نجحت جماهير الاتحاد السكندرى التى احتشدت أمام مقر النادى، الجمعة، فى مظاهرة حاشدة أطلقوا عليها «جمعة التطهير» فى إجبار مجلس إدارة النادى برئاسة محمد مصيلحى على التقدم باستقالة جماعية إلى حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، فيما عدا الثنائى طارق الصباغ والسيد الثعلبى اللذين رفضا التوقيع على الاستقالة. وبدأت الأحداث عندما توافدت أعداد كبيرة من جماهير وأعضاء النادى على مقر النادى بالشاطبى منذ صباح الجمعة، حاملين لافتات تطالب بسقوط المجلس والتغيير مع تأكيدات قياداتهم ب«سلمية» الوقفة الاحتجاجية. يأتى ذلك بعدما فشل المجلس فى تنفيذ وعوده الانتخابية وتذيل فريق الكرة الأول ترتيب جدول الدورى الممتاز قبل توقف النشاط الرياضى بسبب ثورة 25 يناير. وتصاعدت حدة التوتر مع تزايد أعداد المتظاهرين، وإصرارهم على اقتحام بوابة النادى، وإسقاط صورة رئيس النادى، وعند الساعة الثالثة عصراً أعلن جاسر منير، مدير عام النادى، عن تقدم المجلس باستقالة جماعية امتثالاً لرغبة المتظاهرين، وحملت الاستقالة توقيع كل من محمد مصيلحى، رئيس النادى، ونائبه على سيف، والأعضاء شريف الحلو وأشرف صدقى وزينب محمود، فى الوقت الذى رفض فيه السيد الثعلبى وطارق الصباغ التوقيع اعتراضاً منهما على النهج الذى اتخذه المتظاهرون تجاه شرعية المجلس، مطالبين بعقد جمعية عمومية غير عادية لسحب الثقة من المجلس. وتفاقمت الأحداث عندما تدخل أمن النادى، وأنصار مصيلحى لفض التظاهرة وإقناع المتظاهرين بشرعية المجلس، واستخدمت الجماهير الأسلحة البيضاء والشماريخ فى ترويع الأعضاء، الأمر الذى نتج عنه العديد من الإصابات لبعضهم، ولجوء أعضاء النادى للفرار من الأبواب الخلفية هرباً من الاشتباكات التى لم تنته إلا بتدخل القوات المسلحة لفضها والسيطرة على زمام الأمور داخل النادى. وهاجمت الجماهير الغاضبة بعض الإعلاميين المتواجدين لتغطية الأحداث، الأمر الذى وصل إلى اشتباك بعضهم مع مراسل قناة «مودرن سبورت» بالإسكندرية تعليقاً على سياسة القناة فى مؤازرة النظام السابق طوال الفترة الماضية. وقال شريف الحلو فى تعليقه على قرار المجلس بالاستقالة تنفيذاً لمطلب الجماهير وحقها فى التعبير: «لا أقبل أن أكون عضواً فى مجلس إدارة رفضه الأعضاء، وحدث بسببه اشتباك تم خلاله إراقة الدماء من أجل أشخاص بأعينهم». فيما أكد طارق الصباغ الذى رفض التوقيع على الاستقالة الجماعية للمجلس أن الجمعية العمومية هى الجهة الوحيدة التى لها الحق فى إقالة مجلس الإدارة، وقال: «ما حدث داخل النادى مهزلة بعيدة كل البعد عن الأخلاق الرياضية، لاسيما مع تواجد عناصر مندسة وسط المتظاهرين السلميين يمثلون قلة مأجورة لصالح أشخاص بأعينهم يستهدفون زعزعة استقرار النادى». وأشار الصباغ إلى أن استقالة مصيلحى تأخرت خاصة أنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنظام السابق من خلال انتمائه للحزب الوطنى. ودعا الصباغ إلى تكوين لجنة حكماء من نجوم ورموز النادى لإدارة شؤونه وانتشاله من المأزق الحرج لحين عقد أقرب جمعية عمومية. وطالب الصباغ المسؤولين بإلغاء بطولة الدورى هذا الموسم، مؤكداً أن الحالة الأمنية التى تشهدها البلاد فى الآونة الأخيرة لا تسمح بإقامة مباريات.
