اعتصام أعقبه إضراب عن الطعام قرره أمس المئات من أهالى قرية «دكسن»، التابعة لمركز شربين، الدقهلية، احتجاجا على تجاهل اللواء سمير سلام، محافظ الدقهلية، اعتصامهم الذى بدأ الجمعة الماضى داخل مسجد القرية، للمطالبة برصف الطريق الوحيد الذى يربط القرية بطريق كفر الوكالة شربين الرئيسى وإنشاء مدرسة ومستشفى. الاعتصام أخذ شكلا جديدا، إذ استقر الرجال داخل المسجد، فيما حاصرت النساء المسجد لمنع دخول أو خروج أحد منه. وأكد الأهالى أن الأمطار الغزيرة، التى سقطت خلال الأسبوع الماضى، حوّلت الطريق الوحيد الذى يربط القرية بالقرى المجاورة والطريق الرئيسى إلى «برك» منعت الطلبة من الذهاب لمدارسهم فى القرى المجاورة لأداء امتحانات نصف العام، كما حرمت الموظفين من الذهاب إلى وظائفهم. وأكد الأهالى أنهم لم يخرجوا من القرية قبل أسبوع كامل بسبب سوء حالة الطريق. زوار القرية أيضا يعانون، حيث ترفض كل وسائل المواصلات الدخول إليها، بسبب سوء حالة الطريق، ولا يصبح بإمكان زائرها سوى استخدام العربات الكارو. محمود طنطاوى، واعظ المسجد، أحد الأهالى المعتصمين، أكد أن وضع القرية لا يرضى أحداً، حيث تنعزل تماماً عن العالم لمجرد سقوط أمطار وقال عبدالسلام محمد عيسى، أحد الأهالى المعتصمين: «ابنى مات على إيدى الأسبوع الماضى بعد إصابته بأنفلونزا الطيور لأننى لم أتمكن من الخروج به من القرية لأقرب دكتور أو مستشفى فحملته على يدىّ وجريت فى الطين لكنه مات فى الطريق». وقال باكيا: «يعنى لو كان فيه طريق كنت نقلته للمستشفى حتى ولو فى توك توك.. منهم لله المسؤولين اللى سايبينا نموت». وأضاف عبدالحميد فرج العقباوى، أحد الأهالى المعتصمين: «زوجتى مصابة بالسرطان وتتوجه إلى دمياط لأخذ جرعة الكيماوى لكن الأمطار وانقطاع الطريق منعاها من الخروج الأسبوع الماضى لأخذ الجرعة، وإحدى جاراتنا ماتت على عربة كارو فى الطريق أثناء نقلها للمستشفى فى قرية كفر الوكالة بعد إصابتها بنزيف أثناء الولادة». وأكد عماد حيزة، أحد الأهالى، أن القرية أنشئت عام 1948، ورغم ذلك لا توجد بها مدرسة ولا مستشفى ولا طريق مرصوف يربطها بما حولها، ويعيش الأهالى معزولين عن العالم وكأنهم فى العصور الوسطى. ورغم انتقال المهندس الحسينى على إبراهيم، سكرتير عام المحافظة، إلى موقع اعتصام الأهالى، فإنهم رفضوا فض اعتصامهم، وأكدوا عزمهم مواصلته لحين حضور المحافظ وحل جميع مشاكلهم. وأكد الأهالى أن مأمور مركز شربين هددهم بالاعتقال لرفضهم فض الاعتصام، فقرروا الإضراب عن الطعام ومواصلة الاعتصام.