فيلم يستحق المشاهدة !!! نعم الفكرة ليست جديدة و سيناريو أيمن بهجت قمر شبه "محروق" مقدماً , لكن يبقى النجم الحقيقى فى هذا العمل هو المخرج عمرو عرفة الذى نجح كعادته فى إستثمار قدرات ممثليه وإحتواء عيوب السيناريو ليغزل منه عملاً ممتعاً لا تندم على إضاعة وقتك معه . فعلها من قبل فى السفارة فى العمارة الذى خان المنطق مؤلفه يوسف معاطى فى مواضع كثيرة من القصة , وفعلها مع وائل عبد الله فى الشبح رغم إستهلاك الفكرة , وهاهو يفعلها مع أيمن بهجت قمر و يقدم فيلماً تجارياً خفيف الظل من سيناريو باهت عقيم ... !!! الممثلون بدوا جميعاً فى أفضل حالاتهم ما عدا غادة عادل التى شعرت أنها عادت للوراء خطوات بقبولها أن تكون " دبوس الكرافتة " لنجم الشباك و هى التى كان يفترض أن تقوم بالبطولة المطلقة لفيلم محمد خان " نسمة فى مهب الريح " !!! أما الرجال فتألقوا جميعاً وعلى رأسهم العملاق حقاً و بلا أدنى مبالغة خالد صالح... شويه عليه و الله المليون جنيه اللى كان طالبهم فى رسائل البحر !!! تقمص مذهل للشخصية بكل إنفعالاتها و نزواتها و لحظات ضعفها و غرورها ... و مراحل عمرها أيضا. أحمد السقا حضور لا يمكن إنكاره حتى و إن صنفناه كممثل مجتهد و ذكى أكثر منه كممثل موهوب. نجاحه فى تغيير جلده عدة مرات خلال الأحداث تبعاً لتطورات الشخصية يحسب له تماماً كما يحسب له إتاحة كل هذه المساحة بجواره لخالد صالح الذى يكاد يكون هو الشخصية الرئيسية فى الفيلم. خالد سرحان مرة أخرى يؤكد جدارته كبطل ثان وأعتبر هذا الدور الخاطف أفضل أدواره بجوار السفارة فى العمارة و سيت كوم (العيادة) الذى أخرجه مساعد عمرو عرفة: فاضل الجارحى.أما عن باقى العناصر , فمحمود طلعت للمرة الأولى يشعرنى أنه قادر على طرح اسمه كواضع موسيقى تصويرية و ليس مجرد ملحن لتيترات المسلسلات. عدسة محسن أحمد كما كانت دائماً عاشقة للأسكندرية و شوارعها و بحرها و كذلك إضاءته التى تباينت ببراعة بين جو السجن و المدافن و المنزل و شاطىء البحر . مونتاج ماجد صبرى نجح فى الإفلات من الملل و الرتابة كما نجح فى المزج بين الماضى و الحاضر دون تشتيت , و ديكور سامر الجمال بسيط وواقعى إلى حد كبير. لم أشعر قط أن هذا ديكور فى إستديو . الفيلم كما ذكرت هو فيلم تجارى بحت , لكنه مصنوع بإتقان يجعله جديراً بالمشاهدة. من الآخر هتقضوا وقت كويس يا جماعة !!! " التدوينة هى هى على مدونتى الرئيسية : بره الشبابيك " http://reeeshkalam.blogspot.com/2010/11/blog-post_15.html