الملوخية والخضار السوتيه ♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥ احترت كثيرا كيف أبدأ ؟ هل بعرض المقادير لكل وجبة وطريقة التحضير وأنهى موضوعى بكلمة " بالهنا والشفا " ؟ أم أضع البهارات مباشرة وأبدأ فى " الغرف " ؟؟؟ لا شك أن الوجبتين مختلفتين تماما ، فالملوخية أكلة مصرية متأصلة ولها قصة مع الشعب المصرى ولنقل العربى أيضا ،، فلا أحد منا يجهل خلطة الملوخية أو " الملوكية " كما كان اسمها فى العصر الفاطمى عندما منعها الحاكم بأمر الله على الشعب واستأثر بها لنفسه ، لذا فهى وجبة ملوكية أصيلة يعرف قيمتها الملوك ،، عجباً !!! هل كان الحاكم بأمر الله قادرا على النظر للمستقبل إلى هذا الحد واستطاع بفراسته معرفة تأثير الملوخية على العقول المصرية فيما بعد فاراد تحذيرهم وابعادهم عن تلك المخاطر " المعوية " الخطيرة ؟! ،على ما يبدو انه كان حاكما مضحيا جدا لدرجة انه أكل " الملوكية " وحيدا . أما الخضار السوتيه عبارة عن طعام مغذى جدا وخفيف وسهل الطهى ، فقد تعيش عليه طوال حياتك ولا تصاب بوعكات أو تقلصات معوية ، يلجأ إليه الشعب المصرى إذا أحس بوعكة ما بينما هو الطعام الأساسى لدى الغرب ، قد تندهش عندما تدخل على شخصا ما فتجده يأكل خضارا سوتيه، لتجد نفسك مباشرة تسأله تلك الأسئلة : - انت عيان ؟؟ - بتعمل ريجيم ؟ - آه ياعم انت بتقلد الخواجات !! هذا هو حالنا ،، ولست هنا فى موضع نقد أو حكم على ما يحدث ولكنى أحاول عرض الفكرة كما تراءت إلى ذهنى.. هل الفرق بين الشرق والغرب كالفرق بين الملوخية والخضار السوتيه ؟؟؟ الملوخية أكلة معقدة فى تراكيبها وطريقة تحضيرها ،، وعندما تنظر إلى أصلها تجد وريقات خضراء يانعة لا تتخيل انها قد تتحول إلى هذا الطبق العجيب ،، كالعربى تماما ،، تغير كثيرا عن أصله وعن فطرته وأصبح " مفروما " و " سائلا " ومضافا إليه كثيرا من البهارات ،، والتى قد نعتبرها شوائب العصر ورواسب الزمن والثقافات الغابرة سيدى ،، أنا لا أقلل من قيمة " الملوكية " ولا اقلل من شأن العربى .. ولكنها مقارنة مشروعة بالظبط كشرعية " الشهقة " عند عمل " التقلية " والتى تعتبر أساس الملوخية والأصل فى جودة صنعها ومذاقها ،، ألا تجد عزيزى العربى اننا أصبحنا " نشهق " بجدارة أمام كل كارثة تحدث إلينا ؟ ،، شهقنا أمام قطر الصعيد وأمام العبارة وشهقنا أمام غزة والعراق ودارفور وووو...... وكل ما علينا أننا نغلق " الحلة " سريعا حتى تنضج الطبخة ،، لنصبح جميعا " مقليوّن " اى عرب " بالتقلية " .. ولا عزاء للصائمون . على الوجه الآخر ،، الخضار السوتيه ووجبة الغرب ،، ما عليهم سوى تقطيع الخضروات وبخطوات سهلة ومحددة يحصلون على وجبة صحية جدا ،اى ان وقتهم سيضيع فقط فى " التقطيع " ولن يضطروا للشهيق او الزفير ،، السؤال اللذيذ فى هذا الطبق اقصد الموضوع ، هل العالم العربى بالنسبة لهم سهل الطهى كالخضار السوتيه ؟؟ هل يدركون جيدا مدى القيمة الغذائية التى تتوفر فيه ؟؟ بالتأكيد نعم ،، فما سمعنا يوما عن ملك منع الخضار السوتيه فى بلده او خاف على شعبه من تأثيره فى المستقبل ،، بل على العكس تماما ،، فقد أتوقع ان يضاف بنداَ الى الدساتير العالمية ينص على ضرورة تناول الخضار السوتيه يوميا ،، بخلاف خلع الأحذية طبعا .. عزيزى " المفروم "،، بالهنا والشفا ،، وهنيئا لى بوعكة ملوخية جديدة تجبرنى على " الشهيق " *********** تحياتى رنا علي