تحركت سيارات الأمن المركزى من أمام قسم شرطة منيا القمح بالشرقية قبل انتهاء التصويت بساعتين، متجهة لمدرسة التجارة، مقر اللجنة الرئيسية، تم غلق الطريق المؤدى إليها والمؤدى إلى عشرات من قرى المركز، نزل الجنود من السيارات، والتفوا حول سور المدرسة، وشكلوا حائطا بشرياً على عرض الطريق. فى السابعة وخمس دقائق، توافد المئات من أنصار مرشح الإخوان الدكتور حمدى علام، الذى يتنافس على الفئات، ومن أنصار مرشحى الحزب الوطنى عبدالعزيز معروف «فئات»، وعبدالرحمن مشهور «عمال»، الذى بدا أنصاره مجهدين من أعمال البلطجة التى شهدتها الدائرة، خاصة فى قرية سنهوت، التى شهدت إطلاق أعيرة نارية بالرشاشات، فعززت قوات الأمن بجنود آخرين مزودين بأقنعة واقية، من الغازات والقنابل المسيلة للدموع، وتأهب الجميع لحضور السيارات التى تحمل صناديق الاقتراع، وحضرت أول سيارة فى الثامنة مساء، ولا يوجد مكان لقدم على سطح السيارة بسبب تكالب مندوبى المرشحين على الصناديق، وتوالت السيارات ودخل المندوبون والمرشحون للجنة الفرز، وبمجرد أن بدأت عملية الفرز، تعالت أصوات الإخوان من الخارج بهتافات «فى مصر قضاة لا يخشون إلا الله»، وأثناء تلك الهتافات خرّ عدد كبير منهم سجداً، والدعاء لمرشحيهم بالنصر، وفى داخل اللجنة جلس مرشح الجماعة، أمام المنصة وسط أنصاره، بينما لم يحضر مرشحا الحزب الوطنى، وتابعا بالتليفون مؤشرات الفرز. بعد هتافات الإخوان أثناء راحتهم، تعالت أصوات أنصار الحزب الوطنى، بالهتافات لمرشحيهم، فاعترض الهتافات، عدد كبير من الشباب يؤيدون أحد المرشحين المستقلين على مقعد الفئات، يدعى مجدى الميتكنانى «رمز العلم»، وأحضروا علم مصر، فزاد عدد قوات الأمن، خشية وقوع مصادمات. على الجانب الآخر نام عدد كبير من الإخوان على الرصيف، ونجل مرشح مستقل أخذ يبكى قلقاً على والده، بينما الشائعات تخرج من اللجنة بأن هناك جولة إعادة بين الوطنى والإخوان، ولكن الشائعات تسببت فى هدوء الطرفين، وفى داخل اللجنة يحاول القضاة تصحيح أخطاء محاضر الفرز، بإعادتها إلى الموظفين. حلت الساعة الثانية صباحا، فهتف أنصار الميتكنانى وهم رافعون أيديهم بعلامة النصر «الساعة اتنين.. مجدى الميتكنانى»، فقام أنصار مرشحى الوطنى بحرق بعض الأوراق، ظنا منهم أن النتيجة قد حسمت، فتحركت سيارات المطافئ قليلا، بينما مازال الإخوان فى تسبيحهم وسجودهم، واستغراق عدد منهم فى النوم، قبل الفجر نام المئات على الرصيف، بينما الفرز مازال مستمرا، واستيقظوا على صوت مؤذن صلاة الفجر، حيث ذهب عدد كبير من أنصار المرشحين للصلاة فى الوقت الذى يسيطر فيه القلق على الجميع داخل اللجنة. الساعة الثامنة صباحاً تحركت كل قوات الأمن المركزى للوقوف أمام الإخوان، عرف الجميع أن النتيجة يتم إعلانها داخل لجنة الفرز، خرج مندوب الحزب الوطنى، أبلغ أنصاره بفوز عبدالرحمن مشهور وعبدالعزيز معروف مرشحى الحزب الوطنى، فدوى المكان بهتافاتهم وبالطلقات النارية، واحتشد الإخوان أمام الأمن، وكادت تتحول إلى معركة فهدأهم مرشحهم، وتحركوا إلى الخلف فى مسيرة حاشدة وبهتافات «ولا بنخاف ولا بنكش.. الإسلام هو الحل».