لقد رأيت أن أنقل إليكم تحية أبناء مصر فى المهجر، الذين لم يغمض لهم جفن، وهم يتابعون ثورتهم المباركة حتى تحقق النصر، فأقاموا الأفراح وأشادوا بأداء إخوتهم وأبنائهم وشهدائهم الأبطال.. ولهم «رسالة حب» إلى شباب مصر ألخصها فيما يلى: ■ إن ما حدث على أرض مصر فى أقل من ثلاثة أسابيع هو معجزة بكل المقاييس وإنجاز عظيم يستحق عليه شبابنا كل التقدير والاحترام، إن مصر ما بعد 25 يناير هى مصر الأمل والمستقبل، وما تحقق من مكاسب تجاوز كل الآمال والأحلام التى كانت تراود شعب مصر، بل والكثير من شعوب العالم، التى تنظر إلى شعب مصر الآن كقدوة لها فى طريقها نحو الحرية والديمقراطية.. وأن ما قدمه شهداء تلك الثورة من أرواح ودماء هو وسام على صدر مصر، سيبقى حيا فى قلوب كل المصريين إلى يوم الدين. ■ تحية واجبة لشباب مصر الواعد الصاعد، وتحية من القلب للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على أدائه المشرف خلال أيام الثورة وبعدها بالسير قدماً نحو تعديل الدستور وإعادة انتخاب مجلسى الشعب والشورى وانتخاب أول رئيس للجمهورية عن طريق الانتخاب الحر والنزيه وتسليم إدارة البلاد إلى حكومة مدنية مخلصة، تعمل من أجل مصر وتحقق الرخاء لشعبها العظيم.. وسلمت أيديكم يا أبطال مصر فى الحرب والسلام. ■ لابد لزعماء تلك الثورة من شباب مصر أن يحرصوا على أن تجنى مصر ثمار ما قدمه أبناؤها من تضحيات، بأن تستمر تلك الثورة لتبعث عصراً جديداً من العمل الجاد والمخلص ورفض كل سلبيات الماضى من الرشوة والمحسوبية، وكشف كل أنواع الفساد وانتهاء عصر الأنامالية والسير فى ركب الأمم المتقدمة وبناء مصر الجديدة على أسس من العدل والمساواة ونثق- بعد المولى عز وجل- فى قدراتنا وثرواتنا وإرادتنا التى صنعت المستحيل فى إعادة مصر إلى الحياة ومحاصرة محاولات البعض فرض مصالحه الشخصية على مصلحة الوطن، وليكن شعارنا اليوم (دقت ساعة العمل الجاد) والوقوف أمام كل من تسول له نفسه أن يفسد علينا فرحتنا ويهز عرش اقتصادنا ولا تأخذوا إخوتكم وأبناءكم من الشرطة المصرية بجريرة بعض القادة الفاسدين.. فهم عين مصر الساهرة.. أصلحوا ما أفسده بعض السفهاء ليعود إلى مصر الأمن والأمان. ■ مصر هى أم الدنيا والبلاد العظيمة والعريقة لا ترفع الحذاء فى وجه زعمائها.. العالم كله ينظر إلينا بكل التقدير والإعجاب، ومن المؤكد أننا سنحظى بقدر أكبر من الاحترام والتقدير إذا تعاملنا مع زعمائنا بالقانون وليس بشريعة الغاب.. فكل من أخطأ فى حق شعبه يستحق العقاب وكل من أهدر أو سرق مالاً يقدم للمحاكمة، ولابد أن تعود أموال الشعوب المنهوبة من بنوك سويسرا ولندن وغيرها، ولكن لابد أن نعطى لزعمائنا حق قدرهم حتى وهم يقدمون للمحاكمة ولا تستمعوا لشائعات تسمم حياتكم عن مليارات هربت حتى تتحققوا من صدقها.. وعندئذ قدموا السارق والمهرب إلى مقصلة العدالة لينال جزاءه.. لا تشوهوا الماضى حتى لا تفسدوا الحاضر وتعيدوا بناء مستقبل مصر العظيمة فى إطار من القيم والأخلاق النبيلة التى تحليتم بها خلال ثورتكم المباركة. أستاذ إدارة الأعمال- كندا [email protected]