أعلنت بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية تخصيص يوم السبت، لتلقى العزاء من الوفود الرسمية والأهلية فى ضحايا حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية. وصرح كميل صديق، سكرتير المجلس الملى بالإسكندرية، بأن القمص لويس مرقص سيكون على رأس مستقبلى المعزين، بالإضافة إلى أعضاء مجمع الكهنة بالإسكندرية وأعضاء المجلس الملى، فضلاً عن أحد الأساقفة العموميين، الذى سينوب عن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية. وتقرر أن يكون العزاء بمقر البطريركية بالكاتدرائية المرقسية بوسط الإسكندرية. ومن المنتظر أن يتوجه عدد كبير من أقباط الاسكندرية إلى دير مار مينا كينج مريوط الذي يبعد حوالي 65 كيلومتراً عن مدينة الإسكندرية للصلاة على أرواح الضحايا المدفونين بمقبرة جماعية بالدير. كان مجمع كهنة مدينة الاسكندرية أعلن عن عدم إقامة أي احتفالات بالعيد واقتصار الأمر على صلاة القداس فقط وعدم استقبال وفود من المسؤولين الرسميين الذين اعتادوا التوجه إلى الكنائس للتهنئة بالعيد. من جهة أخرى، أثارت تهديدات تنظيم القاعدة فى العراق مؤخراً باستهداف كنائس وأديرة جديدة فى الإسكندرية ونحو 120 رجل دين مسيحياً، مخاوف عدد من قساوسة المحافظة الساحلية، مطالبين بضرورة تصدى الدولة لهذه التهديدات وأخذها على محمل الجد، فيما قلل عدد آخر من القساوسة من خطورة هذه التهديدات، مؤكدين أنهم لن يتركوا كنائسهم وأن الرب سيحفظهم. وقال الدكتور كميل صديق، سكرتير المجلس القبطى الملى، رئيس لجنة الإعلام فى كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية، إن القاعدة أعلنت أنها ستستهدف 4 كنائس جديدة خلال أيام وهى: الأنبا تكلا ومارجرجس اسبورتنج ومارجرجس العجمى، بالإضافة إلى استهداف جديد لكنيسة القديسين، مطالباً بضرورة قيام الدولة بالتعامل مع هذه التهديدات وأخذها مأخذ الجد. وأضاف الدكتور راضى عطا الله إسكندر، رئيس مجمع الدلتا الإنجيلى، راعى كنيسة العطارين الإنجيلية بالإسكندرية، أن التهديدات لن تخيفنا، مشيراً إلى أن أزمة المواطنة وغياب التكاتف بين عنصرى الأمة مسلمين ومسيحيين ساهما فى استئساد القاعدة وتشجيعها على توجيه مثل هذه التهديدات إلى الكنائس والأديرة فى الإسكندرية، خاصة أن هناك بعض الشبكات غير الشرعية تدعى شبكة شموخ الإسلام، أعلنت عن قائمة اغتيال ورد فيها أسماء نحو 120 قساً ورجل دين قبطياً. من جانبه، أكد القس وجدى نصيف، راعى كنيسة الأدفنتست السبتيين فى الإسكندرية والدلتا، أن الأقباط لن يتركوا كنائسهم على الإطلاق، وأنهم سيصلون وسيقيمون القداسات الإلهية والترانيم، لأن الكنائس دور عبادة لله والرب سيحفظها من كل مكروه وسوء. ومن ناحية أخرى، قال الدكتور عبدالرحمن نصار، إمام وخطيب مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية إن التهديدات الأخيرة تهدف إلى إشعال الفتنة مجدداً بين قطبى الأمة، موضحاً أن منفذى الحادث لا يرغبون فى تقديم أى صورة إيجابية عن المسلمين لدى إخوانهم من الأقباط. وأضاف نصار فى تصريحات ل«المصرى اليوم» أن الحادث الأخير جعل الأمن أكثر يقظة، وأن تفكير الإرهابيين فى أى حادث فى ذلك الوقت يعتبر درباً من المحال - على حد قوله، مطالباً فى الوقت ذاته بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية على الكنائس، حرصاً على عدم تكرار الحادث مرة أخرى، تحسباً لصدق تهديداتهم، مؤكداً أن سلامة الإخوة الأقباط من سلامة المسلمين. وقال الشيخ محمد محمود أبوحطب، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن هذه التهديدات لابد أن تؤخذ على محمل الجد، فالإرهاب لا يفرق بين مسلم ومسيحى، مشدداً على ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية على الكنائس والمساجد. وأضاف أبوحطب، أن هناك بعض الإجراءات التى يجب اتباعها فى المساجد، خاصة الكبرى، مطالباً بمنع دخول السيارات إلى ساحات المساجد، خاصة مسجد أبى المرسى العباس والقائد إبراهيم، بالإضافة إلى تفتيش الحقائب التى يحملها المصلون. وأكد أبوحطب أن الدين الإسلامى لفت إلى أهمية المواطنة فى آيات قرآنية وأحاديث مختلفة. وقال سمير النيلى، رئيس لجنة الإعلام بالمجلس المحلى للإسكندرية، إن التهديدات التى وجهها تنظيم القاعدة للكنائس والقساوسة تستهدف جميع المصريين وليس فصيلاً دون آخر، مشيراً إلى أن المصريين لا يخافون وسيذهبون إلى الكنائس والمساجد ولن يستطيع أحد أن يوقف مسيرتهم أو يهز أمن مصر. وأشار خالد الزعفرانى، وكيل اللجنة الدينية بالمجلس المحلى، إلى أن أمن الكنائس مكفول، ومن يحاول الاعتداء بأى شكل من الأشكال على دور العبادة يأثم شرعا. لافتا إلى صعوبة التكهن بخطوات تنظيم القاعدة لأنها تنظيم متشابك ومنتشر فى جميع دول العالم دون قيادة مركزية معروفة، داعياً جميع المواطنين إلى التصدى لتلك التهديدات التى تهدف إلى ترويع الآمنين ونشر الفتنة والاحتقان الطائفى الذى يهدد استقرار وأمن مصر. في سياق متصل، قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، إنه سيتم تأجيل ترميم كنيسة القديسين بالإسكندرية التى شهدت الحادث الإرهابي، الجمعة الماضى، إلى ما بعد احتفالات عيد الميلاد المجيد، بناء على طلب راعى الكنيسة لزيادة الصلاة فيها. وأضاف محلب فى تصريحات ل«المصرى اليوم» أنه تلقى خطابا رقيقا من راعى الكنيسة يشكره على المشاعر التى أبداها تجاه الكنيسة، واستعداد شركته لتحمل تكاليف الترميم، ولكنه طلب منه تأجيل هذا الترميم حتى احتفالات عيد الميلاد، وهدوء الأوضاع، خاصة أن هناك الكثيرين من أسر الضحايا والمواطنين العاديين يؤدون الصلاة فى الكنيسة منذ الحادث، أكثر من الأعداد التى كانت تتردد على الكنيسة من قبل. وأشار محلب إلى أنه احترم رغبة راعى الكنيسة بعد إرسال المعدات بالفعل، ومعاينة الموقع، موضحا أنه سيتم ترميم الكنيسة والمسجد المجاور لها أيضا، فى وقت واحد، لافتا إلى أنه لم يتم حساب التكلفة حتى الآن، وأن الشركة على استعداد لتحمل تكلفة الترميم. وأكد محلب أنه تم إسناد مهمة الترميم للكنيسة والمسجد إلى إدارة صيانة الأصول والآثار بالشركة لخروج الترميم بأفضل صورة خاصة، بالرغم من أن الإصلاحات بسيطة، منها بعد الوجهات والنوافذ الزجاجية، فضلا عن لوحة «زخرفية» سيتم إعادتها كما كانت.
