أكدت قيادات شعبية وكنسية أن حادث كنيسة «القديسين» يعد «ضارة نافعة»، لأنه كشف عن ضرورة إعادة ترتيب البيت من الداخل، مطالبين بغلق القنوات الفضائية، التى تثير الفتنة الطائفية وتدعو إلى التمييز بشكل أو بآخر، فيما حذرت قيادات دينية من انتشار فيروس الطائفية وتقسيم الوطن على أسس عرقية ودينية ولغوية. قال المستشار أحمد عوض، رئيس المجلس الشعبى المحلى للمحافظة، إن التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين شىء مهم جداً، مشيراً الى أن المجتمع المصرى لم يشعر على الإطلاق بوجود فروق دينية أو عقيدية، إلا أن هذه الفروق بدأت فى الظهور خلال الآونة الأخيرة بسبب الاحتقان الحادث فى الشارع المصرى. وأكد عوض – خلال الملتقى الحوارى الأول الذى نظمته الكنيسة الإنجيلية فى الإسكندرية، تحت عنوان «مستقبل التعايش المشترك فى المجتمع المصرى»، مساء أمس – أن حادث كنيسة القديسين ينطبق عليه القول المأثور «رب ضارة نافعة»، لأنه كشف ضرورة إعادة ترتيب البيت من الداخل، وتنظيف الجُرح مما علق به خلال السنوات الأخيرة من فتن وتمييز، مشدداً على ضرورة أن تلعب الأسرة والمدرسة دوراً كبيراً فى معالجة الاحتقان الطائفى من خلال التوعية. وانتقد أحمد عوض الخطاب الدينى غير المعتدل ووصفه ب«أُس الفساد»، مطالباً بضرورة اتسامه بالموضوعية والمصداقية والبعد عن الاستفزاز السياسى والدينى واستنفار الأمة ضد الآخر بلا داع، وكذا الإعلام الذى اعتبره أهم وسيلة لتوصيل المعلومات. وقالت الدكتورة بهية شاهين، عضو المجلس القومى للمرأة أستاذ الآثار اليونانية الرومانية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، إن الأمة فى حاجة ماسة إلى الخطاب الدينى المستنير، الذى يدعو الى الخلق الحسن، ويستند إلى ثوابت محددة وصريحة فى القرآن والإنجيل، بعيدة عن الاجتهادات الشخصية التى تتمايل على هوى أصحابها، لأنه ليس هناك أكثر من الدين سلطاناً على العقل والقلب. وأيدت شاهين اقتراح الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بخصوص إنشاء بيت العائلة المصرية لتأكيد الوحدة الوطنية بين عنصرى الأمة، مطالبة بغلق القنوات الفضائية التى تثير الفتنة الطائفية وتدعو للتمهيد لها من خلال ضيوفها أو برامجها. وقال الدكتور القس راضى عطا الله إسكندر، راعى الكنيسة الإنجيلية فى العطارين رئيس مجمع الدلتا الإنجيلى الكنسى، إن التعايش المشترك كان قائماً حتى نهاية القرن العشرين، ولم يكن هناك توتر أبداً فى العلاقة بين المسلمين والمسيحيين رغم وقوع العديد من الأحداث. وحذر إسكندر من انتشار ما سماه «فيروس الطائفية»، وأن يصبح مرضاً مزمناً يأكل الأخضر واليابس، مشدداً على ضرورة العمل من أجل ابتكار سياسات جديدة تضمن الاندماج والتناغم والانسجام بين المسلمين والمسيحيين