وصفت قيادات إخوانية المقال التحليلي الذي كتبه «أحمد عز» أمين تنظيم الحزب الوطني، في صحيفة الأهرام، الجمعة، وهجومه على جماعة الإخوان المسلمين، بأنه محاولة منه لإبعاد تهمة التزوير التي التصقت به وبقيادات الحزب الوطني. وأوضحت القيادات الإخوانية ل«المصري اليوم» أن أمين تنظيم الحزب الوطني يعبر عن حالة ارتباك يعانيها الحزب الوطني قبل مؤتمره العام؛ لذلك فإنه يعمل على محاولة قلب حقائق الأمور. واعتبرت القيادات الإخوانية أن الحزب الوطني «زوّر إرادة المصريين عن طريق تزوير انتخابات مجلس الشعب بقصد السيطرة الكاملة على البرلمان وإبعاد الإخوان والمعارضة عن العمل النيابي في الفترة المقبلة». ووصف الدكتور عصام العريان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، عضو مكتب الإرشاد، تحليل أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني للانتخابات البرلمانية التي انتهت قبل أيام بأنه محاولة منه لغسل يده من الجريمة التي ارتكبها بتزوير الانتخابات. وقال العريان ل«المصري اليوم»: «عز متأكد تماماً من خلال الانتقادات المستمرة له بأنه وراء ما حدث من تزوير فج في انتخابات الشعب؛ لذا فإنه يحاول إبعاد التهمة الملتصقة به عن طريق تحليلاته غير المنطقية والمعاكسة تماماً للواقع». وأضاف: «أمين التنظيم يحاول تبرئة نفسه ورجاله ممن قاموا بتغيير إرادة الناخبين لصالح نواب عز». وحول تصريحات أمين تنظيم الوطني بأن نتائج الإخوان جاءت في انتخابات 2005 أكبر من قوتها الحقيقية، أجاب العريان بأن الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2005 تمت عن طريق إشراف قضائي كامل لذا جاءت نزيهة وأكدت قوة جماعة الإخوان المسلمين الحقيقية عن طريق نجاح 88 نائباً بالبرلمان، لافتاً إلى أن الانتخابات التي انتهت قبل أيام مزورة. وفيما يخص هجوم عز على نواب الإخوان المسلمين ووصفهم بأنهم يماطلون ولا يعارضون، قال العريان: إن أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان كانوا شوكة في حلق الحكومة يحاولون إيقاف ودفع الفساد، وستؤكد الأيام المقبلة كيفية التعامل مع القوانين ومناقشة الميزانية وقضايا الفساد في ظل غياب نواب الجماعة عن مجلس الشعب. وأضاف: «عز يهاجم الإخوان لأنها القوة الحقيقية التي تواجه الحزب الحاكم وفساده وقد قالها من قبل بأنه لا يرغب في وجود نواب للإخوان بالمجلس وقد فعل ما قال». ومن جانبه، قال الدكتور محمد سعد الكتاتني، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، رئيس الكتلة البرلمانية السابقة- إن كلام أحمد عز يؤكد ويعبر عن الارتباك الشديد الذي يضرب الأوساط الداخلية للحزب الحاكم، والذي بدا واضحاً على قياداته قبل ساعات من المؤتمر السنوي لهم. وأضاف: يحاول تبرير التزوير الفاضح الذي كشفته وسائل الإعلام، وهذا متوقع تماماً لأنه يجد نفسه غارقاً في الاتهامات المؤكدة بالتزوير. وتابع: يتحدث عن أرقام وإحصائيات ولكن المواطن المصري لا يعرف سوى المعاناة وهذا أيضا نوع من التزوير وقلب الأحداث لأن الفساد يزداد سوءا وهو يعلن أرقاما غير حقيقية لا تعبر عن الواقع المرير والهمّ الذي يعيشه المواطنون. وقال المهندس سعد الحسيني، عضو مكتب إرشاد الإخوان ونائبها السابق بالبرلمان: «لا أحد يصدق ما يقوله أحمد عز، نظراً لأن تزوير الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب ثابت بالوثائق والصور والأحكام القضائية. وأضاف: ينتقد عز الكتلة البرلمانية للإخوان وهم الذين ساهموا مع غيرهم في أن يكون الفصل التشريعي السابق أكثر الفصول في الحياة البرلمانية ثراء وعملاً، في تاريخ مجلس الشعب المصري. وعن وصف عز لنواب الجماعة بأنهم مماطلون أوضح الحسيني: المماطلة هي صفة الحزب الحاكم كما يعلم الجميع أما نحن فهو يعرف أننا نعمل لصالح البلاد ولذا قام بتزوير الانتخابات لإقصاء الإخوان والمستقلين من أصحاب الضمائر اليقظة. ولفت الحسيني: يوجد في مضبطة مجلس الشعب وما تعكسه وسائل الإعلام الفروق الكبيرة بين نواب عز والكتلة البرلمانية للإخوان، وهذا لا يحتاج إلى الرد على ما يقوله عز.
