رصدت لجنة متابعة وتصحيح الدعاية الإعلامية والإعلانية لانتخابات مجلس الشعب، التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، عدة تجاوزات من جانب عدة قنوات فضائية، من بينها عدم النزاهة والتأثير فى الناخبين لحساب بعض المرشحين وخلط الإعلام بالمواد الإعلانية. يأتى ذلك فى الوقت الذى خرقت فيه قناة «الحرة»، فترة الصمت الانتخابى، واستضافت الدكتورة مديحة خطاب وجميلة إسماعيل، المرشحتين فى الانتخابات، وأحال أنس الفقى، وزير الإعلام، الواقعة إلى اللجنة العليا للانتخابات للتحقيق. قالت اللجنة فى تقريرها الثانى، الذى يغطى الفترة من 12 إلى 24 نوفمبر الجارى، إن معدلات البرامج والتنويهات التى تحث على المشاركة السياسية للناخبين، كانت متزايدة على جميع القنوات العامة والخاصة فى ظاهرة وصفها التقرير ب«إيجابية»، وأكد التقرير التزام القنوات الإقليمية بدعوة المرشحين للإعلان عن برامجهم الانتخابية لمدة خمس دقائق لكل منهم، وأن محطات الإذاعة وقنوات التليفزيون، أفردت مساحات من الوقت لجميع الأحزاب، لعرض برامجها بما يمثل تطوراً إيجابياً فى الأداء الإعلامى المصرى - بحسب اللجنة. وتابع التقرير أن برنامج «حوار الأحزاب»، الذى تم تقديمه على القناة الأولى، قدم حلقة متميزة استضاف فيها ممثلى أحزاب: الوطنى، الوفد، التجمع والناصرى، وأن الحلقة تميزت بالنزاهة والتجرد فى إتاحة فرص متساوية للجميع، وتعتبر نموذجاً يحتذى به. واستطرد: «للمرة الثانية تحتل قناة (الفراعين) قائمة الأكثر مخالفة وإصراراً على التجاوز، وتمثل حالة خاصة بين قنوات التليفزيون العامة والخاصة، فى مخالفة العديد من المبادئ والمعايير». وأفرد التقرير جزءاً كبيراً منه لما سماه «ملاحظات على قناة الفراعين»، اعترض فيها على ظهور مالك القناة، وهو أحد المرشحين للانتخابات، بشكل مستمر على شاشتها، بما يعد مخالفة لأحد مبادئ التغطية بحظر ظهور المذيعين ومقدمى البرامج بعد بدء الحملات الانتخابية. وقال إن القناة قدمت حلقة يوم 14 نوفمبر الجارى، لتأييد مرشحين بعينهم وقدمت تغطية لمؤتمرين عقدا لتأييد هذين المرشحين وهو ما يعد إعلاناً مدفوع الأجر، دون تمييز وخلط بين الإعلام والإعلان فى الدعاية الانتخابية. وتابع التقرير: «فى نفس اليوم قدمت القناة دعاية انتخابية مباشرة لمرشح عن الدائرة الثانية (الضبعة) بمطروح، وتغطية لمؤتمر شعبى وهو إعلان مدفوع الأجر أذيع بشكل مخالف لمعايير الفصل بين الإعلان والمادة الإعلامية، وأذاعت القناة تقريراً إعلانياً مباشراً عن توفيق عكاشة، المرشح عن دائرة نبروه، مالك القناة». وتضمن التقرير ما يؤكد حسم المعركة الانتخابية لصالح «عكاشة»، دون إشارة للمرشحين الآخرين. واستطرد التقرير: «فى يوم الثلاثاء 16 نوفمبر الجارى، أذاعت القناة تقريراً عن دائرة نبروه، تم التركيز فيه على (عكاشة) والإساءة للمرشحين الآخرين فى الدائرة، بما يعد إخلالاً بالمساواة والعدالة وخلط الإعلان بالإعلام». وتابعت اللجنة فى تقريرها، أنه فى الساعة التاسعة من مساء الأربعاء 24 نوفمبر الجارى، أعلنت القناة فوز «عكاشة» فى انتخابات المجلس، مما يعد مخالفة صريحة، وصفها التقرير ب«غير مقبولة». وأورد التقرير عدة ملاحظات أخرى، على سبيل المثال لا الحصر، فى نهاية التقرير، على المخالفات التى رصدها. وأضاف أن قناة «ON TV»، عرضت حلقة من برنامج «برلمان 2010»، ركزت فيها بشكل ملحوظ على تاريخ عائلات «بدراوى»، «سراج الدين»، «نصار»، «أباظة»، «عبدالنور»، «السادات»، «عثمان» و«محى الدين»، فى دعاية واضحة لبعض المرشحين، قال التقرير إنها تتنافى مع العدالة والمساواة وتعد أمراً غير مقبول. وتابع أن قناة «مودرن كورة»، أظهرت أحمد شوبير، أحد المرشحين للانتخابات أثناء التنويه لمباراة مصر وأستراليا، مما يعد مخالفة للمبادئ والمعايير، وأن برنامج «الحقيقة»، على قناة «دريم»، من تقديم وائل الإبراشى، استضاف زين السادات، مرشح الحزب الوطنى فى المنوفية، الذى قال التقرير إنه «تناول فى الحلقة منافسيه، بالنقد والتجريح»، مؤكداً أن الحلقة تمثل مخالفة للمبادئ والمعايير، لأنها تنال من سمعة المنافسين وتقتحم خصوصياتهم.
