أفتى الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بعدم جواز تصويت المسلمين في جنوب السودان لصالح الانفصال عن شماله، مطالباً المسلمين والعرب بالتكاتف وإنشاء كيان كبير يوحدهم ويلم شملهم. جاء ذلك رداً على سؤال تلقاه الدكتور القرضاوي عبر برنامج «الشريعة والحياة»، أذاعته فضائية «الجزيرة» الاثنين الماضي، حول الدور الذي يلعبه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للحيلولة دون وقوع انفصال الجنوب وانقسام السودان، وهل يجوز شرعاً للمسلم السوداني الذي له حق التصويت أن يصوت لصالح الانفصال؟. وأجاب القرضاوي :«لا يجوز للمسلم السوداني أن يصوت لصالح الانفصال لأن الانفصال دائماً وراءه الشر والآن الغرب في عالم الاتحاد والتكتل ونحن في عالم يتشرذم للأسف والسودان هذا البلد الكبير عليه مكائد لا تريد للسودان أن يبقى، وانفصال الجنوب يقف وراءه بعض الدول الغربية والأمريكان بهدف تمزيق وحدة العالم الإسلامي». وتابع، «الآن الجنوب ثم تأتي دارفور الغرب يريد الانفصال، وأن تتقسم البلاد وهذا أخطر ولا ينبغي أن نقر أي انفصال في أي بلد»، ومن المقرر إجراء الاستفتاء على انفصال جنوب السودان في 9 يناير المقبل، ويتوقع كثير من المراقبين والمسؤولين أن يصوت الجنوبيون لصالح الانفصال. وطالب القرضاوي المسلمين والعرب بإنشاء كيان أكبر من جامعة الدول العربية وأكبر من منظمة المؤتمر الإسلامي، مؤكدا أن هذه الكيانات لا تؤدي دورها كما ينبغي، وأضاف :«أطالب المسلمين أن يكون لهم كيان أعمق وأكبر يلم الشمل ويوحد المسلمين على كلمة سواء حتى نحمل نحن المسلمين تبعاتنا إزاء هذه القضايا.. لابد أن ننتقل من دور إلى دور أكبر». وأشار إلى تجربة الاتحاد الأوروبي في الاتحاد والتكتل، وقال، «انظر إلى أوروبا التي حاربت بعضها بعضاً في العصور السابقة وقتل الملايين، تركت الماضي وهم الآن فى قالب واحد متحد اقتصادياً وثقافياً ودينياً». يذكر أن الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان أفتت الجمعة الماضية، بتحريم الاستفتاء على حق تقرير المصير للجنوب، وطالبت حكومة الخرطوم بتطبيق الشريعة الإسلامية دون الأخذ بعين الاعتبار ما يقرره الجنوبيون، ومحذرة في الوقت نفسه من مخطط «غربي يهودي» لتقسيم السودان إلى 5 دويلات «هزيلة».