اتخذ قادة الولاياتالمتحدة وأوروبا والأمم المتحدة موقفا أقل تشددا تجاه النظام المصرى، الأحد. فبعد سلسلة من الدعوات المطالبة بانتقال السلطة «فوراً»، اتفق الزعماء المشاركون فى مؤتمر الأمن العالمى فى مدينة ميونيخ الألمانية على أن الرئيس حسنى مبارك يجب أن يبقى فى منصبه، لضمان «انتقال منظم» إلى الديمقراطية و«تجنب حدوث فراغ» فى السلطة يؤدى إلى «الفوضى»، فيما شهدت عدة دول مظاهرات تضامن مع مصر. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، أمس، بعد مشاركته فى مؤتمر ميونيخ: «نريد أن تتم عملية انتقال السلطة بشكل منظم وسلمى دون أى تأثيرات سلبية على السلام والاستقرار فى المنطقة»، واعتبر الدبلوماسى الأمريكى فرانك ويزنر، الذى سيوفده الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى مصر الأسبوع المقبل، أن الرئيس مبارك ينبغى أن يبقى فى السلطة لضمان إنجاز المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية. وقال «ويزنر» فى كلمته أمام مؤتمر ميونيخ عبر الأقمار الصناعية من واشنطن: «يجب التوصل إلى تفاهم وطنى حول الظروف المناسبة للانتقال إلى المرحلة التالية، وعلى الرئيس أن يبقى فى منصبه لتطبيق هذه التغييرات». ورأى «ويزنر» أن «بقاء مبارك رئيسا للبلاد أمر حيوى، إنها فرصة له لتحديد ماذا سيترك خلفه، لقد كرس ستين عاما من حياته فى خدمة بلاده، إنها اللحظة المثالية بالنسبة إليه لتحديد المسار الواجب سلوكه». وقال مسؤولون أمريكيون إن تصريحات ويزنر أدلى بها بصفته الشخصية كخبير، ولا تعكس موقف إدارة أوباما. لكن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أكدت فى المؤتمر نفسه أن بلادها تؤيد جهود السلطات المصرية، من أجل صياغة منظمة لإصلاحات تسمح بإجراء انتخابات ديمقراطية. وقالت كلينتون أمام مؤتمر ميونيخ: «من المهم دعم عملية الانتقال التى أعلنتها الحكومة المصرية، التى يتزعمها فعليا نائب الرئيس عمر سليمان». وأوضحت كلينتون أن «الرئيس مبارك أعلن أنه لن يرشح نفسه مرة أخرى، ولن يرشح ابنه» مشيرة إلى أن الحكومة تعهدت أيضا بإجراء إصلاحات دستورية، والسماح بمشاركة سياسية أكبر. وقالت: «هذا ما ندعمه ونأمل أن نرى ذلك يتحرك بشكل منظم، ولكن بأسرع ما يمكن فى ظل هذه الظروف». وأضافت أن كل قطاعات المجتمع المصرى يجب أن تتحلى بالصبر، وأن تساهم فى تحقيق الديمقراطية. وحذرت كلينتون من وجود مخاطر مع الانتقال إلى الديمقراطية، وقالت: «يمكن أن تحدث فوضى، ويمكن أن يحدث عدم استقرار على المدى القصير». ورحبت كلينتون، بحذر، بمشاركة الإخوان المسلمين فى الحوار الوطنى، وقالت أن واشنطن ستنتظر لترى كيف ستتطور هذه المحادثات. وفى كلمتها أمام المؤتمر، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: «يجب أن يكون هناك نوع من عملية الانتقال المنظم، وتجنب حدوث فراغ فى السلطة». وأضافت: «أعتقد أن إجراء انتخابات سريعة فى بداية عملية للتحول الديمقراطى سيكون خطأ». وأكد رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، خلال مشاركته فى المؤتمر، أن أوروبا ليس دورها أن «تشير بإصبعها لتقول من هو الزعيم، الذى يجب أن يذهب». وقال كاميرون: إن الانتقال إلى قيادة جديدة وعمل إصلاح سياسى فى مصر ضروريان، لأن التأجيل سيؤدى إلى دولة غير مستقرة. ولكنه أكد أن بناء الديمقراطية فى بريطانيا نفسها استغرق مئات السنين لغرس قيم التسامح، مما يوضح أن تطور الديمقراطية عملية مستمرة وليس حدثا. كان البيت الأبيض أعلن أن أوباما أجرى اتصالات مع عدد من قادة الدول حول الأوضاع فى مصر، وقال البيت الأبيض فى بيان إن أوباما أكد الحاجة إلى «عملية انتقالية منظمة وسلمية تبدأ الآن نحو حكومة تمثل تطلعات الشعب مع إجراء مفاوضات ذات مصداقية بين الحكومة والمعارضة». وأضاف البيان أن واشنطن اعتبرت استقالة قيادات الحزب الوطنى «خطوة إيجابية». كما أشاد نائب الرئيس الأمريكى السابق ديك تشينى بالرئيس مبارك، وقال «تشينى»، خلال لقاء لتكريم الرئيس الأمريكى الراحل رونالد ريجان فى كاليفورنيا، إن الرئيس مبارك «رجل صالح، إنه صديق صالح وحليف للولايات المتحدة، ونحتاج لتذكر ذلك».
