الشوارع الرئيسية بالعديد من المدن البرازيلية. كما فاز العداء الجامايكي الأسطوري أوسين بولت بثلاث ميداليات ذهبية أخرى خلال بطولة العالم لألعاب القوى التي استضافتها روسيا. وأثارت الاحتجاجات التي كانت الشوارع البرازيلية تموج بها أثناء كأس القارات، القلق قبل إقامة نهائيات كأس العالم العام المقبل، كما جاء مقتل عمال البناء بالملاعب التي ستستضيف مباريات المونديال لتضاف إلى المشاكل التي تعاني منها البرازيل والاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا». وكانت حقوق العمال قضية رئيسية بالنسبة لقطر التي ستنظم مونديال عام 2022، بعد وفاة العديد من العمال المهاجرين هناك أثناء عملهم في بناء الملاعب التي ستقام عليها البطولة. ويتابع «فيفا» بترقب شديد أيضًا الأحوال في روسيا التي ستنظم نهائيات كأس العالم 2018، ولكنها الآن تعيش أجواء تنظيم دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في منتجع سوتشي، والمقرر في شهر فبراير المقبل. وتقام هذه الدورة الأوليمبية وسط ضغوط متزايدة على روسيا، بسبب الميزانية الضخمة التي وضعتها لاستضافة هذه الدورة الشتوية، بالإضافة لقانون حظر المثلية الجنسية المثير للجدل، والذي أقرته الحكومة الروسية في وقت سابق هذا العام. ولا تزال كرة القدم تواجه آفة التلاعب في نتائج المباريات، في حين تصدرت قضايا تعاطي المنشطات العناوين الرئيسية في عام 2013 . وتسبب تورط العديد من الرياضيين في تركيا في قضايا متعلقة بتعاطي المنشطات، بالإضافة لاندلاع المظاهرات ضد سياسات الحكومة التركية، في فشل إسطنبول في الحصول على شرف تنظيم دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية عام 2020، والتي منحتها اللجنة الأوليمبية الدولية للعاصمة اليابانية طوكيو، رغم القلق المثار حول محطة فوكوشيما النووية التي تعرضت للضرر جراء الزلزال الضخم الذي وقع في اليابان عام 2011. وينتظر البرازيليون بفارغ الصبر إقامة نهائيات كأس العالم صيف العام المقبل، في ظل الآمال المعقودة على المنتخب البرازيلي للفوز بالبطولة للمرة السادسة في تاريخه، خاصة بعد فوز الفريق بقيادة المدرب لويس فيليب سكولاري بكأس القارات، يونيو الماضي. وتُوج الفريق بلقب كأس القارات بعدما سحق نظيره الإسباني بطل العالم وأوروبا «3-0»، في نهائي البطولة باستاد ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو. ويواجه المنتخب البرازيلي نظيره الكرواتي في افتتاح المونديال 12 يونيو المقبل، بعدما أوقعتهما القرعة في المجموعة الأولى مع منتخبي المكسيك والكاميرون، بينما تستهل إسبانيا حملة الدفاع عن اللقب بمواجهة منتخب هولندا في مواجهة مكررة لمباراتهما في نهائي المونديال السابق عام 2010 بجنوب أفريقيا. وأقيمت كأس القارات في البرازيل وسط مظاهرات شعبية صاخبة، احتجاجًا على ارتفاع أسعار تذاكر وسائل النقل وقضايا الفساد التي انتشرت بالبرازيل وضعف مستوى الخدمات العامة، بالإضافة للمليارات التي أنفقت على تنظيم كأس العالم ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2016 في ريو دي جانيرو. وجاء مقتل عدد من عمال البناء في ملعبي ساو باولو وماناوس، ليشكل صداعًا حقيقيًا للقائمين على البطولة، الذين يعانون بالأساس من مأزق عدم الانتهاء من بناء الملاعب التي ستستضيف مباريات البطولة. وفي المقابل، كان العام الحالي من أفضل الأعوام التي مرت على فريق بايرن ميونخ الألماني لكرة القدم، وتُوج خلاله بالثلاثية التاريخية «دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا»، تحت قيادة المدرب السابق يوب هاينكس، قبل أن يقود خليفته الإسباني بيب جوارديولا الفريق البافاري للفوز بكأس السوبر الأوروبي، ثم بلقب كأس العالم للأندية التي اختتمت مؤخرًا بالمغرب. وحافظ بايرن على سجله خاليًا من الهزائم طوال مبارياته في الدوري الألماني «بوندزليجا» هذا العام للمرة الأولى في تاريخه. وشهد صيف العام الحالي أيضًا اعتزال اثنين من كبار المدربين في أوروبا، هما يوب هاينكس وسير أليكس فيرجسون، الذي أنهى مسيرة حافلة مع فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي امتدت على مدار 27 عامًا، وذلك بعدما قاد الفريق للفوز بالدوري الإنجليزي الموسم الماضي، ليخلفه ديفيد مويس في منصبه، والذي يعاني حاليًا من العديد من المشاكل مع الفريق الذي ساءت نتائجه تحت قيادته. وعاد برشلونة للفوز مجددًا بالدوري الإسباني هذا العام، بينما خرج غريمه التقليدي ريال مدريد خال الوفاض ليقرر رئيس النادي فلورنتينو بيريز ضم النجم الويلزي جاريث بيل، في صفقة قياسية خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، ليصبح مع زميله في الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو أغلى لاعبين في العالم حاليًا. وشهد العام الحالي أيضًا على نجاح هائل للرياضة في ألمانيا، وبعد أشهر قليلة من لقاء بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند في نهائي دوري الأبطال لكرة القدم، تُوج السائق الألماني سيباستيان فيتيل ببطولة العالم لسباقات السيارات «فورمولا1» للموسم الرابع على التوالي، كما فاز الألماني توماس باخ برئاسة اللجنة الأوليمبية الدولية ليخلف البلجيكي جاك روج. ويبرز أولمبياد سوتشي الشتوي، والذي يقام من السابع حتى 23 فبراير المقبل، كأول دورة تقام في فترة رئاسة «باخ» للجنة الأوليمبية الدولية. وتعاني الدورة من جدل هائل حول قضايا حقوق الإنسان وقانون حظر الدعاية للمثليين. وألقى هذا القانون بظلاله على بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت بالعاصمة الروسية موسكو، بعدما أثارت نجمة ألعاب القوى الروسية إيلينا إيسينباييفا ضجة كبيرة، حينما أشارت إلى أن الروس يفضلون العيش في علاقات تقليدية. وأكدت البطولة نفسها أن العداء الجامايكي «بولت» هو إحدى الأساطير الرياضية، بعدما فاز بثلاث ميداليات ذهبية للمرة الرابعة في بطولات العالم والدورات الأوليمبية، وذلك عقب فوزه بسباقي 100 و200 متر حرة بالإضافة لسباق التتابع 4 × 100 متر مع الفريق الجامايكي. وتفوق «بولت» بينما أخفق منافساه الأمريكي تايسون جاي والجامايكي أسافا باول، في اختبارات المنشطات قبل انطلاق البطولة. واعترف الدراج الشهير لانس آرمسترونج أخيرًا في يناير الماضي بتناوله المنشطات، بعدما جرد من ألقابه السبعة التي أحرزها في سباق فرنسا الدولي للدراجات «تور دي فرانس» العام الماضي. وشهد السباق هذا العام فوز دراج بريطاني باللقب للعام الثاني على التوالي، حيث توج به كريس فروم، بعدما ارتدى القميص الأصفر في ظل غياب برادلي ويجينز بطل عام 2012 . ورغم النجاح الذي حققه هذا العام، توارى فروم خلف إنجاز نجم التنس البريطاني أندي موراي، الذي أحرز لقب بطولة إنجلترا المفتوحة «ويمبلدون»، ليصبح أول بريطاني يحقق هذا الإنجاز منذ 67 عامًا، وذلك بفوزه على الصربي نوفاك ديوكوفيتش في المباراة النهائية. وشهد 2013 أيضًا تتويج نجم التنس الإسباني رافائيل نادال بلقب بطولة فرنسا المفتوحة «رولان جاروس» للمرة الثامنة في تاريخه ليحقق رقمًا قياسيًا فريدًا. وأعربت الجماهير الهندية عن أسفها لإعلان نجم الكريكيت ساشين تندولكر، اعتزاله اللعب في نوفمبر الماضي، كما تعرضت أيضًا لخيبة أمل كبيرة عقب خسارة البطل الهندي فيسفاناثان أناند لبطولة العالم في الشطرنج أمام النرويجي الشاب ماجنوس كارلسن. وأصبحت السباحة الأمريكية ميسي فرانكلين، أول سيدة تحصل على ست ميداليات ذهبية في بطولة العالم للسباحة، كما أحرز مواطنها تيد ليجيتي ثلاث ذهبيات في بطولة العالم للتزلج على الجليد، وفازت السلوفينية تينا ماز بكأس العالم للتزلج على الجليد، وحققت رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد النقاط التي حصلت عليها. واستفادت «ماز» من الإصابات المتلاحقة التي عانت منها منافستها الأمريكية ليندسي فون، والتي ترتبط حاليًا بعلاقة عاطفية مع أسطورة الجولف تايجر وودز، الذي خرج خالي الوفاض من بطولات الجولف الكبرى هذا العام، بعدما فاز مواطنه فيل ميكلسون ببطولة بريطانيا المفتوحة والأمريكي الآخر جاسون دافنر بالدوري العالمي والأسترالي آدم سكوت ببطولة الأساتذة والإنجليزي جاستن روز ببطولة أمريكا المفتوحة. وشهد 2013 أيضًا مقتل ثلاثة أفراد وإصابة أكثر من 250 في تفجيرات بالقرب من خط النهاية لماراثون بوسطن، حيث قتل أحد المشتبه بهم في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بعد بضعة أيام من وقوع الحادث الإرهابي، ويواجه شقيقه «المتهم الآخر» 30 تهمة. وتصدر العدّاء الجنوب أفريقي مبتور الساقين، أوسكار بيستوريوس، عناوين الصحف عقب اتهامه بقتل صديقته ريفا ستينكامب متعمدًا، بعدما أطلق النار عليها في منزله في شهر فبراير الماضي.